في خطوة تمتلئ بروح الانتماء ومشاعر العشق لتراب هذا الوطن.. أوصل لنا الفنان المصري مصطفي عيسي مكنوناته ليضفي علي أعماله هالة من الإيجابية والأمل في غد يأتي علي بلادنا. متدفقا بعبق الماضي وسحر حضاراتنا شديدة الثراء والتنوع بين الفرعونية و الحضارات القبطية والإسلامية ليستلهم من داخلهم ما سمي بالفن الشعبي و ليضع فيه جذوره و قواعده التي مثلت بذور تراثنا وفنوننا العريقة, ليقدم مصطفي عيسي أخر معارضه الذي أقيم بقاعة الفنان صلاح طاهر داخل حرم الأوبرا بالقاهرة والذي حمل عنوان مصر الحضارة فيذكرنا بكنوزنا وقيمتها التي يقدرها العالم أجمعه, وقد عبر الفنان من خلال مائة وخمسين تصميما وعملا ألتقطها من وراء عدسة الكاميرا ليكشف عن جماليات التصوير الفوتوغرافي مع إدخال أسس تصميم وتنفيذ الملصقات الدعائية والعديد من تقنيته الفنية الخاصة التي درسها أكاديميا بكلية الفنون الجميلة ويقول الفنان عيسي أن المعرض أقيم بالمصادفة مع تلك الأحداث التي نحياها ونحن في أمس الحاجة للنهوض بمستويات الوعي والثقافة العامة, وقد أراد عيسي تقسيم المعرض لثلاثة أجزاء تعبر عن ملامح مصرية تعكس العلوم والفنون والنهضة القديمة: فأولها عرض لقطات مبتكرة عن أهم و أشهر المزارات السياحية والتاريخية بمحافظات مصر, أما القسم الثاني فضم نماذج شديدة الخصوصية للحضارات المتجمعة علي شواطئ مدينة الإسكندرية من فنون إغريقية ورومانية ويونانية اندمجت مع حضارتنا وأفرزت لنا شواهد علي تلك العصور الذهبية مثل مكتبة الإسكندرية, الآثار الغارقة,القصور الأثرية, منشآت حي المنتزه, قلعة قايتباي, أما الجزء الأخير من المعرض فشمل تجربة فريدة من نوعها استخدم فيها الفنان العديد من أدوات التواصل التكنولوجي بعرض فيلم تسجيلي سياحي عن مصر مدته20 دقيقة علي شاشات ضخمة في مواجهة القاعة, ونتمني في المستقبل أن نتلمس تغيرا حقيقيا بالساحة التشكيلية لندرك قيمة الأعمال التي من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالسياحة أو الاقتصاد أو حتي الصناعة, ولماذا لا يصبح لتلك النوعية من المعارض رعاة ومسئولي دعاية لتطوف حول العالم كما نري في الأحتفالات الغنائية والمهرجانات السينمائية علي سبيل المثال.