المرور أزمة مستمرة.. الطرق والشوارع لا تتأثر فقط بأعداد ضخمة من السيارات ولكنها تعاني أيضا من مشاكل هندسية في الطرق وأزمات في السولار والبنزين وباعة جائلين وأخلاق سائقين تتحول يوما بعد يوم إلي الأسوأ. ويظل رجل المرور في الشارع المصري هو المنقذ الذي بدونه تختنق الطرق. اللواء مصطفي راشد مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة للمرور أجاب عن أسباب مشاكل وأزمات المرور في مصر وكيف تواجه الإدارة العامة للمرور الموقف واطلعنا علي بعض التعديلات الجديدة المقترحة علي قانون المرور في البداية سألنا اللواء مصطفي راشد لماذا ترتكب المخالفات من وجهة نظرك؟ للأسف لا يتسم كل المواطنين بالالتزام وهذا سلوك إنساني لا يمكن القضاء عليه تماما فحتي ما يضبط لا يمثل كل المخالف ولكن نسبة منه فمهمتنا الأساسية هي تنظيم حركة المرور لان جزءا من عملنا هو ضبط المخالفات وليس كل عملنا ولكن هل عدم التزام المواطن هو السبب الوحيد أم أن هناك عناصر أخري تؤثر علي عملكم؟ بالطبع هناك عناصر كثيرة تعيق حركة المرور وتتسبب في أزماته علي سبيل المثال فواصل الكباري غير المستوية حيث تخفض السيارات من سرعتها مما يؤدي إلي كثافات أيضا أزمة السولار وعدم وجود كباري للمشاة في بعض الأماكن كل هذه الأسباب وغيرها تحتاج إلي تعاون مع جهات تنفيذية أخري. وعلي سبيل المثال في أزمة السولار يتأثر المرور في الطريق الدائري الذي يبلغ طوله105 كيلومترات بطوابير انتظار السيارات أمام محطات الوقود والتي تمتد لمسافات طويلة فنتواصل مع رئيس الهيئة العامة للبترول ليوفر السولار بكميات إضافية في عدة محطات جانبي الطريق لتحقيق التوازن فلا يوضع السولار في محطة وقود واحدة تتزاحم عليها السيارات ويؤدي التكدس إلي تعطيل حركة المرور. وبالنسبة للكباري يتم التنسيق مع الهيئة العامة للطرق والكباري لانشاء كباري في المناطق التي تتكرر بها حوادث الاصطدام بالمواطنين وتؤدي إلي الوفاة فيتم الإبلاغ عن احتياج هذا المكان إلي كوبري. هناك مبادرات متنوعة علي شبكة الانترنت لنشر أخلاقيات المرور وأيضا لرصد المخالفات المرتكبة..كيف تتعاملون مع هذه المبادرات؟ هذه المبادرات جيدة جدا ونؤيدها والحقيقة أن بعض المخالفات المرصودة من قبل المواطنين يسبب نشرها علي الانترنت إحراجا لمرتكب المخالفة أما اذا كانت المخالفة المرصودة ثابتة ومستمرة مثل مخالفة طمس اللوحات المعدنية يتم العودة إلي ملف السيارة واستدعاء صاحبها ويتم التعامل معه وفقا للقانون. نري كثيرا من السيارات التي طمست لوحاتها أو تعمد البعض إخفاءها أو طلاء بعض أرقامها وغيرها من أشكال طمس اللوحات فهل أصبحت ظاهرة؟ طمس اللوحات لا يمثل ظاهرة كبيرة فأكثر مخالفة ترصد هي مخالفة السرعات المقررة وهذا علي الطرق السريعة مثل مصر أسكندرية وطريق بلبيس وطريق الفيوم وطريق أسيوط الغربي وطريق السويس وطريق الإسماعيلية وترصد هذه المخالفات من خلال الرادارات الثابتة والمتحركة والحملات. وهذه النوعية من المخالفات وكذلك السير عكس الاتجاه يتسبب في الكثير من الحوادث ويقوم مركز بحوث وتحليل الحوادث التابع للإدارة العامة للمرور بتحليل هذه الحوادث وأسبابها ويصدر تقارير يومية بالحوادث التي ترتكب وإذا كان السبب عاملا بيئيا أو بشريا أو ميكانيكيا أو عوامل أخري وغالبا ما يكون العنصر البشري هو السبب. تقدمون العديد من التقارير المرورية في الإذاعات المختلفة فهل ساهم ذلك في توجيه كثافات المرور بالفعل؟ لدينا6 نشرات متكررة علي مدار اليوم و في إذاعات مختلفة ساهمت كثيرا في توجيه الكثافات المرورية في أوقات الذروة ونحاول أن نقدم من خلالها ليس فقط الحالة المرورية ولكن أيضا نقدم إرشادات لقائدي السيارات ونعلن عن جهود الإدارة في ضبط العناصر الإجرامية علي الطريق. ولكن هذه التقارير توضح أن الإدارة العامة للمرور تعلم جيدا خريطة أزمات الطرق في مصر وكذلك أوقاتها.. فلماذا لا تقدم حلولا جذرية لها؟ بالفعل نرصد الأزمات المرورية مباشرة من خلال الكاميرات المثبتة في محاور رئيسة بالقاهرة ويبلغ عددها12 كاميرا منتشرة في أهم المحاور مثل محور رابعة العدوية ومحور26 يوليو الذي يعد اكبر مشكلة مرورية في القاهرة بسبب عيب هندسي في تصميمه والطريق الصحراوي بالإضافة إلي30 كاميرا أخري سوف تدخل إلي نظام المراقبة ليصبح العدد52 كاميرا في غرفة العمليات ليغطوا معظم محاور العاصمة الرئيسة والطريق الدائري ومن خلالها نرصد ونكتشف فورا أي حادث أو إعاقة علي الطريق ونتعامل معها فورا. وبالفعل تتم دراسة المشاكل المرورية التي نعلمها جيدا وذلك من خلال محورين الأول هو ايجاد محاور جديدة والثاني إيجاد أماكن بديلة للوقف صف ثان والوقوف الخاطئ لأننا عندما نفرغ الطريق من هذه الظواهر نجد به سيولة مرورية حتي لو توقف يتوقف في إشارة أما إعاقة حركة المرور فلها العديد من الأسباب منها الباعة الجائلون أو الوقوف الخاطئ وعدم وجود بدائل للطريق ومن جانبنا نقدم اقتراحات لشوارع جديدة ومحاور جديدة لتسيير حركة المرور. هل تري أن العقوبات المفروضة في قانون المرور رادعة؟ هي شديدة ورادعة والناس تتألم منها لأنهم يفاجأون بمخالفات بمبالغ عالية والهدف ليس تحرير المخالفات ولكن التزام المواطن بالقانون وعدم ارتكاب المخالفات. وسوف يتم تعديل جزء من قانون المرور بحيث تربط العقوبات بنظام النقاط فيعطي لقائد السيارة عدد معين من النقط في السنة وإذا ارتكب مخالفة تخصم منه عدد معين من النقط وفقا لنوع المخالفة وإذا انتهت النقاط مع تكرار المخالفات تسحب الرخصة. ومن التعديلات المقترحة أيضا أن المواطن لا يستطيع استخراج رخصة القيادة إلا عن طريق مدرسة لتعليم القيادة يحصل من خلالها علي شهادة توضح انه امضي ثلاثة أشهر يدرس القيادة نظري, والهدف من هذا التعديل القضاء علي العشوائية في تعليم القيادة فأكثر المشاكل التي تواجهنا في المرور هو عدم وجود ثقافة لدي المواطن خاصة في الناحية المرورية. ونشدد في التعديلات المقترحة أيضا علي ضرورة أخذ موافقة المرور قبل بناء أي عقار خاصة تلك الخاصة بالأنشطة التجارية بحيث يتم إجراء دراسة ورسم هندسي لتحديد المداخل والمخارج الخاصة بالعقار أو يقدم صاحب العقار دراسة من أساتذة كلية الهندسة وذلك حتي نتجنب الأزمات المرورية التي تسببها عشوائية المراكز التجارية. وقد تم الانتهاء من إعداد هذه التعديلات والشئون القانونية تدرسها وتراجعها.