سبق أن أعلنت الحكومة والمجلس العسكري تجريم استخدام الشعارات الدينية وليس في الشعارات ذاتها إساءة للغير بقدر ما تعبر عن هوية أصحابها وانتمائهم الديني وبما يفيد الخلط بين الدين والسياسة. وقد أوضحنا مرارا وبطرق متعددة حذر استخدام الهوية الدينية حتي لاينساق المصوت وراء العاطفة الدينية, ونحن شعب متدين بطبيعته وقلما نستطيع أن نخفي انتماءنا الديني. فنعبر عنه بالأسماء الظاهرة مثل محمد ومرقص وكوهين واستير وغيرها من الأسماء, لهذا جاء الخطر من استخدام الشعارات الدينية. ولما كان العقل المصري يتمتع بالكثير من الفهلوة والالتفاف للوصول إلي المراد, فاليهودي الذي استغل إعلان خبر وفاة والده بالدعاية لمهنته: مكتب كوهين ينعي والده ويصلح ساعات, هكذا خرجت بعض التيارات الدينية بإعلان تحريم التصويت لغير المنتمين إلي فكر ديني, فأفتي فريق ديني بأن التصويت للقبطي والعلماني والليبرالي والفلول حرام شرعا, ويجب علي من يختار أيا منهم الكفارة, وساهمت بعض الصحف المصرية في نشر هذا الخبر بالبنط العريض مع إعلان باللون الأحمر المتميز واللافت لنظر القارئ وكأن الجريدة وهي تضع هذا الإعلان والخبر تسهم أيضا في نشر الخبر علي نطاق واسع, مع علمي ان الجريدة واسعة الانتشار ولكنها أصبحت أيضا شريكا في استخدام الشعارات الدينية بالأسلوب السلبي. وأمام هذه الإشكاليات المتداخلة من خلل أمني, وتهديد قطاع كبير من أبناء الشرطة برفضهم الاشتراك في تأمين الانتخابات, كما نقرأ عزم رجال القضاء أنفسهم علي رفضهم الإشراف علي الدوائر الانتخابية لأسباب أمنية وخلافات بين رجال القضاء الجالس ورجال القضاء الواقف (القضاة والمحامين). أما الجانب الأكثر سوءا فهو تكفير من لايعطي صوته لغير المنتمين إلي تيارات دينية, وإذا أضيف إلي هذه الأسباب دخول من اطلق عليهم الفلول سواء كان فلا أصيلا أو من فروع الفلول كالإخوة والاخوات وأبناء العموم وغيرهم ممن يتمتعون بعصبيات شعبية وقدرات مالية وسطوات عرقية وتهديدات حياتية. والسؤال كيف ستسير الانتخابات وما هي النتائج المتوقعة وشكل المجلسين النيابيين ومستقبل القرارات الصادرة عنهما؟ إنني أتصور أن مثل هذه الانتخابات ستواجه مشكلات لم نسمع من الجهات المسئولة كيفية حلها وضمان حيادها وتوفير الأمن للناخبين والمشرفين علي عمليات التصويت والفرز ونقل الصناديق من مقار الانتخاب إلي مواقع فرز الأوراق وحتي إعلان النتائج. إننا ننتظر قرارا حكيما يحفظ السفينة من الغرق والتيه في عرض البحار, وكلاهما لانرضي به لمصرنا ومكانتها الإقليمية والتاريخية والعالمية التي نرجو أن تستمر, بل ان تقوي وتزدهر بالعبور إلي شاطئ الأمان وتحقيق آمال شباب 25 يناير والله الموافق والمستعان طالما خصلت نوايانا واتسعت صدورنا لقبول الكل دون تفرقة, فالكل في قارب واحد نرجو له النجاة. المزيد من مقالات د. القس صفوت البياضى