في ظل الاهتمام العالمي بأبحاث وتطبيقات النانوتكنولوجي, ومع محاولات مصر اللحاق بهذا الركب العالمي, تبدو في الأفق تجربة الدكتور الرفاعي قناوي الأستاذ بقسم الكيمياء بعلوم طنطا محبطة بعض الشيء. فمنذ أكثر من10 سنوات سجل الدكتور قناوي عددا من براءات الاختراع بالولايات المتحدة عن أبحاثه في تطبيقات النانو تكنولوجي وللأسف لم تتم الاستفادة منها في مصر. يقول الدكتور قناوي إن من أهم أبحاثه والتي أجراها بجامعة فيرجينيا هي استخدام الألياف ذات الأبعاد النانوية في الإطلاق المتحكم للأدوية. فالألياف النانوية والمصنوعة من البوليمرات لها أبعاد بالغة الدقة وتستخدم كمضادات حيوية وشبكات لحماية الجروح من التلوث وكمواد لمعالجة بقايا الخلايا السرطانية. كما تستخدم الألياف المحضرة لزرع الأنسجة وكمواد مساعدة لنمو الأعصاب في حالة حدوث قطع في العصب, بحيث توضع الألياف بين الطرفين المقطوعين كدعامة لينمو العصب فوق هذه الدعامة حتي يكتمل نموه. هذه الألياف النانوية تتحلل تلقائيا من ذات نفسها لمواد غير سامة فيما بعد إتمام مهمتها. ويضيف الدكتور قناوي إنه هذه البوليمرات تم تصنيعها من البولي ايثلين وبولي فينيل الكحولي, ويمكن استخدامها في زراعة بعض أنسجة العضلات, ووقف النزيف من الجروح ومنعالتلوث الميكروبي. وجدير بالذكر ان هذا المنتج الذي تم اختراعه يفرز مضادا حيويا ذاتي وتظل عملية افراز المضاد الحيوي نشيطة حتي3 أسابيع من وقت التعامل به ثم تتوقف من ذات نفسها بعد إتمام الشفاء. وبمقارنة هذا الابتكار بالمنتجات الدوائية الموجودة فعليا تثبت فعالية المنتج الجديد, فقد اكتشف العلماء أن بعض المركبات عندما تصنع بأحجام نانومترية فانها تكسب خواص فريدة لاتتوافر لها عندما تكون في الحجم المحسوس,فعلي الرغم من تطابق التكوين الكيميائي في الحالتين إلا أن المادة النانومترية المتناهية الصغر تكتسب صفات وخواص كهربية وضوئية ومغناطيسية استثنائية نتيجة للترتيب الجديد الذي تأخذه الذرات وهو مايميز المنتجات ذات الأبعاد النانوية. ورغم تسجيل هذه الابتكارات منذ عام2003 إلا أنه لم تستفد أي جهة بمصر من هذه المشروعات البحثية كما يوضح الدكتور قناوي, حيث خاطب مختلف مؤسسات الدولة البحثية لتبني ابتكاراته لكنهم أوصوه بكتابة اقتراح وتوجيهه لهم وانتظار الرد... ولازال في انتظار الرد.