لا حديث لسكان وتجار حارة اليهود الشهيرة بحى الموسكى ما حدث نهار الاحد الماضى فى درب ابن ميمون عندما جاء اصحاب المعبد للاحتفال بانتهاء ترميمه. و بينما احتفل ابناء الطائفة ورجال الدين اليهودي الذيون جاءوا خصيصا بهذه المناسبة المتميزة بالنسبة لهم علي الاقل فإن المسئولين في المجلس الاعلي للاثار اكتفوا بالصمت والتلميح ان الاحتفالية الرسمية للهيئة بانجازها ترميم الاثر لن تحدث كما كان مقررا لها اليوم ، وكما قيل في اكثر من تصريح سابق مراعاة لمشاعر المسلمين لتزامن هذا وما سبقه من احتفالات رسمية يهودية مع العدوان الظالم لاسرائيل علي المسجد الاقصي ومحاولة طمس هذا المكان المقدس في وجدان كل عربي ومسلم. ابن ميمون وحاييم كابوسي وعص حلييم وغيرها من معابد تركها اصحابها منذ سنوات طويلة تنتظر الآن رجال الآثار المصريون ليعيدوا لها رونقها القديم حتي ولو لم يعد هناك من يرتادها. لم يمانع الحاج مجدي رمضان صاحب محل علي ناصية حارة نصير المتفرعة من حارة اليهود بالموسكي من ان يبدأ رجال الآثار المصريون في عملية الترميم المنتظرة لمعبد حاييم كابوسي الملاصق لكنه ايضا ورغم انتظاره يخشي ان يتسبب الترميم المنتظرليس فقط بتبليط الحارة او حتي سفلتتها وتنظيفها بل في قطع باب رزقه لو تم اغلاق محله الملاصق للمعبد للاحتياطات الامنية كما حدث مع معبد ابن ميمون القريب ويحكي:' يوم الاحد الماضي لم يكن مسموحا لاحد بالتحرك او مغادرة بيته بسبب الاجراءات الامنية لافتتاح معبد ابن ميمون. يقاطعنا ضرغام علي صاحب ورشة الخراطة المواجهة لمعبد حاييم كابوسي' اعرف مقدما انهم سيغلقون الورشة فالمنظر لن يعجب احد والحارة ضيقة جدا ولن تتسع للسور الحديد الذي سيتم وضعه امام المعبد كما حدث مع معبد ابن ميمون والورشة التي نعمل اغلب الوقت بها في الحارة التي لا يمكن ان تمر بها سيارة ولكن ماذا نفعل لا نستطيع الاعتراض فقد تذكر المسئولون المعبد اخيرا وقرروا ترميمه رغم انه لا احد يأتي اصلا له الوحيدة التي كانت تأتي كل عدة سنوات هي كارمن رئيسة الطائفة تلقي نظرة وتذهب وقد اعطتني رقم تليفونها لاخبرها لو حدث اي شيء للمعبد خصوصا انه مليء بالقمامة واحيانا تشتعل في الصيف'. حمادة حنفي صاحب محل مجاور للمعبد المهمل تماما اكد ان كل شيء سيتضح قريبا فرجال المجلس الاعلي للآثار نقلوا معدات الترميم من معبد ابن ميمون الي معبد حاييم كابوسي ليبدأوا في ترميمه قريبا جدا. علي ناصية درب محمود حيث معبد موسي ابن ميمون الصورة مختلفة تماما فالدرب الصغير والضيق المجاور لمدرسة الفرير الارض تم تبليطها بالحجر الأبيض والحوائط المجاورة تم دهانها ورجال الامن جالسون امام السور الحديدي المحيط بالمعبد بينما حسن طالب الثانوية العامة الذي يسكن المنزل المجاور للمعبد اشتكي من انه لم يستطع الخروج لدروسه يوم الاحد وثاني يوم اصطحبه الامين حتي داخل البيت' موسي بن ميمون او( الراب موشيه بن ميمون) ليس قديسا يهوديا ولكنه كما قال النبوي جبر سراج المؤرخ للمعابد اليهودية ومدير عام الآثار اليهودية الاسبق كان عالم دين ولد بالأندلس وجاء الي مصر مع اسرته وكان بارعا في العلوم الدينية والدنيوية. اما حاييم كابوسي فهو احد الحاخامات اليهود ولا يعرف عنه سوي انه توفي بمصر ودفن بمقابر البساتين عام.1631 وحسب التأريخ اليهودي للمعابد فإن معابد اليهود في مصر نحو15 معبدا منها11 معبدا في القاهرة وحدها يأتي علي رأسها معبد بن عزرا بمصر القديمة ومعبد عدلي الشعير بوسط البلد ومعبد ابن ميمون بحارة اليهود يعتبر من المعابد الصغيرة جدا بينما في الاسكندرية يوجد اربعة معابد اهمها معبد النبي دنيال ومعبد ميدان المنشية. يهود مصر او ما تبقي منهم لا يزيدون حسب الاوراق الرسمية للرابطة اليهوديه علي(54) هما لاعضاء المسجلون رسميا في الحمعية العمومية للرابطة والتي تراسها كارمن ونشتاين(77) التي تولت رئاسة الرابطة بعد وفاة والدتها استير ونشتاين بينما يؤكد آخرون ان هناك ما يقارب المائة يعيشون في مصر وغير مسجلين او بمعني ادق غير متفاعلين في المجتمع اليهودي الضيق للرابطة خاصة ان اغلبهم من العجائز ممن تجاوزوا السبعين والثمانين عاما ولم تعد حتي لديهم القدرة علي الحركة من منازلهم في احياء الزمالك ومصر الجديدة والمعادي التي يفضلون السكن بها وهو ما ادي لهجرة المعابد اليهودية تماما منذ عشرات السنين وبالتالي تعرضها للاهمال بل وبيع بعضها وبعض الممتلكات الاخري ومنها مبني شهير قيل انه كان لمدرسة يهودية بحارة اليهود والذي يؤكد ابناء الحارة انه تم بيعه باكثر من عشرة ملايين جنيه لاثنين من كبار تجار الحي'. اما الرابطه اليهوديه فهي حسب القانون واللائحة الداخلية لها فهي التي لها الحق دون غيرها في ادارة امور اليهود المصريين والتعامل في كل ما يخصهم من امور مادية ورسمية في علاقتهم بالحكومة المصرية وعلي رأسها المعابد التي غالبا ما يتم فرض رسوم خاصة علي زائريها تعتبر كأحد مصادر التمويل المعتادة للطائفة. دكتور جاب الله علي جاب الله الامين السابق للمجلس الاعلي للآثار عندما سألته عن ترميم تلك المعابد وما هي القواعد التي تخضع لها قال' الاثر يسجل كأثر طبقا لثلاث قواعد اساسية وهي اولا ان يكون قد مر عليه مائة عام ثانيا ان تكون له قيمة معمارية غير متكررة وشديدة التميز ثالثا ان يكون له دور تاريجي مميز او شارك في صناعة حدث كمجلس قيادة الثورة ورغم انه لم يمر عليه مائة عام'. هذا الجزء مملوك رسميا لابناء الطائفة واليهود من احفادهم في الخارج وبالتالي فهو املاك يهودية فلمن تئول تلك المعابد بعد الترميم ؟ لا اعرف علي وجه التحديد هي آثار حسب التقييم العلمي وحتي ان كانت ملكية يهودية فإن القانون يمنعهم تماما من التصرف فيها حسب القانون الذي يتشدد تماما مع هذا. ان كان دكتور جاب الله يتحدث من منطلق الاثر فإن كمال احمد عضو مجلس الشعب لا يمانع في الترميم حتي لو كانت ميزانيته تتكفل بها وزارة الثقافة اذا كان الهدف كما يقول هو تجميل وجه مصر دوليا وحتي لا نظل حاملين لوصمة اننا عنصريون او معادون للسامية كما نتهم دائما. ولكن ما صاحب هذا الترميم من تصرفات مستفزة من الجانب اليهودي سواء في الداخل او الخارج بالتأكيد لا يمكن قبوله! هذه طبيعتهم الخاصة ولن نمنعها ولا نريد ان نبدو مثلهم تلك المعابد في النهاية آثار مصرية وعلي ارضنا ولن يأخذوها معهم عندما يرحلون.