المرجعية الدينية للأحزاب فاجأتنا لجنة شئون الاحزاب الاسبوع الماضي بقرارها الرافض لتأسيس حزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الاسلامية والمفاجأة ليست في قرار الرفض في حد ذاته, ولكن في شرحها لاهم اسباب الرفض والذي يرجع الي ان هذا الحزب يتم تأسيسه علي اساس ديني, وذلك يرجع الي تمسكه بتطبيق الحدود في الشريعة الاسلامية, وهنا لابد لنا من وقفة نحتاج فيها جميعا ومعنا الشعب لاستيضاح نقطة مهمة هي الفيصل في قبول او رفض تأسيس اي حزب في العهد الحالي بعد الثورة وهو: ما الفرق بين المرجعية الدينية لقيام الاحزاب وبين الاساس الديني لتأسيس حزب ما. وبصرف النظر عن قبول او رفض تأسيس الحزب السابق فإنني أطالب لجنة شئون الاحزاب بالشفافية المطلقة في الاجابة عن هذا السؤال المهم والاستفاضة في الشرح والتوضيح للمواطن المصري قبل النخب والقوي السياسية لانها وافقت من قبل علي تأسيس احزاب تتمسك بالشريعة الاسلامية ومن المعروف انها تلتزم بها وايضا تنتمي الي التيار الاسلامي الممثل في جماعة الاخوان المسلمين او التيار السلفي الذي تبني تأسيس احزاب النور والاصالة وكلها احزاب تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية ولا يمكن القول انها لا تتمتع باساس ديني ومن هنا فإن علي هذه اللجنة مهمة وطنية مهمة في شرح كيفية الاختيار والموافقة علي احزاب ذات صبغة دينية دون غيرها واذا كان مصدر اللبس وسوء الفهم يرجع الي القانون الحالي للاحزاب الذي مازال يحتاج الي تعديلات او تغيير شامل فإنه عليها الافصاح بكل وضوح عن ملابسات التطبيق والترجمة لبنود هذا القانون. ولا يفوتنا ان ننبه بوعي المواطن المصري واهمية ايضاح الحقائق له في كافة الاجراءات بهذه المرحلة المهمة التي تمر بها مصر حتي يمكن ان يتعرف علي الحقائق الاساسية في تأسيس هذه الاحزاب وخلفياتها والفروق بينها علي الاقل ما هو معلن منها قبل البدء في حملاتها الانتخابية لأن المواطن اصبح الهدف الاول والاخير من تأسيس هذه الاحزاب جميعها والتي تسعي في المقام الاول الي اقتناص مقاعد في البرلمان الجديد لا يعلم احد حتي الآن الهدف منها وهل تحقق بالفعل مصلحة مصر وابنائها أو الصالح الشخصي فقط؟ المزيد من أعمدة نهال شكري