قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تأجيل اتخاذ قرار حول البرنامج النووي الإيراني خلال إجتماعهم في بروكسل أمس الأول حتي انعقاد قمتهم المقبلة في الأول من ديسمبر المقبل. في الوقت الذي أشارت فيه أصابع الاتهام إلي تورط الموساد الإسرائيلي في حادث تفجير قاعدة الغدير الإيرانية التابعة للحرس الثوري واغتيال مهندس البرنامج الصاروخي الإيراني الجنرال حسن مقدام. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن مسئول إيراني سابق رفيع المستوي قوله إن إسرائيل تقف وراء التفجير الذي ضرب قاعدة عسكرية غرب العاصمة الإيرانية السبت الماضي, وأن التفجير جزء مما وصفه ب الحرب المقنعة التي تقودها تل أبيب ضد طهران. ووصف المسئول- الذي ذكرت الصحيفة أنه كان يترأس منظمة حكومية علي صلة وثيقة بالنظام الحاكم- تفجير السبت والتفجير المماثل الذي جري في أكتوبر من العام الماضي بأنه عمل تدميري قام به عملاء الموساد الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن مسئول مخابراتي غربي أنه من المحتمل أن يكون الموساد وراء الحادث وأنه يقوم بمحاكاة لهجوم إسرائيلي وشيك علي إيران. وشارك المرشد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي في مراسم تشييع جثامين قتلي هجوم الحرس الثوري. وأكد حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري أن الشهيد مقدام كان المهندس الرئيسي القوة الصاروخية والمدفعية الإيرانية وأنه مؤسس قوة الردع الإيرانية, وذكرت الجارديان أن أهمية مقدام تظهر في حضور خامنئي لجنازته وتقديم وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي التعازي لأسرته نيابة عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وكانت مجلة التايم الأمريكية قد نقلت عن مسئول مخابراتي غربي أمس الأول أن تصريحات مماثلة عن ضلوع الموساد في التفجير. وفي تصعيد إسرائيلي جديد ضد طهران, قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز,إن إيران دولة فاسدة أخلاقيا, كونها الدولة الوحيدة التي تهدد بمحو دولة أخري.واستبعد احتمال مهاجمة اسرائيل لطهران من دون تأييد كامل من قبل الأممالمتحدة, مؤكدا أن تل أبيب لا تريد خوض المعركة وحدها وأنها تنتظر لتري ماذا يفعل زعماء العالم في وعودهم. وقال بيريز في تصريحات أوردتها الاذاعة الاسرائيلية إن إيران لا تهدد إسرائيل فحسب بل تقوم بترويج السلاح وتحض علي الارهاب في جميع أنحاء المعمورة. وأضاف أنه يجب قبل الحديث عن الخيار العسكري ضد إيران تشديد العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية عليها. وفي غضون ذلك, ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن المانيا وفرنسا انضمتا الي الدول المعارضة لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران. وأشارت الصحيفة إلي أن الولاياتالمتحدة وتركيا وبعض الدول الأوروبية علي مايبدو ليست مع توجيه ضربة عسكرية ضد إيران, فمثلا واشنطن والاتحاد الاوروبي يريدان فرض عقوبات علي طهران, فيما تأتي الدول الرافضة لذلك والتي لديها علاقات تجارية مع طهران مثل الصين وروسيا وبعض دول الخليج. وأضافت الصحيفة إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يستطيع أن يستريح نظرا للأصوات القادمة من الاتحاد الأوروبي ومن جميع الجهات التي تري ان الضربة العسكرية ليست بالحل الصحيح. وفي سياق متصل, أكدت صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا الروسية أن موسكو ستعارض فرض أية عقوبات جديدة علي إيران من جانب مجلس الأمن الدولي. وأشارت الصحيفة الروسية في موقعها الالكتروني إلي أن روسيا تعتبر فرض عقوبات جديدة علي إيران محاولة لاسقاط النظام الإيراني. وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي قد صرح في وقت سابق بأن حالة الصخب التي تتصاعد حاليا حول البرنامج النووي الايراني تعتبر ذريعة لفرض عقوبات احادية الجانب جديدة علي طهران. وبالرغم من تأييدهم لتشديد العقوبات علي إيران, إلا أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرروا التريث حتي اجتماعهم المقبل قبل اتخاذ أي إجراءات اخري. واستبعد الوزراء في بيانهم الإقدام علي أي عمل عسكري في الوقت الراهن, مشيرين إلي أنهم سيواصلون بحث الاجراءات الجديدة المشددة الممكنة مع وضع أفعال إيران في الحسبان. واقتصر البيان علي إدانة توسيع طهران لبرنامجها لتخصيب اليورانيوم وعلي التعبير عن القلق بشأن ما توصلت إليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تطور تقنيات التسلح النووي. وأكد دبلوماسيون في بروكسل إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ربما يكون لديهم استعداد لإقرار عقوبات جديدة بشكل رسمي في الأول من الشهر المقبل. ولم تجر حتي الآن مناقشة علنية لعقوبات محددة لكن مصدرا دبلوماسيا غربيا قال إن عقوبات الاتحاد الأوروبي قد تتركز علي إضافة شركات إلي قائمة الكيانات التي يستهدف الاتحاد تجميد أموالها من اجل تقييد التدفقات المالية إلي الحرس الثوري لايران. وقال المصدر إن الهدف هو محاولة منع التمويل عن الحرس الثوري, ونحن لا نريد استهداف قطاع الطاقة ككل وإنما حيثما تظهر أدلة علي أن الأموال تتدفق علي جماعات محظورة. وفي طهران, أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشوري الإيراني( البرلمان) علاء الدين بروجردي أن المجلس سيبحث الأسبوع المقبل موضوع إعادة النظر في تعاون ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية,في ضوء التقرير الأخير للمدير العام للوكالة يوكيا أمانو الذي لا أساس له من الصحة, علي حد قوله. وأضاف أن امانو خرج حاليا من اطار المهام المكلف بها, ويؤدي دور بيدق أمريكي, وأداؤه هذا غير مقبول بتاتا. وعلي صعيد آخر شكل مئات الطلاب أمس سلسلة بشرية حول موقع لتخصيب اليورانيوم في وسط ايران ونظم منظمو طلاب جامعة أصفهان المظاهرة لتوضيح ان الايرانيين علي استعداد للتضحية بحياتهم اذا تعرضت المواقع النووية لهجوم من قبل اسرائيل, وادي الطلاب الصلاة امام الموقع الرئيسي للمحطة ورددوا هتافات مثل: الموت لاسرائيل و الموت لامريكا.