أوقات صعبة تمر بها العلاقة بين بريطانيا والفلسطينيين, سبب الصعوبة هو فشل السياسة البريطانية في الالتزام بشعارات كثر ترديدها لها منذ بداية الثورات العربية. نحن أصدقاء للفلسطينيين.. نريد مساعدتهم علي بناء دولتهم المستقلة وتحريرهم من الاحتلال وإنهاء استيطان إسرائيل في أراضيهم. وما يزيد تأزم العلاقة هو تزامن الاخفاق البريطاني في ترجمة الشعارات مع ذكري وعد بلفور البريطاني لليهود, بإقامة دولتهم في فلسطين. منذ جاءت حكومة الائتلاف بين حزب المحافطين, المعروف بتأييده التاريخي القوي لإسرائيل, والديمقراطيين الأحرار, الذين كثيرا ما تحدث زعيمهم نيك كلينج عن العدالة والحقوق والحريات, نشطت وزارة خارجيتها في الترويج لدعم بريطانيا القوي لقيام دولة فلسطينية مستقلة والالتزام بالدعم القوي لجهود السلطة الفلسطينية في بناء مؤسسات دولة فلسطينية فاعلة وقادرة علي البقاء ويتحدث, أليستر بيرت مسئول ملف الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية عن أن بلاده خصصت ما يصل إلي342 مليون جنيه استرليني علي مدي ثلاث سنوات لمساعدة الشعب الفسطيني وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية. هذا الدعم يرده الدبلوماسيون البريطانيون إلي أن الصداقة مع الفلسطينيين هي أحد أسس سياسة بلادهم في الشرق الأوسط غير أنه بدا للفلسطينيين أن هذه الصداقة سقطت في أحدث اختبارين مرتا بهما خلال الشهرين الأخيرين. فبريطانيا امتنعت, حتي الآن, عن دعم الصديق الفلسطيني في الحصول علي عضوية الأممالمتحدة. فرغم قناعتها بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة تتمتع بمقومات الحياة وبأن الاستيطان اليهودي وسياسات اسرائيل وراء الفشل حتي الآن في تنفيذ الوعد الأمريكي بحل الدولتين, فإن لندن لاتزال تري أن التصويت بنعم لصالح أي قرار مقترح يمنح فلسطين عضوية الأممالمتحدة غير وارد ويبرر وزير الخارجية البريطاني ورئيسه ديفيد كامرون هذا الموقف بأن إنشاء الدولة يجب أن يكون بالتفاهم, أي بمعني آخر, بموافقة اسرائيل بل إنه حتي لو جري تمرير قرار بعضوية فلسطين في المنظمة الدولية, فإن لندن تري أن الوسيلة الوحيدة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للنمو هو التسوية بالتفاوض مع اسرائيل. كان هذا في أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي. وفي بداية شهر أكتوبر, شهدت الصداقة البريطانية فشلا آخر وهذه المرة علي الساحة الدولية أيضا بامتناع الصديق البريطاني عن التصويت لصالح عضوية الصديق الفلسطيني في هيئة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة لليونسكو هذان الفشلان البريطانيان في دعم الصديق الفلسطيني فسرا فلسطينيا علي أنهما إمساك العصا من المنتصف حتي لا يغضب الصديق الاسرائيلي الحقيقي ولا الحليف الأمريكي. فبريطانيا تعتبر أن المساس بمصلحة اسرائيل, كما يراها السياسيون الاسرائيليون خط أحمر لا يمكن للسياسة البريطانية تجاوزها وهذا الالتزام نابع من كون اسرائيل صديقا استراتيجيا هاما للملكة المتحدة, ولدي كلا البلدين أهداف مهمة مشتركة في كافة المجالات ومن أهمهاالمخاوف الأمنية المشتركة في المنطقة, بما فيها الجهود الدبلوماسية لردع إيران عن تطوير أسلحة نووية, والجهود الدولية لمكافحة معاداة السامية, والتعاون الدفاعي المتبادل. يقول البريطانيون دائما إنهم لا يترددون في التعبير عن الاختلاف مع اسرائيل حيثما كان ذلك ضروريا لكنهم في الوقت نفسه, يقرون بأنهم لا يملكون سوي النصيحة حين تصر اسرائيل علي سياسات خاطئة مثل الاستيطان, وقتل وحصار الفلسطينيين واستمرار الاحتلال. ورغم رفض السياسة البريطانية المعلن للاستيطان باعتباره, كما تقول لندن عقبة في طريق السلام, ورغم رفضها للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وجدار الفصل العنصري الذي تصر اسرائيل علي استمراره في هذه الأراضي, فإن بريطانيا أيدت, مثلا بقوة عضوية اسرائيل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في شهر مايو قبل الماضي وبررت لندن هذا الدعم بأنه اسرائيل تمثل قوة اقتصادية كبيرة لديها روابط تجارية متنامية مع المملكة المتحدة. وكان أمل الفلسطينيين أن تتبع بريطانيا نفس النهج مع مساعي السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس, التي تراهن عليه لندن في التسوية مع اسرائيل, في الحصول علي عضوية الأممالمتحدة واليونسكو, فبدلا من الامتناع عن التصويت, دعت المنظمات الفلسطينية في بريطانيا إلي أن تدعم لندن الطلب الفسلطيني مع تسجيل أي تخفظات. وأتاحت الذكري الرابعة والتسعون لوعد( آرثر) بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمي إلي بارون روتشيلد زعيم الجالية اليهود في بريطانيا( في الثاني من نوفمبر عام7191) لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين, مناسبة لكشف النفاق البريطاني في التعامل مع الفلسطينيين والدعم المطلق لاسرائيل وطالب مركز العودة الفلسطيني الذي يصر علي حق الفلسطينيين في فلسطين التاريخية, الأحرار ودعاة العدالة في العالم إلي دعوة بريطانيا برفع طلمها التاريخي عن الفلسطينيين وتطبيق القيم والمباديء التي تدعو اليها( ومنها العدالة والحرية والمساواة وحقوق الرنسان) علي الجميع دون تمييز بين اليهود والفسلطينيين