(... ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسن)( سورة البقرة:195) هذا النص القرآني الكريم جاء بدعوة للمسلمين إلي عدم إلقاء أنفسهم فيما فيه هلاكهم سواء كان ذلك في أمر من أمور الدين كالكفر بالله أو الشرك به, وعدم الإنفاق في سبيله مع القدرة علي ذلك, أو من أمور الدنيا كفرقة الكلمة, وشتات الأمر, وإهلاك العافية أو المال أو ضياع الأولاد. والتهلكة هي الهلاك والموت, أو كل شئ يؤدي إلي أي منهما, والمقصود بتعبير الأيدي هنا هو النفس, بمعني ألا تلقوا أنفسكم فيما فيه هلاككم. ومن صور الهلاك الدنيوي الذي يقع فيه كثير من أهل الأرض هو التدخين, وإدمان كل من المخدرات والمسكرات, وتصارع الأمة فيما بينها دون مبرر واضح, والله( تعالي) يقول: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. وإدمان التدخين يتذرع به ما شاع بين الناس أنه مكروه, ودار الإفتاء المصرية قد أصدرت فتوي شرعية بتأكيد حرمته. والتبغ هو نبات تحتوي أوراقه علي أربعة آلاف مادة كيميائية منها: أربعمائة سامة, واثنتان وعشرون مادة شديدة السمية, ومنها النيكوتين و حامض الكبريت, وغاز البيوتين والميثانول, وغاز أول أكسيد الكربون, والتولوين, والأسيتون, والأمونيا. والكادميوم وغيرها. وجميع هذه المواد مهلكة لجسم الإنسان لما لها من سمية واضحة, ولقدرة بعضها علي إذابة المواد العضوية في جسم الإنسان. ولا تتوقف أضرار التدخين علي المدخن فقط بل تتعداه إلي من يقع في محيطه, كما يتسبب في تلوث البيئة. ومن المواد المضرة في التبغ ما يلي: 1 غاز أول أوكسيد الكربون وهو موجود في التبغ المحروقبخمسة أضعاف ما يمكن أن يتحمله جسم الانسان. 2 القطران والنيكوتينبثلاثة أضعاف ما يتحمله جسم الانسان. .3 مواد نيتروبيرينيةبأربعة أضعاف ما يتحمله جسم الانسان. .4 غاز النشادر بستة وأربعين ضعفا لما يتحمله جسم الانسان. 5 مواد عديدة مسببة للسرطان( مثل النتروسامينية). 6 بعض العناصر المشعة التي تتكثف في داخل الرئة علي هيئة مواد لزجة تلتصق بالحويصلات الهوائية وتظل تشع مدي الحياة مما يعرض الرئتين لاخطر انواع السرطان. 7 تركيز أعلي من منتجات تحلل النيكوتين وأغلبها مواد ضارة لجسم الإنسان. وإن كانت كل هذه الاضرار ليست سببا كافيا للتخلي عن التدخين فهناك سبب أقويألا وهو الخوف مناللهعز وجلالقائلولا تلقوا بأيديكم الي التهلكة. وأضرار تدخين الشيشة يفوق بمرات عديدة أضرار تدخين السجائر, وذلك لأن التبغ فيها ينقع في دبس الفواكه والذي يتحول إلي العديد من المركبات الكحولية فيضيف إلي خطر التبغ أخطار الكحوليات ويزيد من التعرض للإدمان. وتدخين الشيشة يعتبر أحد أهم ملوثات الهواء في الأماكن العامة المغلقة. وقد أصبح ذلك أمرا شائعا, حيث لا يتم تخصيص أماكن معزولة للمدخنين مما يؤثر علي غيرهم من الأفراد( التدخين السلبي) وما ينتج عنه من تلوث الهواء في تلك الأماكن. ويعزي الكثير من الحرائق إلي التدخين. الذي يعتبر من أهم أسباب الوفيات في العالم. وفي بلد عربي كمصر يوجد نحو13 مليون مدخن, يمثلون21% من مجموع عدد السكان. ومن بين هؤلاء439 ألفا من المراهقين الذين يستهلكون ثمانين مليار سيجارة سنويا, ويتسببون في خسائر اقتصادية تعادل مليون يوم عمل ومن المؤسف أن60% من الطلبة مدخنون, منهم81% من الذكور,19% من الإناث. وسبعون في المائة من المدخنين من المراهقين يبتدئون في التدخين من مراحل مبكرة خمسة وثلاثون في المائة من طالبات الثانوية, سبعة وعشرون من الطلبة المتوسطات, وخمسون في المائة من المدرسات مدخنات. وتشير الدراسات الإحصائية إلي أن الأسرة المصرية تنفق في حدود5% من دخلها علي السجائر, وتتكلف الحكومة المصرية ثلاثة مليارات جنيه سنويا للإنفاق علي علاج الأمراض الناتجة عن التدخين.ويتسبب التدخين في الاصابة بالأمراض الآتية:78% من حالات اصابة جلطة القلب.70% من حالات اصابة الذبحة الصدرية.68% من الإصابة بسرطان الرئة.60% من الإصابة بسرطان الفم.وشركات التبغ الكبري تدفع كل سنة2000 مليون دولار للدعاية والإعلان والتسويق فكم يكون حجم المبيعات ؟. وانطلاقا من ذلك أصدرت دار الفتوي المصرية فتواها بتحريم التدخين تحريما قاطعا. وعليه فإن كل مسلم يعرف حدود شرع الله وخطورة تجاوزها لا بد له من أن يدرك قدر هذه الفتوي فلا يقع في هذه المخالفة الشرعية أبدا. وإن كان قد ابتلي بالتدخين فعليه المبادرة بالإقلاع عنه, صونا لبدنه وتوفيرا لماله وحفظا لأسرته ولجميع من يقع في دائرة مسئوليته وأن يجعل ذلك توبة إلي الله وطلبا لغفرانه.