تحظي مباراة المنتخب الاوليمبي مع النيجر في ختام مباريات تصفيات كأس الأمم الإفريقية باهتمام كبير داخل القارة الإفريقية, خاصة بعد أن أصبح مصير فرق المجموعة السابعة متوقعا علي نتيجة هذه المباراة التي ستقام بعد غد باستاد القاهرة. لا شك ان الكرة المصرية في موقف لا تحسد عليه, فقد كانت هناك حالة من الاستياء بسبب قرار اتحاد الكرة استكمال التصفيات الإفريقية بالمنتخب الاوليمبي بعد التعادل مع جنوب افريقيا بالقاهرة وضياع امل مصر في التأهل لنهائيات أمم إفريقيا2012 بغينيا والجابون خاصة أن هذا القرار قد يؤدي إلي الاخلال بمبدأ اللعب النظيف في المجموعة. وقد اعربت جنوب إفريقيا عن استنكارها لهذا القرار ومخاوفها من تأثير ذلك علي المنافسة وأيضا لاقي هذا القرار معارضة داخل اتحاد الكرة وأدي إلي حالة من الخلاف بين سميز زاهر وهاني ابوريدة, حيث كان يري الأخير ضرورة المشاركة بالمنتخب الأول حتي لا تهتز سمعة الكرة المصرية علي المستوي الإفريقي وهي نقطة كان يجب وضعها في الاعتبار. وبالفعل جاءت نتائج الجولة الخامسة لفرق المجموعة لتضع الكرة المصرية في مأزق بعد أن تصدرت النيجر المجموعة بعد فوزها علي جنوب إفريقيا1/2 وخسارة مصر امام سيراليون صفر/1 لتتصدر النيجر قمة المجموعة برصيد9 نقاط يليها جنوب إفريقيا وسيراليون ولكل منهما8 نقاط وتحتل مصر حامل اللقب قاع الجدول برصيد نقطتين. فوز النيجر علي المنتخب الاوليمبي يؤهله إلي نهائيات الأمم الإفريقية لأول مرة في تاريخه, حيث يرتفع رصيده في هذه الحالة إلي12 نقطة بغض النظر عن نتيجة لقاء جنوب إفريقيا مع سيراليون, أما التعادل فعليه أن ينتظر نتيجة المباراة الأخري, والهزيمة تطيح به خارج المنافسة إلا في حالة تعادل جنوب إفريقيا مع سيراليون حيث تتساوي الفرق الثلاثة في رصيد النقاط ولكل منهما9 وفي هذه الحالة ترجح الأهداف كفة جنوب إفريقيا. لأول مرة في تاريخ نهائيات الأمم الإفريقية تقام البطولة دون حامل اللقب بعد أن فشل الفراعنة في اجتياز التصفيات في واحدة من اكبر مفاجآت البطولة, هذا السقوط الكبير يصعب تفسيره خاصة أن المنتخب الوطني قد رفع الراية البيضاء من أول مباراة في المجموعة بتعادل مخيب أمام سيراليون في القاهرة ثم توالت الهزائم حتي أن الفريق لم يجمع سوي نقطتين فقط احتل بهما قاع المجموعة بجدارة. ولا شك أن عدم وصول بطل إفريقيا لنهائيات البطولة له تأثير سلبي علي نجاح البطولة خاصة اذا وضع في الاعتبار انها أخر بطولة تقام في السنوات الزوجية وأن البطولة المقبلة ستقام بعد عام واحد مباشرة بجنوب إفريقيا بعد نقلها من ليبيا, إلي جانب أن هناك عددا كبيرا من المنتخبات الإفريقية الكبيرة يهددها شبح الخروج المبكر وأن هناك منتخبات صغيرة استطاعت أن تجد لها مكانا في النهائيات مثل اوغندا وبتسوانا وبوركينا فاسو. واذا كان المنتخب الوطني نجح في تحقيق انجاز إفريقي بحصوله علي آخر ثلاث بطولات إفريقية متتالية وهو انجاز يصعب تحقيقه مستقبلا فإن خروجه أيضا أصاب الخبراء بدهشة حول أسباب الفشل المبكر وهل تعتبر نهاية الجيل الذهبي للكرة المصرية وبداية عهد جديد خاصة وان اعمار اللاعبين المصريين مرتفعة وهناك حالة تشبع من البطولات الإفريقية أدت إلي حالة من التراخي فشل اتحاد الكرة والجهاز الفني للفريق في علاجها وتداركها قبل بدء التصفيات فكانت النتيجة هي الخروج المبكر وخسارة لقب البطولة. هاني رمزي المدير الفني للمنتخب الاوليمبي حاول تحسين صورة الكرة المصرية لدي الافارقة واكد أهمية هذه المباراة لفريقه خاصة انها تقام قبل بدء التصفيات الإفريقية المؤهلة للاوليمبياد, مشيرا أنها ستكون محط اهتمام واسع علي المستوي الإفريقي بعد المستوي الطيب الذي ظهر به منتخب النيجر وفوزه علي جنوب إفريقيا الذي اربك حسابات المجموعة. المهمة صعبة لا جدال فيها.. فالمنتخب الاوليمبي مطالب بتحقيق الفوز والدفاع عن سمعة الكرة المصرية لأن أي نتيجة أخري قد تؤدي إلي حالة من الاستياء الإفريقي لأن ما بدر من اتحاد الكرة في هذه التصفيات لو حدث ضدنا لكان لنا موقف آخر. فهل ينجح المنتخب الاوليمبي في التصدي لحالة الجدل الإفريقي؟ ويبدد مخاوف جنوب إفريقيا ويحقق الفوز الأول والأخير لمصر في هذه التصفيات وهو يواجه فريق يفوقه في القوة والسرعة والخبرة الإفريقية سؤال صعب الاجابة عنه وعلينا الانتظار لموقعة8 أكتوبر لمعرفة الإجابة.