صمت المرشحون للرئاسة وأصبح الآن لا صوت يعلو فوق صوت انتخابات مجلسي الشعب والشوري من مرشحين يأملون فى الإصلاح والمغامرين من "أقوياء" الحزب الوطنى المنحل وناخبين احرار ومحللين إعلاميين وأصحاب المصالح والمرتزقة من المولد الانتخابي والبلطجية الذين لم ينتهى دورهم.. وأقولها بصدق.. أضع يدي علي قلبي خوفا مما قد تسفر عنه هذه الانتخابات الثورية ولا أقصد هنا نتائجها فالشعب المصري الحر هو من سيختار ويعرف تماما تبعات اختياره ولكن من أحداثها الساخنة وخاصة فى صعيد مصر ومخطئ من يعتقد أن الأمر هين!. يا سادة أن ما تقوم به حاليا أحزاب وائتلافات وحركات وجماعات الثورة وما أكثرها الآن، من وضع قوائم سوداء للمرشحين لمجرد انهم اتباع الحزب الوطنى البائد يشجعهم ويحفزهم إعلام وصحف، لا يهمها سوى الخبر البياع أو الصورة الجاذبة للإعلان وليس مصلحة الوطن، ناهيك عن قانون العذر أو إفساد الحياة السياسية أيا كان اسمه، لا يمثل هذا أو ذاك سوى محاولة لأشعال مزيد من الحرائق فى قلب الوطن الموجوع ودون أدنى مسئولية وللأسف يسير فى ركابهم مجلس الوزراء ويصر المجلس العسكرى على الصمت.. وبصراحة مش ناقصة ! ففى انتخابات مجلس الشعب 2005 كنت مكلفا بتغطية الانتخابات البرلمانية فى أسيوط وفى أنتخابات 2010 التى كانت أحد أهم أسباب اندلاع ثورة 25 يناير كنت موفدا لمحافظة الشرقية، وفيهما شاهدت العجب العجاب من ألاعيب شيحة الشيطانية للفوز بأصوات الناخبين من تزوير وشراء أصوات وتربيطات وتهديد للجان القضائية ورجال شرطة لا حول لهم ولا قوة ولا يجرؤون سواء بإرادتهم أو دونها على التدخل فى العملية الانتخابية وضبطها وإلا أطاح بهم أحمد عز معجزة الحزب البائد بالقاهرة والذي كان يدير العملية الانتخابية بشراسة ممسكا بكافة أوراقها والويل كل الويل لمن يستيقظ ضميره ! كنت أشعر أنني الوحيد صاحب هذا الضمير، بل وتحدثت عن اكتساح الإخوان فى أسيوط للانتخابات مهما فعل الوطنى ونشر الأهرام وصدقت واكتسح الإخوان الي حد كبير وسرعان ما تم تجميدهم حتى الإطاحة بهم فى انتخابات 2010، ولكن أتدركون ما هو أخطر ما فى هذه الانتخابات أنها التربيطات مع كبرى العائلات التى تحمي مرشحيها أيا كانت انتماءاتهم حتى ولو بالدم فلقد أعطي كبير العائلة الكلمة بالولاء لمرشح بعينه. وحتى تدركون معنى ما أقول فإن أقل العائلات الكبرى فى صعيد أو ريف مصر يبلغ تعداد أصواتها 10 آلاف صوت على الأقل ولا يجرؤ أحد أبناء العائلة على مخالفة الجماعة.. أي باختصار 3 أو 4 عائلات فقط قادرة على حسم المعركة الانتخابية وباكتساح لمرشح بعينه فى المقابل ماذا نتوقع إذا حدث احتكاك بين هذه العائلات الكبرى وفقا لما يتردد عن كون الصعيد تحديدا والريف أصبحا مدججان بالسلاح، ومثل هذه العائلات تستميت لترشيح أحد رموزها للفوز بمقعد فى البرلمان وستقاتل من أجله، فذلك بالنسبة لهم شرف ما بعده شرف. خلاصة القول الشعب المصري الحر هو من سينتخب من يمثله نائبا فى البرلمان لأول مرة فى تصوري، ولا ينتظر من أحد الوصاية عليه أو إرشاده ولنمزق هذه القوائم السوداء ومن يمتلك أدلة فساد على مرشح بعينه فاليتقدم بها للنائب العام وأيضا علينا أن نوقف فورا قانون الغدر أو كما يحلو لي أن اطلق عليه قانون تصفية الحسابات.. فكفى القاءا للحطب فى النيران المشتعلة حتى لا تآكل الجميع. المزيد من مقالات محمد غانم