منذ أيام تم إلقاء القبض على 3 أمريكيين وهم يشاركون في المواجهات بين قوات الشرطة المتحصنة حول وزارة الداخلية من جانب وعدد من المحتجين الذين يتبادلون التراشق بالغاز والمولوتوف والحجارة بالإضافة لعدد من المسلحين "المجهولين حتى الآن" الذين شرعوا في إطلاق النار على الطرفين!! كانت مشاركة أمريكيين في الأحداث غريبة فالولاياتالمتحدة بها ما يكفى من المشكلات الاقتصادية والمالية ومن قبلها السياسية والأمنية التي دفعت بالشعب الأمريكي إلى الاحتجاج في شوارع أمريكا وميادينها وبرزت حركات احتجاجية مثل "احتلوا وول ستريت". فما الذي يأتي بأمريكيين إلى ميدان التحرير ويدفعهم إلى الشروع في ممارسة العنف ضد هذا الطرف أو ذاك على الرغم من ان كافة الأطراف من المصريين الذين ثار بينهم اختلاف حول قضايا مصرية من أجل مستقبل مصر؟! الإجابة للغرابة لم تأت من واشنطن وانما أتت من العاصمة الروسية موسكو! فقد أذاعت قناة "روسيا اليوم" الفضائية لقاء مع مايكل شوير وهو أمريكى خدم فى وكالة المخابرات المركزية "سى.اى.آي" لأكثر من 20 عاما وتقاعد فى عام 2004 بعد ان رأس وحدة "بن لادن" بالمخابرات الأمريكية والتي كانت تطارد بن لادن وأتباعه في أنحاء العالم. شوير ذهب الى موسكو ليفصح عن ما بداخله وهو ما جعله يتحدث على شاشة التليفزيون الروسى بقدر أكبر من الحرية. قال شوير:"حاليا وبعد مقتل بن لادن فإن عدو الولاياتالمتحدة هو عدو وهمى لا وجود له"،"إننا فى صراع مع عدو إسلامى تعتقد واشنطن انه جاء ليقتلنا لأن لدينا انتخابات ولأننا أحرار ولأن لدينا نساء فى أماكن العمل..انه عدو لا وجود له الآن". وعن جوهر الصراع العالمى الذى تخوضه الولاياتالمتحدة منذ عام 2001 قال:"كم من مرة سمعنا كلينتون وبوش واوباما يقولون أن الأمر لا يتعلق بالدين وإنها ليست حربا دينية بل نحن نقاتل حفنة من الأشخاص المجانين.. ولكننا بالتأكيد نقاتل فى حرب دينية والى ان ندرك نحن الأمريكيين ذلك فإننا لن تكون لدينا القدرة على هزيمة الخصم بل اننا على النقيض نساعد على نمو جيل جديد من الشعوب التى ستقاتلنا". وعن سياسة الولاياتالمتحدة حاليا قال:"أنه أمر يظهر من جديد تجاهل حكومة الولاياتالمتحدة لماهية مشكلتنا مع العالم الإسلامي. فإن نقطة الارتكاز التي تم الارتكان عليها لتكوين تنظيم القاعدة كان وجود القوات الأمريكية فى شبه الجزيرة العربية.واليوم وبعد مرور 15عاما على اعلانهم الحرب علينا سننسحب من العراق لنضع قواتنا فى الكويت والبحرين والسعودية لنفرض وجودنا فى شبه الجزيرة العربية وهو ما سيكلفنا المزيد من الأخطاء والمزيد من الأعداء فى العالم الإسلامى ..أنه التناقض فى التفكير لدى واشنطن". وعما يحدث فى سوريا ودور الولاياتالمتحدة فيه قال شوير:"أعتقد اننا نتدخل دون وعى منا.فحتى مغادرة السفير الأمريكى لسوريا فإنه ظل يطوف في أنحاء سوريا محاولا تشجيع مجموعات للإطاحة بالحكومة السورية.. وهذا مسلك لا يمكن أن يسلكه أي دبلوماسي سواء كان أمريكيا أو روسيا أو صينيا أو بريطانيا"، وأضاف: "لقد طلبنا حقا من السوريين وبدم بارد بأن يخرجوا الى الشوارع ونحن نعلم تماما بأنهم سيواجهون الحكومة وقواتها،ونحن نعلم تمام العلم بأن حكومتهم ستطلق النار عليهم"!! وباختصار فإن هذا ما يحدث لسوريا التي لاتمتلك غازا أو بترولا تؤثر من خلاله في الأسواق العالمية كما أنها لاتتحكم في مضايق بحرية او قناة سويس يمكنها أن تقلب موازين منطقة الشرق الأوسط بل والعالم بأسره فى وقت الأزمات. إن مثل تلك الشهادة التى أدلى بها كما يقولون "شاهد من أهلها" لجديرة بالفحص والفهم والاستيعاب من أبناء الدول العربية ومصر وثوار التحرير حتى نحصل على إجابة مفهومة ومنطقية لوجود "الأجانب"فى ميدان التحرير وعلى أبواب شرم الشيخ والعريش وفى ليبيا وجنوب السودان وقبالة سواحلنا البحرية في الشمال. وخلاصة القول إن وطننا في خطر وحان الوقت لإهمال المصالح الشخصية وإعلاء الروح الوطنية التي توحدنا جميعا. المزيد من مقالات طارق الشيخ