في سباقها مع الزمن أجرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عددا من الاتصالات مع الدول المعنية للبدء في تنفيذ نشر عناصر من منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية في أراضيها. وكانت تركيا هي آخر الدول التي حاصرتها الضغوط الامريكية عندما التقي الرئيس الأمريكي بواشنطن مطلع الشهر الحالي( ديسمبر) مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في واشنطن في محاولة لإقناعة بأهمية المشاركة التركية في هذا المشروع لتجنب المخاطر الايرانية بما تمتلكه من نظم صاروخية مستحدثة تصل إلي أهداف عميقة وبعيدة. ومع تكشف أبعاد المحاولات الامريكية مؤخرا اعلنت مصادر حكومية وعسكرية تركية أن أنقرة تعارض نشر عناصر من منظومة الدرع الصاروخية الامريكية في أراضيها وقالت صحيفة ميلليت إن نشرها في الأراضي التركية سيؤدي حتما إلي تدهور في علاقات تركيا مع روسياوإيران اللتين ستعتبران هذا الاجراء تهديدا لأمنها. ويقضي الطلب الأمريكي بنشر المضادات الصاروخية علي السفن التابعة للقوات البحرية الامريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط وربطها بأنظمة للإنذار المبكر التي قد تنتشر علي الاراضي التركية في حال موافقة أنقره علي ذلك. ومن جانبها أفردت شبكة سي إن إن التركية تقريرا وافيا حول هذا الملف أشارت خلاله إلي أن تقترب أنقرة بتحفظ تجاه المشروع المعروف باسم مشروع الدرع الصاروخية الذي نقله الرئيس الأمريكي باراك أوباما للجانب التركي أثناء لقائه مع رئيس الوزراء رجب طيب أرودغان مطلع الشهر الحالي ديسمبر مؤكدة أن واشنطن تخطط لنصب مظلة دفاعية تقدر بمليارات الدولارات لحماية الدول الاعضاء بحلف الناتو والدول الحليفة لها ضد مخاطر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدي التي تمتكلها إيران والدول المجاورة. وأضافت الشبكة في تقريرها أن أنقرة تري بأن نصب درع صاروخية في تركيا حتي ولوكان لغرض دفاعي إلا أنه سيدفع تركيا مجددا إلي جبهة الحرب الباردة اضافة إلي قلق أنقرة لافتة إلي أن مشروع الدرع الصاروخية سيعرقل علاقات تركيا مع إيرانوروسيا التي تطورت مؤخرا بعد بذل الحكومة التركية المزيد من الجهود بهدف تطويرها اعتمادا علي سياسة. المشاكل مع الدول المجاورة وأن أنقرة لاترغب أن تكون مستهدفة بالصواريخ الايرانية من أجل حماية حلف الناتو. من جهة أخري أكدت المصادر العسكرية بأن نصب الدرع الصاروخية علي الأراضي أكثر من سيدفع إيرانوروسيا بأن انقرة كمشروع ضد أمنها الوطني وأن أنقرة تري بأن يكون هدف نصب الدرع الصادروخية علي أراضيها لاعاقة الصواريخ علي أراضيها التي قد تطلقها باتجاه إسرائيل في حال قيام الأخيرة بهجوم جوي محتمل ضد المفاعل النووي الايراني علما بأن أنقره لاترغب أن تكون طرفا بالموضوع وتعارض قيام أي عمل عسكري ولهذا السبب لم تقدم ضمانات لطلب فتح أجوائها ضد أي عملية عسكرية محتملة ضد إيران. وقالت المصادر التركية أن أنقرة تخطط لشراء صواريخ باترويت بقيمة مليار دولار تحسبا من مخاطر الأنظمة الجوية الدفاعية لايران وروسيا واكدت في الوقت نفسه إن أنقرة تقوم حاليا بتقييم موسع لأنظمة قاذفات الصواريخ الروسية والايرانية. ويبقي السؤال هل ترضخ تركيا للضغوط الأمريكية لنشر منظومة الدرع الصاروخية علي أراضيها أم ترفض للمحافظة علي علاقاتها المتنامية مع تركيا وروسيا؟.