قبل خمس سنوات سجل أنس الفقي وزير الإعلام امتعاضه تجاه مستوي متواضع تظهر عليه برامج الأطفال علي قنوات التليفزيون. وجاء قراره حاسما بحجب مايعرض منها للأطفال لحين تطويرها بشكل مناسب يتفق واحتياجات الطفل الترفيهية ومتغيرات اصابت تكوينه الثقافي والمعرفي. ومضت السنوات دون خروج برنامج واحد يعكس اهتماما حقيقيا نحو جذب الأطفال ودفعهم للالتفاف حول شاشة التليفزيون وتوفير مظلة حماية آمنة تحول دون اتجاه انظارهم نحو ما تعرضه القنوات الفضائية. وبقي العاملون في إدارات الأطفال بلا عمل حقيقي ولم تفلح محاولات كانت تجري علي استحياء بين حين وآخر لخروج بعض البرامج إلي النور رغم وجود إدارة مركزية لبرامج الأطفال ومديرين عموم هذه وظيفتهم الاساسية. جيش من العاملين ما بين مذيعين ومعدين ومخرجين ومديرين بلا عمل حقيقي طوال خمس سنوات.. طاقات عمل مهدرة انصرفت إلي ميادين عمل أخري واخذت معها الأطفال إلي شاشات أخري غير مصرية. في الافق لاحت عقبات حالت دون خروج برنامج واحد للأطفال في كل المراحل العمرية وخلت الخريطة البرامجية لأول مرة في تاريخ التليفزيون من نوعية البرامج عقبات تتعلق بضعف الامكانيات المالية التي تعين تلك الادارات, انتاج برامج بمستوي تقني رفيع وأخري ترجع انخفاض المستوي المهاري للمخرجين وعدم قدرة معظمهم تقديم عمل برامجي بخيال واسع وغيرها تتعلق بغياب افكار برامجية علي مستوي جاذب تغري بانتاجها.. كانت تلك الحجج التي يعلق عليها قيادات التليفزيون اسباب غياب برامج الأطفال من فوق شاشته. لم يكن إنطلاق قطار الغياب إلي ما لانهاية قبل عام ونصف العام حتي بادر المجلس القومي للطفولة والأمومة بعرض تصور يسهم في إعادة برامج الأطفال للتليفزيون وقادت أمينه العام مشيرة خطاب مسيرة جادة عبر بروتوكول تعاون حرصت علي توقيعه من منطلق موقعها كعضو في مجلس امناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون, وبمرور الوقت تهدر الافكار الجادة ويطويها النسيان ويلقي بها في هوة قاع سحيق وبحسب ذكر مصدر مسئول باتحاد الإذاعة والتليفزيون غياب الحماس والمتابعة لما يتم طرحه دفع لفناء كثير من الافكار فيما يتعلق بهذا الشأن. هذه المرة الخطوة التي يتخذها التليفزيون نحو إعادة برامج الأطفال إلي الخريطة البرامجية قد تكون جادة ومختلفة لو صدقت النوايا وحسن القرار والإرادة بدأت من إدارة الأطفال بالقناة الأولي فقد استطاعت من خلال ورش عمل منهجية وعلمية قادتها المذيعة مها حسني القائم بأعمال مدير عام برامج الأطفال الوصول إلي ستة برامج تمثل انقلابا في نوعية مايعرض علي شاشة التليفزيون واستقر رأي اللجنة العليا للبرامج برئاسة نادية حليم رئيسة التليفزيون عليها واشادت بها وبدأت عزة مصطفي رئيسة القناة بوضع تصور لبدء التصوير. وفجأة توقف كل شيء.. مجموعة من المخرجين لم يرق لهم ما تم الاتفاق عليه وسطروا شكواهم لوزير الإعلام أنس الفقي يطلبون تولي مسئولية اخراج البرامج وفق وضع تصوروه من وحي خاليهم لايستند لمنطق ولم ينظروا لضعف مستواهم المهاري في تحمل مقاليد مسئولية اخراج برنامج من منظور خيال واسع وطالبوا مساواتهم بمخرج كفؤ يدعي أشرف نصر يخرج برنامج بمفرده. ونزولا علي رغبة الطابور الخامس أرجأ وزير الإعلام تصوير البرامج لحين النظر في توزيع العمل بين المخرجين وأصبح مشروع احياء برامج الأطفال مرهون برحمة حزمة من المخرجين تغيب عن اذهانهم ملكات الابداع ولو طاوعهم وزير الإعلام ستعود برامج الأطفال إلي سيرتها الأولي. في التوقيت نفسه وفي السياق ذاته حاولت نادية حليم رئيسة التليفزيون اقناع ليالي بدر مدير الانتاج البرامجي في قنوات ايه ار تي ومنتجة مسلسل كارتون ظاظا وجرجير الذي يعرضه التليفزيون سنويا في شهر رمضان بالاشراف علي برامج الأطفال بالتليفزيون.. مما اثار حالة من الاستياء بين العاملين ودفعهم الثورة علي القرار فتأجلت الاجتماعات التي تعقدتها ليالي بدر مع رئيستي القناة الأولي والثانية لمناقشة الافكار. وقدر رفضت ليالي بدر التعليق علي ماحدث أو حتي حقيقة اسباب عقدها لاجتماعات مع رئيستي القناة الأولي والثانية حتي ان البعض ارجع وجودها إلي دعم أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون كونه تربطه معها صلة صداقة وعلاقة عمل قديمة. ونفي أسامة الشيخ ما تردد بقوله لا اعلم شيئا عن حقيقة فكرة تولي ليالي بدر مسئولية الاشراف علي برامج الأطفال في التليفزيون.. وكل علاقتي بها صديقة قديمة ربطتني بها علاقة عمل سابقة وهي تعمل منذ سنوات في انتاج مسلسل الكارتون ظاظا وجرجير وبرامج الأطفال مسئولية رئيس القطاع لادخل لي بها. ولو عرض الأمر لموافقتي وكلام لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون سأرفضه لايماني بأن التغيير وتطوير الشاشة لن يأت إلا بأيدي أبناء التليفزيون والتليفزيون الذي لايستطيع تطوير نفسه بنفسه عليه أن يغلق ابوابه.