كتب:أنور عبداللطيف ابتسام مهندسة زراعية تعمل فى تجميل العاصمة، كانت حياتها قبل 28 نوفمبر من البيت للحديقة ومن الحديقة للبيت، تم اختيارها لتكون مشرفة فى لجنة انتخابات.. فى البدء كانت مرعوبة ومشتتة بين ثقة وحب للواجب الوطنى الذى كلفت به نهارا وبين الفضائيات. التى تسود الدنيا ليلا بالكلام عن تأجيل الانتخابات، فتشعر أنه لا أمل. تقول ابتسام :بدأت عملى الساعة 12 منتصف ليل الاثنين ذهبت الى قسم المطرية لاستلام الكشوف والشارات، حتى الساعة السابعة صباحا وبعد استلام الكشوف بدأت العمل باللجنة مباشرة، حتى التاسعة مساء نفس يوم الاثنين دون نوم أو شاى أو راحة، لم أشعر بأى تعب فقد أمضيت فى اليوم الأول أجمل 20 ساعة فى حياتي،وفى اليوم الثانى 10 ساعات غير معركة فرز النتائج المتوقعة هذه الليلة . ?{{? فى لجنة 4 «بلال ابن رباح» بالمطرية.. عدد الناخبين 995 ناخبا كلهم «محمد محمد»، بل ويوجد أكثر من 10 أسماء محمد رباعى فكان الرقم القومى يحسم هذا التشابه فى الأسماء ?{{? اللجنة ترأستها القاضية «غادة» وهى شابة صغيرة فى الثلاثين تقريبا لكننى فوجئت بأنها حازمة جدا وفاهمة لعملها ومتفاهمة ومرنة فى نفس الوقت، ويساعد القاضية 4 مشرفين.. اثنان من الرجال واثنتان من النساء. ?{{? كل دورى أقول للناخب اختر 2 هنا من رمز الفردي.. أو اختر قائمة. ?{{? أصعب المواقف: واحد مش شايف وواحد مش فاهم وواحد مش عارف.. وأخيرا واحد كفيف والحلول دائما لدى للقاضية ممنوع علينا الإجابة. ?{{? كان فيه معاقين كثر.. وكبار السن كانت لهم الأولوية فى الدخول.. لكن القاضية غادة رفضت تماما دخول جرسون القهوة والشاي.. وكان معنا ساندويتشات خاصة بنا من البيت. ?{{? أبرز المشاكل المتخلفين عقليا.. كانت القاضية تسأل عن اسمه لتعرف ان كان واعيا أم لا. فى حالة ادراكه يصوت وفى حالة عدم ادراكه ترفض تصويته وثانى المشاكل البطاقات المقطوعة نصفين فوجئت أن عددها كبيرا جدا، والحل أن يخرج الناخب بطاقة أو رخصة مختومة من الداخلية واذا لم توجد نمنعه من التصويت بعد أن نكتب له محضرا باعفائه من الغرامة ونختمها. ?{{? أطرف المشاكل.. بسبب كثرة أسماء المرشحين المستقلين يدخل الناخب وينسى مرشحه الفردى من بين 143 اسما أو ينسى الشعار، ويطلب الاستعانة بصديق،كانت تأمره بالخروج مباشرة وتمنع استخدام الموبايل داخل اللجنة. ?{{? عندما يدخل الناخب وراء الستارة تسمح بدخول آخر وتطلب منه أن ينظر فى ورقته ويستعد الى أن ينتهى الذى قبله، فيدخل وهو فاهم ماسيفعل حتى ينتهى بسرعة. ?{{? أرتفع صوت أحد "المحمدات " غاضبا، حضر جندى الجيش المجهز بأسلحته ورغم أنه لم ينطق بكلمة كل شئ سار زى الساعة.. ?{{? بعد اليوم الثانى صوت حوالى 700 "محمد" من 995 مقيدين فى لجنة (4). ?{{? مندوبو المرشحين أصبحت عملة نادرة جدا.. لم يحضر سوى مندوبين فقط حتى الساعة الخامسة مساء لأنه لا يوجد تزوير أو لعب أو أسماء وهمية ولا مبرر لوجودهم. ?{{? إجراءات إغلاق اللجنة معقدة جدا.. حساب الكشوف وعدد المصوتين، وعدد البطاقات الباقية ومطابقتها بالأسماء، ثم تشمع الظروف وتشمع الكشوف وكذلك الصناديق ونقلناها إلى فصل آمن وشمعنا الأبواب، خرجنا كلنا مع بعض أولا.. ثم خلفنا خرجت القاضية. ?{{? وعند عودتنا فى الصباح عملنا نفس خطوات الإغلاق بالعكس قبل التصويت.. تفتح القاضية الأبواب ويفض الشمع ويحصر البطاقات الباقية ونطابقها بالكشوف التى وقعنا عليها أمس. ?{{? لم أشعر أبدا بالإرهاق والتعب ولو طلبوا منى المبيت لفعلت لأننى فخورة بالتجربة وبالجيش المصرى المشرف، وفخورة أكثر بالشعب المصرى الوطنى المنظم المتحمس الذى أعطانا الفرصة أن نكون مثل الشعوب المتحضرة الذين نشاهدهم فى الأفلام واثبتنا أننا شعب عظيم بجد!