السلفيون قبل الثورة كانوا ضدها وذلك استنادا لرأي فقهي له أنصاره وادر عن فقهاء لايتهمهم أحد في دينهم ومضمون هذا الرأي( عدم جواز الخروج علي الحاكم), وبعد الثورة صاروا ثوارا وصار لهم وجودهم في مليونيات التحرير, بل وترشح بعض علمائهم في الانتخابات لمجلسي الشعب والشوري, وقد تجرأ مفتي الديار المصرية( الدكتور/ علي جمعة) ورفع دعوي قضائية ضد أحد علمائهم وهو الشيخ أبو اسحاق الحويني لما بدر منه تجاهه من تهجم وتكهم, ونتج عن هذا الخطأ الذي أرتكبه مفتي الديار بأقامته هذه الدعوي أن حاصر خمسة عشر ألفا من أنصار( الحويني)محكمة كفر الشيخ في مشهد غريب قصد منه إرهاب القضاء نفسيا, ورضي الله عن إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو من هو, فلا يقارن به أحد ذلك أنه رضي الله عنه قد خاصمه يهودي أمام قاضي المدينة فذهب( علي) منفردا إلي مجلس القضاء دون حاجة لمظاهرة مليونية تناصره وترهب القاضي ضد هذا اليهودي, انظروا الفرق بين زمنين!! أما شعراء الثورة فقد كانوا طيلة عهد حسني مبارك يلهبون الجماهير بشعرهم الخطابي الثوري ضد النظام, وبعد الثورة لم نعد نري لهم شعرا. وقد تحول بعض رموزهم بعد نجاح الثورة إلي كتاب مقالات بالأهرام وبالصحف الأخري ونسوا الشعر فهل يشعرون بالندم والحزن لترك مبارك الحكم وقد كان وجوده سبب إلهامهم في كتابة الشعر, بل إن بعضهم أثناء الثورة لام علي شاعر تحول إلي كاتب مقالات بالأهرام لتركه الشعر, وسبحانه مغير الأحوال فقديما قالوا( من لام ابتلي) وسيظل الاستاذ فاروق جويدة محتفظا بقامته وشاعريته الثورية والرومانسية التي لم يفقدها لاقبل الثورة ولابعدها برغم كتابته لمقالات بجريدة الأهرام. أما الفلول وهم أعضاء الحزب الوطني فالبعض ينادي بإقصائهم من الحياة السياسية لكن الأعجب أن يشاركهم الإخوان وبعض الإسلاميين ذلك متناسين أن النظام السابق لم يقص الإخوان ولاغيرهم من الإسلاميين من الحياة السياسية قط.. صحيح أن النظام السابق تعامل بخشونة مع الإسلاميين تنوعت درجاتها إلا أنه وإن كان قد أطلق علي جماعة الإخوان المسلمين الجماعة المحظورة إلا أن جميع أعضائها كانوا يترشحون في عهده في جميع الدوائر ودون إقصاء. هذا من ناحية ومن ناحية أخري كيف لمن ينادي بالأفكار الإسلامية وتطبيق الشريعة أن يتناسي موقف الرسول صلي الله عليه وسلم بعد فتح مكة ومقولته لأهل مكة( اذهبوا فأنتم الطلقاء) وذلك بالرغم من كل ماصنعوه معه من معاداة وطرد وتعذيب.. فهل يتعلم ثوار التحرير وخاصة الإسلاميين من الرسول ويتوجهون بالعفو عن أعضاء الحزب الوطني وفيهم كثيرون خدموا دوائرهم الانتخابية بإخلاص ولم يكن لهم أي تأثير لدي قادة الحزب في كبريات المسائل لأن الحكم والقرار والتصرف كان لقادة الحزب الوطني الموجودين بالسجون الآن دون سواهم. هذا العفو الذي يؤدي إلي وحدة الوطن لانقسامه. أقول ذلك رغم أني أو أيا من أفراد أسرتي لم نكن في أي يوم من الأيام أعضاء بالحزب الوطني أو من المناصرين له بسبب قادته.