ليس غريبا أن يفرد للحضارة المصرية في المجتمع الدولي تخصصات لعلم المصريات في جامعاتها ومؤسساتها التعليمية والعلمية ومراكزها البحثية وبعثات ومنح وزيارات لمصر. شواهد ذلك سجلات متاحفنا الكبري لتواصل تاريخي بدءا من المتحف المصري إلي المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية, فالمتحف القبطي بمصر القديمة حلقة الاتصال بين العصر الروماني والعصر الإسلامي, والي متحف الفن الإسلامي بما يمثله من تراث قومي وفني لمصر والبلاد العربية والإسلامية في العصر الإسلامي, حديث اليوم بمناسبة إعادة افتتاحه بعد التوسع والتجديد والتطوير, وهو ما يؤكد الوعي الحسي والفكري لحضارات ومدنيات خالدة, مجسمة آثارا وتراثا ومقتنيات في متاحفنا الأثرية, والإقليمية, والتاريخية, والقومية, والفنية, أصالة ومعاصرة, تراثا إنسانيا له تأثيراته ومؤثراته تقدما وارتقاء للبشرية جمعاء. إن متحف الفن الحديث تحفة فنية بمقتنياته ومواده مصرية وعربية وإسلامية, ومكتبة متخصصة, وتبادل معرفي ونشر علمي, ينور ويصحح لفهم ومفاهيم سليمة, أما سيرة أو مسيرة التاريخ الإنسان والزمان والمكان لمتحف الفن الإسلامي فترجع الي عام1880 حينما قامت نظارة الأوقاف( وزارة الأوقاف حاليا) بجمع ما أمكن جمعه من آثار وتراث مما أبقي عليه الزمن, وما نجا من أيدي جامعي التحف وحفظتها في الايوان الشرقي من مسجد الحاكم بأمر الله, وفي عام1881 م تألفت لجنة حفظ الآثار العربية, وفي عام1883 أقيم مبني واسع للآثار الإسلامية في صحن مسجد الحاكم, لم يلبث أن ازدحم بالمقتنيات الفنية, فأنشئ لها عام1902 مع دار الكتب المبني الحالي في باب الخلق, وظلت لجنة حفظ الآثار العربية تشرف عليها حتي أواخر عام1929 حين ألحقت بوزارة المعارف العمومية, وقد شملت مقتنياتها ما عثر عليه في مصر منذ الفتح العربي لها عام20 ه/641م الي آخر عصر إسماعيل عام1296 ه/1879م, كما شملت تحفا أخري من الأقاليم التي سادت فيها الحضارة المصرية, وبقيت لجنة حفظ الآثار ترعي المساجد والبيوت الأثرية, وفي عام1952 مع ثورة يوليو سميت دار الآثار العربية متحف الفن الإسلامي. الآن دعوة عامة للوقوف علي الحضارة الإسلامية في متحف الفن الإسلامي رؤية عين, واستقصاء حقائق من مصدرها, ومعارف تكتسب حسا ومشاهدة والحديث عن متحف الفن الإسلامي مناسبة ودعوة أيضا للجميع لزيارة متاحفنا إنارة للفكر والوجدان ومعالم الطريق لحضارات مصر في تواصل غير مقطوع الزمن وهو الدرس المستفاد.