لقد اتجهت امريكا وقبل نهاية رئاسة بوش الابن الي مواصلة مشروعها للهيمنة العسكرية والاقتصادية علي الدول العربية والاسلامية لاقامة الشرق الاوسط الجديد والكبير في اطار الفوضي الخلاقة التي اطلقت شعارها وزيرة الخارجية الامريكية في حينه.. كونداليز رايس ومنحت إسرائيل الحق في استخدام آلتها العسكرية للقضاء علي انواع المقاومة في لبنان وفلسطين. دعمت امريكا بنفوذها التفرقة والتشرذم بين الدول العربية جميعا وتخلف كثير من الرؤساء العرب عن حضور قمتهم في دمشق عام 2008 والتي حفلت في جلستها الافتتاحية بكلمة العقيد القذافي وقال فيها مخاطبا الزعماء العرب كيف سمحتم لأمريكا باحتلال دولة عربية, العراق, ونهب ثرواته واعدام رئيسه شنقا وساد صمت الموتي ثم قال الدور جاي عليكم كلكم وعندها حدقت عيون البعض وامتعض آخرون. عندما لم يجد القذافي اذنا صاغية استكمل مقولته اللي بره بيسمعوا احسن من اللي جوة وهنا ابتسم جميع الحاضرين داخل قاعة المؤتمر واعتبروها احدي تخريفات العقيد الليبي التي اعتادوا وصفه بها. لم يكتمل مرور 3 سنوات علي هذه المقولة حتي هبت رياح الثورات الشعبية من تونس الي مصر, ثم ليبيا والبحرين وسوريا واليمن فاقتلعت بعض الرؤساء وقادتهم الي المحاكمة التي تصل الي الإعدام ومازال الباقون ينتظرون, لقد استخدمت احدي القنوات الفضائية العربية هذا المقطع من كلام العقيد القذافي صوتا وصورة اثناء متابعتها لاحداث الثورات العربية منذ بداية انطلاقها. ان توقعات القذافي ولا اكون مبالغا اذا قلت ان نبوءته اصبحت حقيقة واقعة يسجلها التاريخ في القادم من الايام. ولايبقي امام القادة العرب والمسلمين سوي ان يعوا مخاطر المشروع الامريكي ويقفوا مع مواطنيهم صفا واحدا في مواجهته للحفاظ علي ثروات ومقدرات شعوبهم ووحدة اراضيهم.. وان يغلبوا مصالح اوطانهم وذلك قبل ان تتسلم هذه الشعوب ادارة شئون بلادها وتفرض ارادتها السياسية من الميادين والساحات بدلا من قصور الرئاسة ودواوين الملوك.