كتب محمد حجاب: ظاهرتان قويتان تسيطران علي الانتخابات بمدينة المحلة الكبري وعلي نقاشات الناخبين والمرشحين أولاهما تدهور مستوي الخدمات الرئيسية بها بما يؤثر علي استقرار الطبقة العمالية بسبب تراجع دور الشركات الصناعية في تخصيص نسبة1% من أرباحها في تحسين الخدمات بالأحياء العمالية وحاجة المدينة لزيادة الاعتمادات المالية لها لإعادة إنشاء البنية الأساسية التي لم تعد قادرة علي تلبية احتياجات المواطنين لزيادة الكثافة السكانية بها بسبب تركيز النظام السابق علي تجميل الشارع الرئيسي طوال عامين عقب المظاهرات التي اندلعت بها استجابة لدعوة6 أبريل للتظاهر ضد النظام السابق. آنذاك قام أهالي المدينة باطلاق الشرارة الأولي للعصيان المدني وإسقاط صورة الرئيس السابق المخلوع مبارك لتطفو فوق السطح رغبة شعبية من أهالي المحلة الكبري بتحويلها إلي محافظة تكون لها اعتمادات مستقلة عن مدينة طنطا تحقق أحلامها في تحسين خدماتها والتي زرع البذور الأولي لها الرئيس الراحل عبدالناصر ثم الرئيس أنور السادات في اهتمامهما بها وإقامة الاحتفالات السنوية لعيد العمال بها بالتناوب مع منطقة شبرا الخيمة وحلوان ولكن نظام مبارك أسقطها من حساباته وظلت مشاعر الكراهية ضده تتصاعد بسبب ميوله للخصخصة وبيع القطاع العام التي أصابت صناعة الغزل والنسيج والملابس بالركود وإغلاق المصانع وبقيت المدينة صخرة قوية ضد بيع ماتبقي من أقوي مصانع النسيج في الشرق الأوسط وأفريقيا. عادت الأحلام من جديد مع الانتخابات بخروج المدينة من مشاكلها ومنها استدانة أحد مصانعها الشهيرة مليار جنيه عجزت عن سدادها وهو ماجعل مطلب تحويلها إلي محافظة جزءا من المطالب الشعبية للناخبين أمام المرشحين. أما الظاهرة الثانية وهي شكوي صارخة ومدوية لا تنقطع من أهالي المدينة 2 مليون نسمة من ظاهرة البلطجة التي تؤثر علي استقرار مناخ الانتخابات وامتدت إلي حمل الأسلحة والسيوف بكثرة بصورة علنية في المناطق الشعبية والعشوائية القديمة بالحنفي وسوق اللبن وسوق السمك وسوق الجمعة وسوق المواشي والرجبي والجمهورية والمنشية الجديدة وأبو شاهين وسكة زفتي وسكة طنطا والجسر وتحتاج لوقفة جادة من الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية والمرشحين في الانتخابات خوفا من استفحالها وتمادي البلطجة بعد قيامهم باطلاق النيران علي بعضهم في ليلة العيد وقتل اثنين منهم والتمثيل بأحدهما, بالاضافة لقيامهم بخطف الموبايلات والسلاسل وأعمال سرقة المنازل والتي روعت أهالي المدينة في الفترة المرتبطة بمرحلة الانتخابات والتي سجلت أعلي معدل للجريمة علي مستوي الجمهورية بسبب البلطجة وارتباطهم برأس المال بالمدينة. ويرجع السبب في استفحال البلطجة بالمحلة الكبري إلي أنها كانت تتم تحت سمع وبصر ورعاية ضباط الشرطة.