قدم رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلسكوني استقالته مساء أمس إلي الرئيس جورجيو نابوليتانو, وذلك عقب ساعات من إقرار البرلمان الإيطالي بأغلبية ساحقة لحزمة الاصلاحات الاقتصادية التقشفية. ووافق380 عضوا من أعضاء البرلمان البالغ عددهم الإجمالي630عضوا, علي القانون فيما عارضه26عضوا غالبيتهم من أعضاء الحزب الديمقراطي اكبر أحزاب المعارضة. وكان بيرلسكوني قد تعهد بالاستقالة من منصبه فور إقرار البرلمان للإصلاحات الاقتصادية التي طالب بها الأتحاد الأوروبي لاستعادة ثقة السوق في المالية العامة بايطاليا, ما سيفتح الباب أمام تشكيل حكومة طواريء. ويتضمن القانون حزمة من الإجراءات المالية, بهدف السيطرة علي الدين العام, منها خفض إنفاق واتخاذ تدابير لجمع المال من خلال بيع ممتلكات تابعة للدولة, والتشديد علي ديون الأقاليم والسلطات المحلية, وتحرير الخدمات المحلية, ووقف معدلات الحد الأدني لرواتب المهنيين. وفي الوقت نفسه, واحتفل آلاف الأشخاص أمام القصر الرئاسي الإيطالي وفي شوارع روما ابتهاجا باستقالة بيرلسكوني التي اعتبروها تحريرا لإيطاليا. ويعتبر ماريو مونتي المفوض الأوروبي السابق الأقرب لخلافة بيرلسكوني في قيادة حكومة انتقالية لإيطاليا التي تعاني أزمة ديون خانقة وتتعرض لضغوط متزايدة من الأسواق المالية. وفي الوقت الذي تسابق فيه أوروبا الزمن لاحتواء أسوأ أزمة اقتصادية تعترضها في العصر الحديث, حذرت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أمس آسيا من أنها ليست بمأمن من أزمة منطقة اليورو. وأوضحت المسئولة الدولية- عقب اجتماعها مع وزير المالية الياباني جون أزومي- أنه علي الرغم من أن الاقتصادات الأسيوية الكبري تواصل قيادة الانتعاش الاقتصادي العالمي, فإنها ستتأثر سلبا من تفاقم التوترات في منطقة اليورو. وتأتي زيارة لاجارد لليابان في إطار جولة آسيوية سعت خلالها لإقناع موسكو وبكين بتقديم بعض من احتياطياتهما الضخمة من النقد الأجنبي لتعزيز صناديق الإنقاذ لمنطقة اليورو. كما ألمحت مديرة صندوق النقد الدولي إلي احتمال اللجوء لليابان لتمويل الصندوق في حالة احتياجه إلي تعبئة موارد إضافية لمنع أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو من الانتقال إلي الدول النامية وحماية الاقتصادات الناشئة من التداعيات السلبية وحالات الإضطراب الاقتصادي العالمي. وفي الوقت ذاته, سيطرت حالة من التفاؤل والانتعاش علي البورصات وأسواق المال العالمية دفعت اليورو إلي الارتفاع لأعلي معدل له أمام الدولار خلال أسبوعين. ولكن يبدو أن هذا الانتعاش المؤقت في الأسواق لم يخفف من المخاوف البريطانية بشأن الأوضاع في المنطقة, حيث حذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أنه لازالت هناك علامة استفهام ضخمة حول مستقبل العملة الأوروبية الموحدة, في حين وصف وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن الأوضاع الاقتصادية في القارة بأنها خطيرة للغاية, مؤكدا انعكاسها السيء علي الوضع في بريطانيا. وفي هونولولو, بحث وزراء التجارة والخارجية في دول آسيا والمحيط الهادئ توسيع نطاق التجارة الحرة ودعم النمو الاقتصادي الصديق للبيئة وإزالة العوائق التجارية. وأكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بعد محادثات وزراء منتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي أبيك التي رأستها أن الوزراء بذلوا جهودا رائعة لرسم سياسات تهدف إلي تحفيز نمو صديق للبيئة وفتح أسواق وتحقيق تقارب منظم.