في سيناء تحولت انفاق الحدود إلي سبوبة رزق واوجدت طبقة جديدة من الاثرياء في الجانبين المصري والفلسطيني يطلق عليهم ملوك الانفاق وأشارت احدث الاحصائيات الي ان الكميات التي يتم تهريبها تصل إلي أكثر من نصف مليون لتر إلي قطاع غزة شهريا!! الخاسر الوحيد في موضوع الانفاق هو مصر بصفة عامة ومحافظة شمال سيناء بصفة خاصة, رغم ما صرح به اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة لحماس بقطاع غزة وأشار من خلال مؤتمر صحفي تناولته الصحف الفلسطينية إلي ان حل قضية الانفاق قد تم طرحها ومناقشتها مع الجانب المصري من خلال انشاء سوق حرة بين البلدين. وتكمن مشكلة الانفاق في ان تهريب المواد البترولية عبر انفاق قد انعكس سلبا علي مختلف انحاء المجتمع المصري, حيث ترصد الاحصاءات خلال شهر واحد فقط, مفارقات عديدة كما يقول خالد أبوكويك من سكان مدينة غزة حيث ان سعر لتر البنزين بقطاع غزة يصل إلي3 شيكلات إسرائيلية وسعر الشيكل1.6 مصري, أي ان اللتر يصل إلي قرابة5 جنيهات مصرية في حين يبلغ لتر السولار2.49 شيكل اي اقل من5 جنيهات مصرية, وأضاف ان هذه الأسعار بدأت تتزايد خلال الأيام الماضية نظرا لتشديد الاجراءات الأمنية علي تجارة الانفاق من الجانب المصري. ويقول اللواء أحمد سعيد السيد الخبير الأمني بسيناء, أن أكثر من نصف مليون لتر يتم تهريبها إلي قطاع غزة شهريا بخلاف ما يتم ضبطه باستمرار من قبل رجال الأمن, ويتطلب الأمر تكثيف الرقابة الأمنية علي كوبري السلام وزرع أكمنة في المناطق الصحراوية التي يلجأ إليها المهربون لتهريب جميع البضائع والسلع عبر الانفاق مع ضرورة السيطرة علي كميات السلاح التي تصل لسيناء فضلا عن اهمية السيطرة الأمنية للحد من الإرهاب المنتشر بالمنطقة فيما يروي ابوحسن من سكان مدينة رفح المصرية اساليب تهريب الوقود إلي قطاع غزة بقوله ان هناك شاحنات ضخمة يطلق عليها تنك كبير أو فنطاس يتم الاتفاق معها علي نقل السولار وسلوك الدروب الصحراوية حتي تصل إلي منطقة التهريب وهنا لايشترط وجود نفق كبير بل يكتفي بحفرة صغيرة بالأرض مزودة بخرطوم متصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية وبالتنسيق بين الطرفين عبر الهاتف يقوم صاحب السيارة بضخ السولار بينما يتولي الطرف الآخر سحب الكمية عن طريق تشغيل ماتور سحب يشبه ماتور رفع المياه ويتم سحب الكمية بالكامل من السيارة الموجودة برفح المصرية إلي خزان وقود كبير برفح فلسطين. وأضاف ان هذا الأمر كثيرا ما يتسبب في اشتعال حرائق ضحمة في سيارات الوقود بين الجانبين بسبب العوامل الجوية أو حدوث ماس كهربائي في الماتور اثناء عمليات الضخ! وقد تحولت هذه التجارة إلي سبوبة رزق للكثيرين وانتشر الثراء المفاجئ بالمنطقة سواء داخل مصر أو علي الطرف المقابل وهناك من يدخلون المشروع بالمجهود ثم يتحولون إلي شركاء بعد تشغيله ونجاحه حسبما يذكر مصدر أمني رفيع المستوي للأهرام والذي يضيف أن القائمين علي هذه الانفاق كونوا طبقة تسمي سلوك الانفاق وأشار المصدر الي انه لاتوجد احصائية دقيقة حول اعداد ملوك الانفاق إلا ان الأرقام تتحدث عن نحو الفين بين موزعين وشركاء مجتمعين للنفق الواحد, ومنهم من يفضل العمل دون الافصاح عن طبيعة عمله, واضاف ان الأمر قد تجاوز التجارة وامتد الي السرقة, فهناك مايقارب من13 الف سيارة سرقت من مصر ودخلت قطاع غزة.