مأزق الفيتو الأمريكي؟! استخدم الأمريكيون حق الفيتو عشرات المرات لمنع مجلس الأمن من اصدار قرارات تعاقب إسرائيل أو تدينها أو تلزمها الانصياع لأحكام الشرعية والقانون الدولي, لكن واشنطن تعرف جيدا أنها تواجه مأزقا صعبا في استخدام حق الفيتو لنقض قرار يعترف بفلسطين دولة عضو في الأممالمتحدة, سوف يكون له آثار مختلفة علي العالمين العربي والإسلامي, تنهي ما تبقي من مصداقيتها في ظل تحولات تاريخية جعلت شعوب المنطقة طرفا مؤثرا في صياغة سياسات الصراع العربي الإسرائيلي, فضلا عن أن استخدام الفيتو الأمريكي سوف يفضح نفاق الإدارة الأمريكية, لأن الرئيس الأمريكي وعد بقيام دولة فلسطينية تعترف بها الأممالمتحدة بعد عام من بدء التفاوض الإسرائيلي الفلسطيني, لكن الإسرائيليين أخذوا المفاوضات إلي حائط مسدود بإصرارهم علي الاستمرار في بناء المستوطنات في الضفة والقدس الشرقية. وبرغم أن الإسرائيليين يعرفون جيدا, كما يعرف كل العالم, أن قرارا يصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول فلسطين عضوا في الأممالمتحدة في إطار وضع يماثل وضع الفاتيكان لن يغير كثيرا من الواقع في الأرض المحتلة التي تقع تحت سيطرة إسرائيل, إلا أنهم يحاربون حتي الموت من أجل قتل القرار قبل أن يولد لأنه يعطي فلسطين الحق في تغيير وضعها إلي دولة محتلة من حقها المطالبة بانهاء احتلال إسرائيل لأراضيها, كما يعطيها الحق في الانضمام إلي المنظمات الدولية كافة, ومقاضاة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية, الأمر الذي تعتبره إسرائيل خطرا لا يمكن قبوله, لأنه يهدد أمن معظم قادة إسرائيل المتورطين في ممارسات قتل وتعذيب للفلسطينيين تقع تحت طائلة المحكمة الجنائية الدولية. وحسنا أن صمد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأصر علي الذهاب إلي مجلس الأمن في وجه ضغوط أمريكية إسرائيلية هائلة, وصلت إلي حد التهديد بمنع المعونات الأمريكية005 مليون دولار ومصادرة عائدات الجمارك الإسرائيلية التي يتم تحصيلها لحساب السلطة الوطنية, معولا علي موقف عربي يمكنه من الصمود في وجه ضغوط واشنطن المالية لا يوثقه مع الأسف التزام واضح أو محدد, وحسنا أيضا ان أبقي أبومازن علي باب التفاوض مع الإسرائيليين مفتوحا علي مصراعيه مؤكدا تمسكه بالحل السلمي, معولا علي موقف أوروبي أكثر انصافا, يكبح شطط واشنطن في دعمها غير المحدود لسلطة الاحتلال الإسرائيلي, فهل ينجح الأوروبيون؟! المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد