عقد القادة والزعماء العرب ورؤساء الوفود جلسة خاصة أعقبت الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والعشرين التي بدأت أعمالها بالدوحة أمس وكان القادة العرب قد قرروا في جلستهم المغلقة اختتام فعاليات القمة في دورتها العادية الرابعة والعشرين مساء أمس بدلا من اليوم. وناقشت القمة العديد من القضايا العربية المطروحة في مقدمتها الازمة السورية والقضية الفلسطينية والتكامل الاقتصادي العربي. وبعد الجلسة المغلقة أقام أمير دولة قطر رئيس الدورة الحالية للقمة مأدبة غداء للقادة العرب ورؤساء الوفود. وعقب ذلك بدأت تبدأ جلسة العمل الثانية للقمة. وشدد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر رئيس القمة العربية الرابعة والعشرين علي أهمية الإسراع بتوجيه الدعم الاقتصادي لدول ثورات الربيع, معتبرا أن ذلك أصبح أكثر إلحاحا في المرحلة الراهنة. وأشار- بشكل خاص- الي مصر وذلكبحكم كثافتها السكانية وأوضاعها الاقتصادية والتي لا يمكن لأحد أن ينسي التضحيات التي قدمتها ودورها الكبير تجاه القضايا العربية وأشقائها العرب. وقال إن تقديم الدعم لمصر الشقيقة في هذه الظروف واجب علينا جميعا. جاء ذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة بعد أن تسلم رئاستها من الدكتور خير موسي جعفر الخزاعي نائب الرئيس العراقي والذي يرأس وفد بلاده الي القمة وقدترأس وفد مصر في القمة الدكتور محمد مرسي الذي ألقي كلمة حدد فيها مواقف مصر تجاه أبرز القضايا العربية وفي مقدمتها الازمة السورية والقضية الفلسطينية وقد شارك في القمة16 رئيسا وملكا عربيا. وقالالشيخ حمد إنه من منطلق المسئولية الإنسانية والقومية, يتعين علينا الوقوف بجانب أشقائنا في دول الربيع العربي لاجتياز المرحلة الانتقالية الصعبة, التي تأتي بعد أي ثورة شعبية. ولا يجوز أن يراهن أحد علي حالة الفوضي وعدم الاستقرار في هذه الدول لتنفير الناس من التغيير داعياالقوي السياسية والاجتماعية في هذه الدول لأن تدرك أن إنجاح التجربة هو مسئوليتها جميعا, وأن هنالك حاجة ماسة أن يكون التنافس مسئولا وخاضعا لضرورة إنجاح التجربة مؤكدا أن ذلك مسئولية وطنية, ومسئولية عربية معبرا عن قناعته بأن طريق الإصلاح والانتقال السياسي طريق طويل وشاق, والخوف من العقبات والنكسات التي واجهت وتواجه الأنظمة التي تخوض التغيير غير مبرر وسابق لأوانه. وأشار الشيخ حمد الي أن التحول التاريخي الذي تمر به الأمة العربية حاليا يتطلب التعامل معه بفكر جديد وأساليب جديدة وبإرادة حقيقية للتغيير الذي يستلهم تطلعات الشعوب ويستجيب لطموحاتها المشروعة داعيا أنظمة الحكم أن تدرك أنه لا بديل عن الاصلاح ولا مجال للقهر والكبت والاستبداد والفساد مشددا علي ضرورة أن يكون الإصلاح مدروسا ومستند إلي رؤية وفكر وإرادة وليس اصلاح الشعارات والوعود الزائفة. واقترح أمير قطر- في معرض حديثه عن أهمية المصالحة الفلسطينية- عقد قمة مصغرة بالقاهرة برئاسة مصر ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلي جانب قيادتي فتح وحماس لإنجاز الاتفاق علي تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقا لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد, وعلي أساس اتفاق القاهرة عام2011 و اتفاق الدوحة عام2012 بهدف تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للإشراف علي الانتخابات التشريعية والرئاسية والاتفاق علي موعد اجراء تلك الانتخابات ضمن فترة زمنية محددة. وفي بداية الجلسة وجه أمير قطر الدعوة الي كل من أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية والي غسان هيتو رئيس الحكومة السورية المؤقتة لشغل مقعد سوريا ثم بدأ كلمته بالحديث عن قضية فلسطين مؤكدا أنها قضية العرب الأولي وهي مفتاح السلام والامن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط, فلا سلام إلا بحل هذه القضية حلا عادلا ودائما وشاملا يلبي كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. داعيا اسرائيل في هذا الصدد الي أن تدرك أن القوة لاتصنع الأمن وأن السلام وحده هو الذي يحقق الأمن للجميع, وأن ممارساتها اللامشروعة أو الاعتداء علي حرمة المسجد الأقصي المبارك وتهويد مدينة القدسالشرقية ومواصلة الاستيطان وإبقاء الأسري الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية, كل هذه الممارسات والسياسات لن تقود سوي إلي إشاعة التوتر في المنطقة وزيادة اليأس والاحباط وسط أبناء الشعب الفلسطيني ووضع المزيد من العراقيل في طريق عملية السلام المتعثرة أصلا وقال إنه. استشعارا منا بخطورة استمرار هذا الوضع وانعكاساته, ومن أجل ترتيب البيت الفلسطيني, نقترح عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة ممكنة وبرئاسة مصر ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلي جانب قيادتي فتح وحماس, وتكون مهمة هذه القمة, التي ينبغي أن لا تنفض قبل الاتفاق علي تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفقا لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد, وعلي أساس اتفاق القاهرة عام2011 و اتفاق الدوحة عام2012, وهذا يشمل: أولا: تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين للإشراف علي الانتخابات التشريعية والرئاسية. ثانيا: الاتفاق علي موعد اجراء تلك الانتخابات ضمن فترة زمنية محددة. وطالب الشيخ حمد لمواجهة الأخطار التي تواجه المسجد الاقصي وللدفاع عن عروبة القدس وإنقاذ ما يمكن إنقاذه,منها إنشاء صندوق لدعم القدس برأسمال قدره مليار دولار معلنا مساهمة قطر فيه بربع مليار دولار علي أن يستكمل باقي المبلغ من قبل الدول العربية القادرة, مقترحا أن يتولي البنك الإسلامي للتنمية إدارة هذ الصندوق. وأكد الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية أن بناء تكتل اقتصادي عربي حقيقي يتطلب إصلاحا عميقا لمنظومة العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية, تشمل دور وسلطات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجالس الوزارية المتخصصة ومنظمات الجامعة ومراكزها المتخصصة, بحيث تشكل جميعها منظومة واحدة متكاملة, وهي مطروحة منذ سنوات عديد وآن أوان اتخاذ قرار لحسمها. وقال العربي- في كلمة له بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية بالدوحة أمس الثلاثاء- لقد أصبح من الضروري إجراء عملية مراجعة شاملة لميثاق جامعة الدول العربية, والذي تمت صياغته عند نهاية الحرب العالمية الثانية, في ظروف دولية وإقليمية لم تعد قائمة, بحيث تمكن الجامعة من الاضطلاع بوظائفها التي تمليها عليها تحديات العصر بظروفه الدولية والإقليمية الحالية. واضاف أن هذه المراجعة يجب أن تشمل أولويات العمل العربي المشترك وقواعده, والتعديلات الخاصة بعمل هيئات ومجالس الجامعة, ودعم دور الأمين العام, ودوره في تنشيط العمل العربي المشترك, والنص علي آلية دورية لمراجعة وتطوير ميثاق الجامعة. وعبر أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي عن ترحيب بلاده خطوة تسليم القمة العربية الائتلاف السوري المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية, معتبرا أنها ستساهم في وقف نزيف الدم السوري وتشجيع دول أخري علي تقديم الدعم لسوريا, مؤكدا أنها تنطوي علي إشارة إلي النظام السوري بأنه لم يعد مقبولا منه أن يتحدث باسم الشعب السوري كاشفا عن أن بلاده تعمل جاهدة علي حصول الحكومة السورية المؤقتة علي مقعد سوريا بالأمم المتحدة وقال أوغلو- في الكلمة التي ألقاها أمام القمة العربية بالدوحة أمس- أنه بعد تأسيس الحكومة السورية المؤقتة( من المعارضة السورية) يلزم الأمر مزيدا من الدعم لها ومزيدا من الضغط علي النظام السوري. وأشار إلي أن حضور تركيا القمة العربية هدفه دعم الشعب السوري, مشيرا إلي أن أنقرة أول من جمدت أموال النظام السوري موضحا أن الكارثة الإنسانية الخاصة بالضحايا السوريين تتعاظم وقال إنه لم يعد مقبولا في ظل هذا الوضع استمرار النظام السوري الحالي. واستعرض أوغلو دور تركيا في دعم اللاجئين عبر إقامة مخيمات تقدم الخدمات اللازمة لهم, بغض النظر عن عرق أو دين, مقدرا أن بلاده تستضيف200 ألف سوري في تلك المخيمات, إضافة إلي100 ألف خارجها مشددا علي ضرورة توحد الشعب السوري تحت قيادة واحدة لتجاوز أزمته, مضيفا أن بلاده ستوحد جهودها مع الجامعة العربية والحكومة السورية المؤقتة في هذا الإطار.