التفاؤل يفتح الأبواب, والتشاؤم يوصدها.. التفاؤل يأتي بالأمل.. والتشاؤم يذهب به بعيدا.. التفاؤل يجعل الإنسان مرغوبا فيه بين أهله ومعارفه.. والتشاؤم يصد الناس عن صاحبه, فيبتعدون عنه وينفرون منه. الإنسان المتفائل يحسن الظن بالله تعالي, وأنه سوف يقضي له حاجته, والمتشائم عكس ذلك والعياذ بالله وفي الحديث القدسي يقول عز من قائل أنا عند ظن عبدي بي أي فإن أحسن الظن بي فلن أخيب ظنه, وفي ذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: لايموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن, أي يموت وهو يعتقد أن الله سيرحمه وسيغفر له ذنوبه ويدخله الجنة. والتفاؤل له ما يبرره, وحديث رسول الله صلوات الله عليه وسلامه يؤكد هذا المعني تفاءلوا بالخير تجدوه فالله لا يعجزه شيئ, ومن ذلك تحقيق رغبة عبده وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا( فاطر44), وأمر الله بين الكاف والنون كما يقولون إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون( يس 82 ).. التفاؤل يجدد النشاط والتشاؤم يقتله.... الإنسان المتفائل يسعي بنشاط وحيوية لتحقيق أهدافه في الدنيا والفوز في الآخرة بجنات النعيم. والإنسان المتشائم لا يسعي لشيء, فهو إنسان خامل, قليل الحيلة, يتملكه اليأس, لأنه يظن أن كل شيء مقفول أمامه بالضبة والمفتاح فهو يوفر علي نفسه المحاولة, لأنها في ظنه مكتوب عليها الفشل, والمثل يقول الشؤم مع التشاؤم.. الطيرة, أي التشاؤم من عمل الشيطان, الذي يثبط الهمم ويوهن العزائم, ويجعل صاحبه كسيحا لا يقدر علي شيء, ولا يتطلع لشيء, فلنستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولنتوكل علي الله فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم, إنه ليس له سلطان علي الذين آمنوا وعلي ربهم يتوكلون( النحل98 99). التفاؤل يجعل صاحبه منشرح الصدر, قويا وليس ضعيفا أو مهزوما المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف( حديث شريف) وهذا ينعكس إيجابا علي صحته النفسية والجسدية, فيكون معافي نفسيا وجسديا, يتقبل الأمور برحابة صدر, ولا يصيبه الإكتئاب من بعيد أو من قريب, وهو يستعين علي ما يلاقيه بالصبر والصلاة يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين( البقرة 153 ).. والمتشائم لا يجد السلوي ولا الراحة في أي شيء, بل هو عابس الوجه متجهم الأسارير, يتوقع الأسوأ دائما وقد يعتزل الناس, وينزوي في ركن بعيد.. فلنحسن الظن بالله تعالي, ولنكن علي بينة منه سبحانه أفمن كان علي بينة من ربه كمن زين له سوء عمله وإتبعوا أهواءهم( محمد 14 ) فالجأوا إلي الله سبحانه بقلوبكم وأعمالكم تربحون وتفوزون يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله, فقد فاز فوزا عظيما( الأحزاب 71 ) ...