المشير "محمد حسين طنطاوي" رجل لا يختلف اثنين علي أنه حاسم فى وعوده، قاطعا فى قراراته، شديد الالتزام بكلماته التى لا ينطق بها إلا وهو يعلم تمام العلم مدلولها وأنه لا يمكن تفسيرها تفسيرا آخر غير معانيها المقصودة.. هكذا نشأ هؤلاء القادة الكبار.. أمثال المشير طنطاوى والفريق سامى عنان والفريق أحمد شفيق و اللواء عمر سليمان . وللأسف البعض لا يدرك مثل هذه الحقائق ويصر علي التأويل الخاطئ لها ويتعمد عن قصد وسوء نيه تفسيرها بصورة تثير الفتن ضد المجلس العسكرى المهيب والذي لا يستحق منا إلا كل إكبار وتقدير . فلولا ذلك المجلس العسكرى أيها السادة لعاشت مصر و يلات لا تستطيع الصمود أمامها وأرادها له أركان النظام البائد، إنتقاما من شعب مصر العظيم الذى أبادهم وحطم أسطورة القهر الزائفة التى كانوا يحكمون بها وألقتهم فى نهاية الأمر فى غياهب زنازين سجن طرة وغدا فى مزبلة التاريخ بعد محاكمة عادلة تكشف عن وجه مصر الحقيقى المتحضر أمام العالم وصدق الشيخ الجليل محمد حسان حينما قال فى كلمته أمام الحجيج يوم عرفات "اقسم بالله العظيم وانا ارتدي الآن ملابس الإحرام، لو انكسر الجيش المصري مثلما انكسرت الشرطه لن يأمن احد من المصريين في غرفه نومه حتي لو اغلق جميع نوافذ مسكنه" .. وبالطبع يا لها من كلمات يشيب لها الولدان . المشير طنطاوى - وأقول ذلك لدعاة الفتنة والعابثين للإيقاع بين الجيش والشعب – هو من رفض اطلاق النار على المتظاهرين أو التعرض لهم بأية سوء وأصر على حماية الشعب والثورة وكان أول من طالب مبارك بالتنحي، لدرجة أن مبارك المتسلط بإيعاز من الملاعين جمال وعز وصفوت الشريف – كما هو معلوم - أرسل قرار إقالة المشير طنطاوى كوزير للدفاع إلى رئيس قطاع الأخبار آنذاك عبداللطيف المناوى لإعلانه وتعيين وزيرا جديدا للدفاع من أتباعه لطحن المتظاهرين وتفريقهم بأية ثمن، فما كان من المناوى إلا أن أخطر المشير طنطاوى بعدما أستشعر خطورة الأمر، فكانت الزيارة التاريخية للمشير لمبنى ماسبيرو قبل التنحى الشهير ثم إنعقاد المجلس العسكرى بدون مبارك كرسالة لا تقبل أى تأويل آخر بأن التنحى أصبح لا بديل عنه لحماية الشعب أو جيش مصر الأول . سيدي المشير مصر أمانه فى أعناقك.. ولا أريدك رئيسا حتى لا يفسر البعض حديثى بصورة خاطئة ومملة ولكن أدعوك إلى تسليمها لرئيس مدنى يتقى الله فى شعبها. المزيد من مقالات محمد غانم