بقلم الفنان: عصمت داوستاشي قبل ثورة25 يناير2011 فقدت مصر كثيرا من كنوزها الفنية المتنوعة من الآثار القديمة والمباني التاريخية الي اللوحات والاعمال الفنية.. ومع ثورة25 يناير واحداثها فقدت مصر المزيد من الاثار القديمة واللوحات والاعمال الفنية وبعض المباني. التاريخية ومنها مبني محافظة الاسكندرية الكائن بشارع الحرية( فؤاد سابقا) والذي تم بناؤه في منتصف الخميسنات من القرن الماضي. لقد هاجم البلطجية مبني محافظة الاسكندرية يوم جمعة الغضب28 يناير2011 بعد انسحاب الشرطه والامن من المؤسسات و الشوارع وأطلقوا اللصوص الذين هاجموا المبني اولا وسرقوا ما امكنهم سرقته ثم أحرقوه( توجد صور توثق لهذا النهب وملامح الناهبين) ومنها بعض الاعمال الفنيه الموزعة علي جدران المبني وخاصة في قاعة ديوان عام المحافظه والتي تضم مجموعة من أهم لوحات رواد الفن المصري الحديث ومنها اللوحه الملحمية الكبيرة( مدرسة الاسكندرية) لرائد الفن المصري الحديث محمد ناجي(19591888).. ولضخامة اللوحة الجداريه لعل البلطجية مزقوها او تركوها تحترق مع ما أحترق بالمبني الذي تحول الي كوم من الركام. هذه الاعمال الفنية أعتبرها من ضمن شهداء ثورة25 يناير و أقترح إعادة تنفيذها من جديد بخامات اخري كالفرسك او الموزايك علي جدران المبني الجديد للمحافظة حتي لا نفقدها نهائيا لاهميتها وكونها من روائع الفن المصري الحديث وخاصة لوحة( مدرسة الاسكندرية) التي بدأ ناجي في رسمها عام1939 وعرضها ببينالي فينسيا1954 بعدعمله كمدير للاكادمية المصرية للفنون بروما من19501947. وقد احترقت او نهبت معها لوحات هامه كانت علي جدران نفس القاعة عددها ثمانية وهي: لوحة اعلام الاسكندرية لسيف وانلي(19791905) والتي رسم فيها وجوه سيد درويش زكريا احمد محمود سعيد محمد ناجي ورسم وجهه ووجه شقيقه ادهم وانلي(1908-1959) الذي كانت له لوحة جميلة تمثل كورنيش الاسكندرية وبائع الدره المشوية. واحترقت لوحة الفنانه الرائده مرجريت نخله(19771908) لشاطئ ستانلي.. ولوحةالرائد الكبير حسين بيكار ابن الاسكندرية(20021913) تمثل موسم الحصاد.. ولوحة الفنان محمود حلمي(19971916) وهي لوحة تجريدية تمثل المدينة.. ولوحة كامل مصطفي(1917-1982) لمنظر للريف المجاور للاسكندرية.. ولوحة الفنان حامد عويس(1919) وتمثل الفلاح في الحقل.. ولوحة الفنان الشاب في ذلك الوقت محمد فؤاد تاج الدين(1933) ورسم فيها حواء سكندرية.. وكل هذه اللوحات منفذه بالالوان الزيتية علي توال وفي مقاس متوسطه7050 سم. كما احترقت وفقدت اعما ل فنيه لكثير من فناني الاسكندريةالرواد كان بعضها في حجرة المحافظ ومعظمها موزعه علي جدران المبني الداخلية وهي للفنانين محمود سعيد(1897_1964) سعد الخادم(19871913) وعفت ناجي(19941905) ومحمود موسي(20031913) وغيرهم.. ومن الفنانين المعاصرين عبد السلام عيد ومحمد شاكر واحمد خليل وكاتب هذه السطور واخرين.. ومعظم هذه الاعمال من اهداء الفنانين للمحافظه لذلك لايوجد توثيق رسمي بها. وقد خلد ناجي مدينة الاسكندرية ثغر مصر الباسم المشرق الذي تطالع به العالم بلوحته مدرسة الإسكندرية التي فقدناها الي الأبد. أخيرا اقترح علي وزارة الثقافه في عهد الثورة الجديد بان تسحب كل الاعمال الفنية التي تخص جيل الرواد والمستعارة خارج المتاحف وإرجاعها الي المتاحف مرة اخري لضمان حفظها وصيانتها ويمكن احلال مستنسخات جيدة مكانها.