تنفست جماهير الكرة المصرية الصعداء بعد أن ظلت أنفاسها محبوسة حتي صافرة السنغالي بادارا دياتا الذي أعلن فوز المنتخب الوطني علي العنيد صبية زيمبابوي في الجولة الثالثة من تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم2014 لكرة القدم في المجموعة السابعة. تقدم حسني عبدربه لمصر في الدقيقة64 وتعادل بيلات كاهاما لزيمبابوي في الدقيقة74 إلا أن أبوتريكة أضاف هدف حفظ ماء الوجه والإنقاذ من ضربة جزاء في الدقيقة87 من المباراة. قدم المنتخب الوطني مباراة متواضعة من كل الوجوه ولم يظهر لاعبوه بالصورة المنتظرة أمام صبية زيمبابوي الذين أحرجوا النجوم طوال المباراة من خلال أداء مميز بقيادة مدربهم كلاوس باجيلوس. في المقابل أخفق لاعبو مصر في تقديم مباراة أمام منتخب من المراهقين وسيطرت عليهم الأنانية والمظهرية وغاب الأداء الجماعي وبدا البطء واضحا وحسم المباراة المهارات الفردية. كاد المنتخب الوطني يدفع ثمن عدم الاستقرار وغياب التجانس بين اللاعبين الذين شاركوا في المباراة. لاشك أن لقاء زيمبابوي بمثابة جرس إنذار للمنتخب الذي وضع القدم الأولي لتخطي تصفيات كأس العالم التي شكلت عقدة تاريخية لمصر التي لم تصل إلي المونديال سوي مرتين في تاريخها. ما حدث أمام زيمبابوي يؤكد أن الوصول إلي مونديال2014 لن يكون سهلا. تصدر المنتخب مجموعته برصيد9 نقاط تليه غينيا وموزمبيق وزيمبابوي بداية سريعة للمباراة من جانب المنتخبين, كلاهما يبحث عن تحقيق أهدافه من خلال اللقاء. كشف المنتخب الزيمبابوي عن أسلوب لعبه منذ بداية المباراة والذي اعتمد فيه علي مصيدة التسلل مع الضغط علي لاعبي المنتخب المصري في كل مكان في الملعب, وهو ما تسبب في إرباك المنتخب الوطني, وهو الأمر الذي كاد يمنح محاربي زيمبابوي الهدف الأول بعد9 دقائق عن طريق كامبا. بدا المنتخب الوطني بعيدا عن مستواه مرتبكا بفضل حماس شباب المحاربين لقب زيمبابوي مما تسبب في حالة من البطء وظهور الفردية وكثرة التمريرات المقطوعة. افتقد المنتخب الوطني وسط ملعبه الذي أدي إلي تراجع الدور الهجومي, وظهر جدو وحيدا وسط دفاعات زيمبابوي. اختفي أبوتريكة المحاصر, فغابت فعالية الهجوم في ظل عدم وجود مساندة من النني وعبدربه. أجري برادلي أكثر من تغيير داخل وسط الملعب فنقل صلاح إلي جوار شديد وأعاد إبراهيم أمام المحمدي ولكن محاولته لم تأت بجديد, فدفع بجدو أمام شديد وأعاد صلاح لمركز المهاجم ولم يحدث شيئ. تفوق منتخب زيمبابوي في المواجهات المباشرة ووضح فارق اللياقة البدنية والأداء الجماعي الذي أعطاهم شكلا مميزا وأن مدربهم لديه ما يقوله في الملعب. جسدت الدقيقة32 أفضلية زيمبابوي في هجمة منظمة أفسدها محمد إبراهيم الذي لعب دور محمدي ببراعة منقذا هدفا مؤكدا. شعر المنتخب الوطني بخطورة موقفه أمام جماهيره وانتابته صحوة مفاجئة ينتج عنها رأسية لأبوتريكة تصدت لها العارضة ببراعة في الدقيقة35, لم يستثمر المنتخب الصحوة وتراجع مرة أخري. دفع المنتخب الوطني الثمن غاليا من غياب الجماعية والتنظيم وسلبية الأطراف وراء غياب الفاعلية الهجومية, في حين كان محاربو زيمبابوي يلعبون12 لاعبا بفضل الحارس واشنطن الذي قام بدوري الليبرو وحارس المرمي في أكثر من مشهد ليخرج الشوط الأول بتعادل سلبي. بداية مثيرة من جانب المنتخب الوطني عن طريق أبوتريكة الذي حول رأسية مرت بجوار قائم واشنطن. رفض المنتخب الوطني استثمار فرصة أبوتريكة وعاد لفصوله البايخة للهفوات الدفاعية غير المنطقية ولولا يقظة عبدالواحد لكان الهدف الأول لزيمبابوي. دفع برادلي بأحمد فتحي بديلا لمحمد إبراهيم لإعادة الاتزان لوسط الملعب, فرد عليه الألماني كلاوس بتغيير كارين وموتوما لضخ دماء جديدة. أعطي التغيير الذي أجراه برادلي حيوية للمنتخب الوطني بعد ما تحرك صلاح الذي استعاد ذاكرته ونشط حسني عبدربه وشديد قناوي. منح هدف حسني عبدربه الذي جاء من كرة ثابتة بالتخصص, الثقة للمنتخب الوطني بعد أن غابت عنه طوال64 دقيقة التقط بعدها اللاعبون والجهاز الفني الأنفاس. سيطر المنتخب الوطني شكليا علي وسط الملعب بعد نزول عيد عبدالملك بديلا للمحمدي البعيد عن مستواه, ولكن أبوتريكة أهدر أخطر الفرص من عرضية قناوي في سوء حظ غريب. ضغط المنتخب الوطني عن طريق محمد صلاح الذي تصدت العارضة لتسديدته القوية وسط صياح كل من في الملعب لتحرم المنتخب من الهدف الثاني. رفض المحاربون الاستسلام بهدف عبدربه وتحقق لهم ما أرادوه عندما نجح بيلات كاهاما في إفساد فرحة الجماهير مستغلا هفوة الثنائي محمد نجيب وتقدم عبدالواحد ليسجل هدف التعادل الرائع وهو ما أصاب المدرجات بالصمت. ألقي برادلي بورقته الأخيرة أحمد جعفر بديلا لجدو لإنقاذ الموقف بعد أن توترت الأعصاب وتتوالي الفرص الضائعة عن طريق أبوتريكة وصلاح بصورة غريبة, وبينما بدأ اليأس يتسرب إلي النفوس جاء الفرج عن طريق محمد صلاح الذي استغل سرعته للحصول علي ضربة جزاء صحيحة نجح من خلالها أبوتريكة بعد أن وقف كل من في الملعب وأمام التليفزيون علي أطراف أصابعهم انتظارا لهدف الإنقاذ وهو ما تحقق. بعدها تمر الدقائق المتبقية ثقيلة حتي أطلق الحكم السنغالي صافرته معلنا نهاية المباراة بفوز مصر2/.1