الأستاذ يحيي والد بسملة وجهاد.. نوبي الأصل.. جبينه الأسمر يوحي بشموخ حضارة مصر وأسلوبه الراقي الهادئ في عرض مشكلة ابنتيه بسملة وجهاد, يؤكد وطنيته ومصريته التي يحاول بعض الجهلاء تجاهلها, إذ إن هناك للأسف, من يسخر من أصحاب البشرة السمراء الرائعة شكلا ومضمونا.. إنه هراء وجنون وتفاهة وسطحية, وجهل وخواء أخلاقي! والحكاية.. أني شاهدت البنتين بصحبة والدهما تشكوان من سخرية أستاذة فقه إسلامي أستاذتهما وهي للأسف أستاذة فقه إسلامي, وقد اهانتهما لأن بشرتهما سمراء بل من ركاكة فكرها قالت لهما يجب أن تعيشان بالصومال, واستغرقت في الضحك هي ومن حولها في سخرية من البنتين!! شيء لا يصدقه عقل.. وأي معلمة تلك التي تردم بجهلها وسخافاتها نور التلاحم الوطني ومن قبله التواصل الإنساني الطبيعي.. انها إنسانة لا تهز نفسية فتيات في عمر الزهور فقط.. بل تخرب في تماسك شعب مشهور بعشقه ترابط الوطن ومواطنيه في كل ركن من أرضه منذ الأزل. ان الدين الإسلامي لا يفرق بين عربي وعجمي, ولا يعرف التمييز بين الأعراق أبدا وتقول آية في الإنجيل كل مملكة أو مدينة تنقسم علي ذاتها تخرب, والمصريون لم ولن ينقسموا اطلاقا بإذن الله فأرض مصر ليست كأي أرض وشعبها ليس أي شعب فالهوية المصرية ثرية, ومصريتنا منذ القدم من ذهب وليس من السهل تحويلها بسفاهة وسخافة وسخرية رخيصة بقصد أو دون قصد إلي وطنية فالصو.. أبدا إن شاء الله. ولقد أزعجني جدا بكاء والد البنتين الأستاذ يحيي وهو يلوم المعلمة التي تسخر من ابنتيه لسمار بشرتهما.. ويستعجب لعدم اكتراثها بالآخر واحترامه: ويتساءل بكبرياء: أليست النوبة هي أصل مصر؟! ان هذه هي الحقيقة, ألم تبدأ حضارة أم الدنيا وتزدهر من تلك الأرض الطيبة التي تبهرني لتمسكها الرائع بالتراث والحفاظ علي هويتها المتميزة. وأقول له: ليس هناك مصري عاقل لا يعشق أرض النوبة وأهلها وبيوتها وأثاثها وحتي غنائها بالمبادئ والقيم الأصيلة. ويا أخي يحيي ويا ابنتي بسملة وجهاد لكم التحية.. ولتحيا مصر وطننا الذهبي. هادية المستكاوي