بالرغم من إنفاق الدولة ملايين الجنيهات لتوفير المحارق للمستشفيات العامة لتفادي إلقاء النفايات الطبية الخطرة من سرنجات والشاش الملوث من جراء العمليات الجراحية إلا أن مافيا الاتجار في هذه المواد الخطرة يقومون بتأجير الصبية الصغار لجمع هذه النفايات وتعريضهم لخطر نقل العدوي لإعادة تصنيعها مرة أخري داخل مصانع بير السلم والمصانع غير المرخصة. واصبحت النفايات الطبية من أهم المشكلات التي تعاني منها محافظة القليوبية حيث كثرة المخلفات التي تصل إلي5 اطنان يوميا وكان لابد من التعرف علي كيفية حل هذه المشكلة من بعض الاطباء الموجودين بالمستشفيات العامة والجامعية حفاظا علي المرضي والأصحاء علي السواء. طالب الدكتور مصطفي رزق رئيس قسم الجراحة بمستشفي بنها الجامعي بضرورة التخلص الآمن من هذه النفايات طبقا للقانون وإلزام المستشفيات والعيادات الخاصة والعامة والجامعية بالاشتراك في تفعيل المحارق, وفجر الدكتور مصطفي رزق مفاجأة بإلغاء محرقة مستشفي بنها الجامعي منذ5 سنوات لعدم مطابقتها للاشتراطات البيئية حيث كانت تعمل بنظام الحرق القديم مما يسببا تلوثا بيئيا خطيرا للمقيمين بالمستشفي والمنازل المجاورة له خاصة مصابي الجهاز التنفسي وحساسية الصدر سواء من صغار السن والكبار. وطالب الدكتور محمد عبد الهادي رئيس قسم النساء والتوليد بمستشفي بنها الجامعي بضرورة توفير محرقة حديثة بمستشفي بنها الجامعي لخروج كميات كبيرة من النفايات الخطرة يوميا من هذه المستشفيات ونقلها إلي المحرقة الوحيدة بمستشفي حميات بنها والتي تتحمل أعباء مستشفي بنها التعليمي والجامعي ومستشفي الاطفال التخصصي وأكثر من5 مستشفيات خاصة, وأضاف الدكتور أحمد عبد الباقي رئيس قسم المسالك البولية بمستشفي بنها الجامعي أن النفايات الطبية مشكلة كبيرة ويجب تضافر كل الجهود للتخلص الآمن منها, مشيرا إلي أن النفايات لا تجمع بالطرق السليمة ويجب أن تكون تحت اشراف هيئة متخصصة بوزارة الصحة حتي لا تتسرب هذه النفايات إلي مافيا الاتجار فيها وجمعها لإعادة تصنيعها في مصانع بير السلم مما يعرض ناقليها لأمراض خطيرة حيث توجد نفايات خطرة ومن أهمها أجهزة المحاليل ونقل الدم و السرنجات.. وطالب الإعلام بتوعية المواطنين من خطورة هذه النفايات. أما الدكتور نصيف حفناوي مدير مستشفي الأطفال ببنها فقال يوجد لدينا محرقة صغيرة ضمن مستشفي الاطفال منذ عام1998 وتم إغلاقها نظرا لعملها بالبوتاجاز مما كان يسبب ادخنة مضرة بالإضافة إلي وجود المستشفي داخل كتلة سكنية مما يسبب خطرا علي الصحة العامة ولذا تم غلقها. وأكد نصيف أن وجود محارق بالقليوبية سيعمل علي الحفاظ علي الصحة العامة من حيث الالتزام من قبل البعض في التوجه إلي المحارق وعدم تعرض النفايات للسرقة أو رميها في المصارف والترع. من جهته قال الدكتور حسام الخطيب وكيل وزارة الصحة بالقليوبية: مشكلة المحارق بمحافظة القليوبية أنها موجودة داخل المستشفيات, والمستشفيات داخل الكتلة السكنية وهذه المحارق مطابقة للمواصفات البيئية تماما من حيث ارتفاع المدخنة ونسبة المواد السامة والعوادم وبعدها عن السكان, ولحل هذه المشكلة تم بناء مجمع محارق بالظهير الصحراوي بعيدا عن الكتل السكنية علي مساحة فدان وبلغت تكلفة المباني لهذه المحارق نصف مليون جنيه تسع لعدد10 محارق بتكلفة7 ملايين جنيه تم تسلم الموقع وجار تركيب عدد5 محارق بتكلفة3.5 مليون جنيه وسيتم نقل المحارق الست الموجودة داخل الكتلة السكنية إلي الموقع الجديد مشيرا إلي أنه توجد6 سيارات مجهزة لنقل هذه المخلفات تقوم بنقل ما يقرب من1.5 إلي2 طن مخلفات طبية يوميا. وأضاف وكيل الوزارة انه يوجد حاليا تكامل بين جميع المحارق علي مستوي الجمهورية مثل حرق مخلفات القليوبية بمحافظة الشرقية في حالة وجود زيادة أو تعطل أحد المحارق, مشيرا إلي أن الحرق في مجمع المحارق الجديد سيكون في الفترة الصباحية لتميزها بالهواء المتحرك, والحرق يتم علي درجات حرارة عالية وهذه الدرجة العالية في الحرق من مميزاتها ايضا تكسير مكونات المواد المحروقة بحيث انها تحولها إلي ثاني اكسيد الكربون والماء, بمعني ان الدخان الخارج من المحارق الذي يسبب القلق للبعض غير ضار.