بقرار غير مدروس من وزارة التربية والتعليم تحول مبني التدريب بمدرسة التربية الفكرية بالوايلي إلي قسم للصرف الصحي في سابقة لم تحدث في تاريخ التعليم, ذلك أن هذا المبني خصص للأعمال الحرفية لذوي الاحتياجات الخاصة من الإعاقات الذهنية, لتأهيل أبناء المدرسة والمنطقة وإعدادهم لسوق العمل بإشراف جمعية الرعاية المتكاملة, واستمر في دوره حتي جاءت الثورة وانسحبت الجمعية وتركته للمدرسة لاستمرار نشاطها فيه, فقفز المتسلطون للسطو عليه واخلائه بالقوة بمن فيه من معلمين وطلاب. يقول السيد حسن عبد المقصود مدير المدرسة إن المدرسة تعمل منذ عام2002 وتتكون من مبنيين وتطوعت الجمعية لرعاية الأعمال الحرفية في المبني المخصص لذلك, وأصبح من الطبيعي أن يستمر امتدادا للمدرسة ونشاطها الأساسي لما ينتجه هذا المبني من مخصصات في مجالات التجارة والطباعة والتريكو والفندقة من خلال هذه الورش, ولكن فوجئنا بقرار من الوزارة يتضمن إنهاء علاقة المدرسة بالورش والمبني, تمهيدا لتحويله إلي قسم فني للصرف الصحي, ودون انذار أو معرفة بحقيقة ارتباط الطلاب بهذا المبني التعليمي. ويعني ذلك أيضا أمرا باخلاء المبني من الورش المرتبطة بتخصصات الطلاب وإهدار هذا الجانب من التعليم والطلاب, بما يعني إهدار حقهم في الحياة الطبيعية بعد ذلك, مع أنهم في أشد الاحتياج للرعاية والمساعدة لعدم وجود بدائل في نفس المنطقة, ليتحول المبني إلي التعليم الفني بتقاعس أو مساعدة مسئول التربية الفكرية بالوزارة. وأضاف مدير المدرسة أن هذا القرار يخالف الأسس والقرارات المستقرة والسابقة للوزارة من الحفاظ علي أعلي مستويات الأداء بالمدارس الفكرية وزيادة حوافز العاملين فيها لزيادة الاهتمام والرعاية لطلابها, فضلا عن توفير وحدة ذات طابع خاص لتأهيل وتشغيل خريجي مدارس التربية الفكرية لمن أتموا مرحلة الإعداد المهني بتلك المدارس, ثم يفاجأ الجميع بنية المسئولين بتحويل المبني الرئيسي إلي مدرسة فنية لمياه الشرب والصرف الصحي بدلا من مدرسة تخدم المعاقين ذهنيا وذوي الاحتياجات الخاصة الذين بلغ عددهم بالمدرسة أكثر من50 طالبا. ويري السيد سامح عبد العزيز رزق عضو المركز المصري للحق في التعليم أن هذه المشكلة تنبع من عدم الاهتمام بالتربية الفكرية, وهو ما يستوجب مقاضاة أطرافها وكشف تصرفاتهم غير المسئولة, ووصل الحال بأن الإدارة قررت تصفية المبني التدريبي وانتداب مسئولين بالتعليم الفني وموجهين لمجرد العهدة وحصر كل المكونات والأدوات تمهيدا لتسليمها عهدة للتعليم الفني وترك الأدوات الخاصة بالتربية الفكرية لتسليمها للمدرسة الأصلية, تمهيدا أيضا لإحلال أجهزة التعليم الفني وبدء الدراسة بها من العام المقبل, هذا بعد أن رأت إدارة التربية الفكرية بالوزارة ضرورة الإبقاء علي مجمع التدريب بجميع ورشه ومعداته وحساباته وموظفيه لخدمة الطلاب المعاقين ذهنيا بالمدرسة, كما هو لأنه يخدم مختلف مدارس التربية الفكرية بالأحياء المحيطة. في الوقت الذي أكدت فيه الشئون القانونية بالوزارة ضرورة استمرار المجمع للأعمال الحرفية لأنه انشيء أساسا لهذا الغرض, وتضامن في ذلك رأي الشئون المالية ومع ذلك لم يسمع لهم أحد. يبقي أن نعرض قرار إقامة المركز الذي صدر في عام2000 وينص علي أنه مشروع مركز التأهيل المهني لتلاميذ التربية الفكرية وأنه وحدة تدريب ذات طابع خاص لتأهيل خريجي مدارس التربية الفكرية ممن أتموا مرحلة الإعداد المهني بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة( إدارة التربية الخاصة).