خلال الأسابيع القليلة المقبلة تحيي المطربة الكبيرة فيروز أربع حفلات في بيروت في مجمعPlatea في ساحل' علما' بمنطقة' جونية' شمال العاصمة اللبنانية,وتقام الحفلات في التاسع والعاشر,والسادس عشر والسابع عشر من ديسمبر,و مع كل حفل جديد تحييه جارة القمر في أي دولة عربية . مثل قطر أو البحرين أو الإمارات أو غيرها من أي دول العالم التي أحيت فيها حفلات أسطورية مغلفة بالشجن المحبب خلال السنوات القليلة الماضية يتساءل عشاق هذه الإيقونة النادرة متي تحيي فيروز حفل في القاهرة ؟ وهي التي لم تعتل خشبة الغناء في مصر منذ حفلها الشهير الذي أحيته في نهاية السبعينيات في حديقة الأندلس؟!. وهنا نتساءل في دهشة: متي تتحرك وزارة الثقافة وتدعو هذه السيدة العظيمة والفنانة الخالدة لإحياء حفل في دار الأوبرا أو مسرح الصوت والضوء في منطقة الأهرامات والمقصور علي المطربين الأجانب؟ هل تخشي وزارة الثقافة من أجر فيروز المبالغ فيه كما صرح من قبل وزير الثقافة السابق فاروق حسني؟ علما بأنها حجة بالية لاتنم إلا عن جهل بقامة أسطورة الغناء العربي فيروز التي بلغت المجد أكثر من أية فنانة عالمية شدت عند سفح الأهرامات باعتبارها موطن الخلود عند المصريين والعرب والعالم. وهل يعلم وزير الثقافة الحالي د.عماد أبو غازي أن أجر فيروز أقل أو نفس الأجر الذي حصلت عليه' بيونسيه' عندما غنت في مصر مؤخرا, وفي شهر يناير القادم تعتلي' شاكيرا' خشبة مسرح استاد الهوكي بمدينة نصر وبالطبع سيكون أجرها أعلي أو يقترب علي الأقل من بيونسية تقديرا لبراعتها في فن الرقص الإيقاعي الساخن والماجن. وإذا كانت وزارة الثقافة ليس لديها الأجر الذي يليق بفيروز فيمكنها ببساطة أن تستعين بوزارة السياحة المصرية كنوع من الترويج الذي يمكن أن يدير عجلة السياحة العربية في موسم الركود الحالي, ومع ذلك فلدينا يقين راسخ أن حفل فيروز في هذا الوقت بالتحديد سيحقق أرباحا طائلة للجهة التي ستدعوها, تماما كما حدث عندما دعت ساقية الصاوي نجلها الموسيقار العبقري زياد الرحباني في مهرجان الجاز العام الماضي, وحقق الحفل دخلا فاق كل التوقعات, برغم أن سعر بطاقة الدخول كان150 جنية مصري, وتوافدت آلاف من الجماهير الذي أكتظ بهم المكان, وكان عدد الذين تابعوا الحدث وقوفا داخل الصالة وخارجها أكثر من عدد الحضور الذي استمتع بموسيقي زياد الرحباني وأغنياته مباشرة علي المسرح, ولأن ساقية الصاوي ليست سوي مركز ثقافي خاص ومحدود علي مستوي بنيته الأساسية في القاعات فقد تحولت ضاحية الزمالك في تلك الليلة إلي مسرح رحباني مفتوح للمارة والعابرين علي إيقاع موسيقي وغناء زياد, فما بالنا بفيروز التي حتما ستحطم كل الأرقام القياسية وتعيدنا لزمن الفن العفي والجميل. أما الأكثر إثارة في كل ماسبق ويدعو لدهشة أكثر وأكثر أن وزارة الثقافة لديها مهرجان مهم وكبير اسمه' مهرجان الموسيقي العربية الذي وصل هذا العام دورته العشرين, ورغم مرور كل هذه السنوات العجاف في حياة الأغنية العربية لم يتم دعوة السيدة فيروز للغناء في المهرجان ولا حتي تكريمها أو تكريم ابنها زياد الرحباني, برغم أن المهرجان كرم أسماء أقل بكثير جدا من فيروز وزياد, بل إنه فشل- المهرجان- في انتشال الغناء العربي من كبوته التي اجتاحته علي جناح التغريب وخراب الذائقة العربية, ومع ذلك تصر رئيسة المهرجان رتيبه الحفني كل عام علي استضافة أسماء بعينها ولأسباب لا تحمل أي وجاهة فنية بقدر ماتعكس ما في نفس يعقوب- هي نفسها- من نظرة مقصورة في إمكانية أن يلعب هذا المهرجان دورا مهما ورائدا يتناسب و يليق بمكانة مصر الحضارة والتاريخ في ازدهار فن الغناء الشرقي الأصيل في النهاية نتمني أن نري فيروز علي مسرح من مسارح القاهرة تحديدا علي مسرح الأوبرا- تشدو برائعتها' مصر عادت شمسك الذهب وتنال التكريم الذي يليق بقامتها الفنية الرفيعة هي وابنها زياد الرحباني الذي قدم للموسيقي الشرقية أضعاف أضعاف ما قدمه بعض المكرمين الذين أحتفي بهم المهرجان, كما أن مشوار زياد الفني الذي بدأه عام1973 برائعته' سألوني الناس عنك يا حبيبي' التي غنتها فيروز,يفرض تكريمه اليوم قبل غد!