علي بعد أمتار من ميدان التحرير وبرغم الاحداث التي شهدتها أرض الجزيرة خلال الأيام الماضية إلا أن مركز الهناجر للفنون استضاف علي مدي4 أيام مهرجان حكاوي الدولي لفنون الطفل من13-16 مارس الذي تنظمه مؤسسة أفكا ( الأكاديمية الفرانكفونية للفنون والثقافة) بالتعاون مع قطاع شئون الإنتاج الثقافي وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة. تجمعت صفوف الأطفال أمام ساحة الهناجر.وقبل الدخول إلي المسرح كانت هناك مساحة للتجربة والانطلاق. فقد قامت المنظمون بتكوين آلات إيقاعية من أواني الطبخ العادية وأعلن محمد الغاوي رئيس المهرجان أن فن الموسيقي والإيقاع موجود في كل مكان حولنا وها هي الفرصة أمام الأطفال ليعزفوا إيقاعاتهم العفوية. لم يبدأ المهرجان بداية تقليدية فقد حرص المنظمون علي إشراك الطفل والأهل في الأنشطة وإيجاد حالة تفاعل حقيقي بين الجمهور, عند الدخول إلي المسرح لمشاهدة أول عروض المهرجان مصاص الدماء الصغير لفرقة السلطان باخوس الفرنسية وجه الغاوي كلمته للأطفال قائلا: لقد حان وقت الخيال. اللقاء الثاني كان خارج مسرح الهناجر, في الهواء الطلق حيث تجمعت فرقة إيقاعات أفريقية من السودان واريتريا ومصر. وتحت تأثير الإيقاعات قام مجموعة من الفنانين التشكيليين المصريين بالتعاون مع الألمانية سوزي ويبر بإلقاء الألوان والرسم علي لوحات من التوال البيضاء. تجمع الجمهور ولم يقتصر فقط علي الأطفال فقط الذين حاولوا مرارا التداخل مع عازفي الإيقاعات و مشاركتهم العزف, بل شمل كل الفئات وتراقص الجميع معلنا عن حيويته وفرحته. ومع العودة إلي المسرح مرة ثانية كانت العودة مع الضحك والجنون حيث قدم فريق المهرجين الأمريكي أجا بووم عرضه المبهر الذي جمع بين الكوميديا الساخرة ولغة الجسد. نجح المهرجون في استخدام قصاصات الورق والمناديل والبالونات الكبيرة التي ملأت المسرح والصالة. وشارك الجمهور في العرض بشكل حيوي وفعال بالرد علي المهرجين مستخدما قصاصاتهم الورقية وبالوناتهم مستكملا العرض في جو من المرح والصخب والضحك. وكان للعروض المسرحية المصرية دور كبير في رسم الابتسامة علي وجوه الاطفال والكبار من خلال عرض فرقة قوطه حمرا المتحولون المليء بالضحك و الفكاهه والعرض المميز للمركز العربي للأورجامي نور و الطائر الصغير بالإضافة إلي عرض فرقة ملامح مقالب سمكة قدم المهرجان فرقة جديدة وليدة نابعة من مشروع مسرحي لأطفال العشوائيات تابع لأفكا باسم أمل بكره المدعوم من المعهد البريطاني بالقاهرة والذي يناقش مشاكل الأطفال وحياتهم اليومية في مصر. من ناحية أخري قدم المهرجان ورشة عمل خاصة بالأطفال في الساحة الخارجية من مسرح الهناجر مع الألمانية سوزي ويبر بعنوان حائط أصوات القاهرة. علي مدي ثلاثة اشهر قامت الفنانة بالتعاون مع أفكا بتسجيل أصوات مختلفة من شوارع القاهرة وقام الأطفال باستلهام رسوماتهم من هذه الأصوات. أربعة أيام مرت سريعا لكنها بينت مدي تعطش الأطفال والكبار للتعبير والفن.