اصدر ملتقي الشعر من أجل التعايش السلمي الذي دعت اليه ونظمته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري بدبي والذي حضرته نخبة من الأدباء والشعراء والباحثين من القارات الخمس وقدمت فيه البحوث حول الشعر والتآلف الإنساني ليؤكدوا بعد تدارسهم للأوضاع الإقليمية والعالمية ان العالم يمر بمرحلة صعبة من التغير تتجلي مظاهرها في الحراك الشعبي العربي الكبير وفي الازمات الدولية المتفجرة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا. ولذا اجتمعت رؤي المشاركين في الملتقي علي أهمية السلام العادل والمحبة والتعاون بين الشعوب وأهاب الحاضرون بالقيادات السياسية, وقيادات المجتمع المدني, والشباب أمل المستقبل أن يكون السلام والتعاون وفهم الآخر دستور العمل لديهم, مؤكدين أن حرية الإنسان هي جزء لايتجزأ من حرية الأوطان وكلاهما مكمل للآخر. هذا وقد تضمن الملتقي الذي استمر ثلاثة أيام ندوة أدبية عن الشعر المعاصر في صورة الآخر علي ثلاث جلسات تناولت الأولي صورة الآخر في الشعر العربي القديم فألقت الضوء علي حضور الآخر بدءا من العصر العباسي وتحدث فيها د. عبدالله التطاوي. أما الآخر المسيحي في الشعر العربي في الأندلس وصقليه فبحثه د. عبدالرازق حسن من الأردن, مؤكدا ان الاتصال بالآخر المسيحي قديم في الشعر العربي قدم الشعر نفسه. وتحدث د. فوزي الهيب من سوريا عن الشعر في ظلال الحروب الصليبية ودعا إلي جمعه رغم كثرته من بطون المصادر المتنوعة. أما الجلسة الثانية فعقدت تحت عنوان صورة الشرق في الشعر العالمي وحاولت هذه الجلسة الاجابة علي السؤال الشائك الذي يدور حول نظرة الإنسان الغربي عموما والأدباء والشعراء علي وجه الخصوص للشرق, والتي بدأت تتغير بعد ظهور ما يمكن ان نسميه بالمستشرقين الجدد الذين شارك منهم ستة باحثين. وتناولت الجلسة الثالثة والأخيرة صورة الآخر في الشعر العربي الحديث فأوضح الناقد فخري صالح من الأردن أن الشعراء المغتربين قسرا أو اختيارا مروا بتجارب قاسية وعانوا من الشوق والحنين إلي الوطن وواجهوا عالما مختلفا فأحسوا الحاجة إلي التعبير عن عالمهم الداخلي, وضربوا أمثلة لقصائد جميعها تكشف عن حالة المهاجر العربي الذي لجأ لتلك البلاد طلبا للرزق أو هروبا من الظلم والاضطهاد. وقدمت د. سعاد عبدالوهاب ورقتها عن المدينة في الشعر الحديث وأشارت إلي أن المدينة بوجه عام موضوع لقصيدة هذا العصر. واختتم د. يوسف نوفل من مصر بدراسة حول رؤية الآخر في مرآة الشخصيات والنماذج الإنسانية العالمية في الشعر العربي الحديث وقدم ملامح متعددة لتلك الشخصيات منها. كما شهد الملتقي أيضا حلقة بحثية حول آفاق التواصل.حيث وصف د. محمود الربيعي في ورقته بعنوان رؤية في ترجمة الشعر ان الشعر صعب, وأن نقل الشعر من لغة إلي أخري أكثر صعوبة, لافتا إلي خصوصيته التي تقوم علي الموسيقي, من جهة, والمجاز من جهة أخري. وبين د. أحمد درويش أن للترجمة عددا من المستويات منها: ترجمة الشعر إلي النثر, وترجمة الشعر نظما, وترجمة الشعر شعرا, معرفا الترجمة بأنها: القدرة علي أن يتلقي المتلقي الرسالة المماثلة لصاحب الرسالة. أما د. جوكو سكيناري من فنلندا فقال إن أهمية الشعر تكمن في تحسين حياة الإنسان والتعاون السلمي, مستدركا أن هناك جذورا ضاربة للشعر في مجال الحياة. وقد تخلل الملتقي ثلاث أمسيات شعريةشارك فيها شعراء من عدة دول. وصدر عن الملتقي أربعة كتب منها كتاب صورة الآخر في الشعر العربي للدكتور فوزي عيسي الحائز علي جائزة كانو ربالأدب العربي.