بيانات التضخم الأمريكية تهبط بمؤشرات البورصات الأوروبية    حزب العدل: مصر أكدت في القمة العربية رفض تهجير الفلسطينيين قسريا    تفاصيل عقد فيرناندو مونزو الجديد مع الأهلي    جدول مواعيد القطارات المخصصة لأهالي النوبة خلال عيد الأضحى المبارك    وصول جثمان زوجة أحمد عدوية لمسجد السيدة نفسية    قرار حكومى باعتبار مشروع نزع ملكية عقارين بشارع السبتية من أعمال المنفعة العامة    الفئة من 401 إلى 500.. تصنيف تايمز العالمي يضم «جنوب الوادي» لقائمة الجامعات الشابة    حريق في طائرة أمريكية يجبر المسافرين على الإخلاء (فيديو)    فيديو| وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يعزف الجيتار في ملهى ليلي ب أوكرانيا    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    تقارير: تياجو موتا يقترب من خلافة أليجري في يوفنتوس    فانتازي يلا كورة.. الثلاثي الذهبي قبل الجولة الأخيرة في بريميرليج    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    رئيس جامعة الأقصر: منشآت جميع الكليات جاهزة لاستقبال امتحانات نهاية العام    مد فترة استلام الطلبات لوظائف القطار الكهربائي الخفيف حتى 23- 5- 2024    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    «الصحة» توجه إرشادات لتجنب الإصابة بالعدوى خلال فترة الحج.. تعرف عليها    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    «كارثة متوقعة خلال أيام».. العالم الهولندي يحذر من زلازل بقوة 8 درجات قبل نهاية مايو    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    إسباني محب للإنذارات.. من هو حكم مباراة النصر والهلال في الدوري السعودي؟    "الصحة" تنظم فاعلية للاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد .. صور    كيف تؤثر موجات الطقس الحارة على الصحة النفسية والبدنية للفرد؟    "هُتك عرضه".. آخر تطورات واقعة تهديد طفل بمقطع فيديو في الشرقية    السفير المصري بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة هامة لتسويق المنتجات المصرية    تفاصيل اجتماع وزيرا الرياضة و التخطيط لتقييم العروض المتُقدمة لإدارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية    التموين: وصول 4 طائرات تحمل خمسة آلاف خيمة إلى أهالي قطاع غزة    جامعة الفيوم تنظم ندوة عن بث روح الانتماء في الطلاب    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    نجم الأهلي مهدد بالاستبعاد من منتخب مصر (تعرف على السبب)    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    طريقة عمل طاجن العكاوي بالبطاطس    فنانات إسبانيات يشاركن في الدورة الثانية من ملتقى «تمكين المرأة بالفن» في القاهرة    محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا.. ماذا قال الجاني عن دوافعه؟ (فيديو)    الجمعة .. انطلاق نصف نهائي بطولة العالم للإسكواش بمصر    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    تعرف على مواعيد عرض فيلم "شرق 12" في مهرجان كان السينمائي    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    نقابة العاملين الأكاديميين بجامعة كاليفورنيا تجيز إضرابا ردا على قمع احتجاجات غزة    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعة بنها وجامعة ووهان الصينية    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    الأحد.. عمر الشناوي ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    يسرا رفيقة عادل إمام في مشوار الإبداع: بتباهى بالزعيم وسعيدة إني جزء من مسيرته    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    مد فترة التقديم لوظائف القطار الكهربائي الخفيف.. اعرف آخر موعد    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تركيا وإيران من أول السطر
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 09 - 2011

بين تركيا وإيران‏..‏ تدور وقائع هذه الجولات‏...‏ فمن قبل كنا قد أفردنا صفحة كاملة بعنوان زيارة إلي الحي الشرقي حيث تتبعنا زيارات سريعة لدول الشرق الاقصي التي تعد لغزا حضاريا. وقد أردنا ومن وجهة نظر ورؤية مصرية أن نقترب و نشاهد علنا نصل إلي تحليل ولو مبسطا لمنطقها الحضاري الذي تطور إلي فكرة دولة متقدمة لها أبجدياتها الخاصة.
فالمبهر في الصين واليابان وكوريا أنهم دول صاحبة حضارات شديدة المحلية. فلا يمكن وبأي حال من الاحوال أن ننقل أبجديات الحضارة الصينية الأم بتفاصيلها الشديدة المحلية والتي تعد الوعاء الأصلي لحضارات الشرق الأقصي إلي بلادنا.
الا ان الدرس المستفاد هو أنه يمكن لأي دولة أن تحقق ذاتها إذا ما كانت مواقفها نابعة من رؤيتها بعيدا عن التأثر بالآخرين, كما أن الثقة والإخلاص للعمل والوطن والعطاء المتواصل, هو ما يمكن أن يوجد لأي بلد مكانة يصعب الاقتراب منها أو تجاوزها.
واليوم وبنفس المنطق نقترب من تركيا وإيران, والدولتان يحكم علاقتنا بهما العقيدة ورابطة الجوار التي تجعلهما يقفان علي ابواب العالم العربي. والأكثر من هذا ما يمكن أن نضيفه اليوم من انهما تتقدمان بأوراق تعارف جديدة مع مصر بعد الثورة. فإيران تريد فتح صفحة جديدة وتركيا تريد تدعيم علاقات تعتقد انها تعود لمئات السنين. ويؤكدها اليوم السيد رجب طيب اردغان رئيس وزراء تركيا الذي يأتي إلي مصر من منطق المؤاخاة واحترام الثوابت المصرية.
ونحن في هذه الجولات التي قام بها ثلاثة زملاء نريد فقط أن نحقق أول التفاتة للمشهد. فهي بطاقة تعارف سريعة لبلاد من الاجدي لنا أن نتعرف فيها علي البشر والحجر وأن نفهم. فحديث الجار ربما يكون من أكثر الاحاديث ودا ولكن قبل أي شئ علينا أن نفهمه ونعرف طبيعة البيت الذي يقطنه قبل أن تتبادل مصر الجديدة أوراق التعارف مع الجار التركي والجار الإيراني اللذين ربما نعود إليهما في أكثر من تحليل في الايام القادمة..
, تراث وحضارة.........]
لقطات من قلب تركيا
نادين حمامة
في تركيا توجد أكثر من مدينة كمدينة اسطنبول التي تغيرت للأفضل بعد أن رأس بلديتها السيد رجب طيب اردغان أعتبرها مدينة الجبال والانهار والجمال والتأمل, مدينة الخضرة والازدهار, ومدينة الحضارة والعراقة والتراث والثقافة. فتلالها العالية ذات المنازل الريفية علي منحدراتها وفوق سفوحها وسط غابات الاشجار تجري بينها الشلالات فهي أسطورة في الخيال تنسيك ما حولك.
وترابزون التي أتحدث عنها أولاهي واحدة من اكبر المدن التركية وهي تقع علي البحر الاسود وتكسو الخضرة والاشجار نسبة30% من مساحتها. فالامطار تهطل طوال العام وتنسدل الشلالات من فوق قمم الجبال إلي الانهار التي تصب في البحر الاسود.
وهي مدينة نظيفة يفخر مواطنوها بتراثها وتاريخها وتعتبر محمية طبيعية ومن أشهر معالمها ايدر هيلز التي تمتاز بالحمامات الطبيعية التي تشفي العديد من الامراض. أما القصور التاريخية والاثرية التي يقع90% منها فوق تلال الجبال فمنها كنيسة سومللا التي تقع في الحديقة الوطنية بمدينة اوزونجول بتركيا وقد بنيت في قلب الجبل منذ ألف وربعمائة عام علي بعد ثلاثة آلاف متر من سطح الأرض. ويستدعي الوصول إليها تسلق الجبل والسير علي الاقدام في طرقها الصعبة, ثم الصعود علي السلالم للوصول إلي قمة الجبل ثم الاتحدار بعد ذلك إلي قلب الجبل للدخول إلي الكنيسة التي تضم صورا لقصة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح منذ ميلاده. كما توجد صورتلامذة السيد المسيح الاثني عشر ودخوله أورشليم وأحد الزعف و بشارة الملاك للسيدة مريم ودفنه.
متاحف مهمة:
وهناك المتاحف الأثرية مثل المتحف الاثري وهو من أهم المتاحف القديمة بتركيا ويقع في مدينة اماسيا ويضم كنوز اثني عشرون امبراطورية قديمة وهياكل الالهة المقنعة وتماثيل الرؤساء, ونماذج من المصاحف المخطوطة بخط اليد والمذهبة. بالاضافة إلي الاسلحة الأثرية وكنوز الفضة العثمانية والاموية, والنمساوية والمجرية والامبراطورية الرومانية. وكتاب الانساب للفترة العثمانية. وأماسيا واحدة من أقدم المستوطنات بتركيا وتقع في منتصف اقليم البحر الاسود ويعود تاريخها إلي العصر النحاسي منذ5500 عام قبل الميلاد وتعد مقر العديد من الحضارات وتمتاز بشتاء معتدل وصيف حار حيث يمكن ان تصل درجة الحرارة في يناير إلي درجتين مئويتين وتصل في الصيف إلي ثلاث وعشرين درجة مئوية. أما قصر اماسيا قصر هارشينا فمن أهم المعالم السياحية ويقع علي قمة جبل هارشينا ويشكل الافق الشمالي من مركز المدينة وبني في القرن الرابع قبل الميلاد في الفترة الهلنستية من كتلة من الصخور ترتفع سبعمائة متر فوق سطح البحر. ويعتبر متحف شهزادلر من أهم المعالم وبني عام1800 ميلادي ويحتوي علي تماثيل من الشمع للسلاطين وامراءالدولة العثمانية ممن خدموا في اماسيا. واماسيا تحكي قصة سبعة آلاف سنة وبها مستشفي أثري منذ عهد السلطان محمد الفاتح بنيت عام1308 وكان من أهم وأشهر الأطباء والجراحين في ذلك الحين الطبيب سبونكو جلو شريف الدين, والذي أصبح طبيبا منذ أن كان في السابعة عشر من عمره وكان يجيد اللغة العربية.
وهناك محافظة سامسون وتشتهر بالمرافق الرياضية الشتوية والبيئية حيث توجد شلالات المياه والبحيرات والينابيع العلاجية. كما انها تعتبر موطن التراث الثقافي حيث يعود تاريخها إلي الفترة العثمانية. ومنها شن كمال أتاتورك الحرب التركية للتحرر ومن أشهر معالمها متحف علم الآثار ومن أهم محتوياته مجموعة من التحف الذهبية, وتاج من الذهب مصنوع علي هيئة أوراق الغار. كما يوجد بالمحافظة أيضا مهرجان البطيخ الذي يحتفل به في الاسبوع الأخير من شهر أغسطس.
وهناك محافظة كوروم ذات التراث الثقافي الفريد ومحافظة نيفشهير وتعد مرتفعات كابادوكيا من أشهر معالمها وتكونت بفعل إنفجار البراكين من داخل الارض مكونة مرتفعات تبلغ أربعين مترا فوق سطح الأرض تاركة بعد خمود تلك البراكين منافذ في تلك المرتفعات بفعل الرياح والمناخ والامطار والانهار عرفت بالمداخن الاسطورية, واستخدمها المواطنون فيما بعد منازل خاصة بهم وعرفت بكابادوكيا.
وإحدي القصص القديمة من كابادوكيا حكاها احد القاطنين حيث انه منذ زمن بعيد كان يوضع علي سطح تلك المرتفعات زجاجة وهو ما يعني ان هناك داخل المرتفع فتاة في سن الزواج, وتذهب عائلة العريس لتفقد اماكن تلك الزجاجات, وإذا وافقت العروس علي العريس أثناء اللقاء تقدم العروس له الشاي بدون سكر.
طهران..زيارة واحدة لا تكفي
أماني ماجد
برغم غياب العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران منذ ما يزيد علي ثلاثة عقود, إلا أنه عندما أتيحت لي فرصة زيارة طهران لمتابعة احد المؤتمرات,جاهدت كثيرا حتي الحصول علي الموافقة في زمن كان الحديث عن زيارة ايران صعبا جدا!!
وحينما سافرت كنت أصل الليل بالنهار محاولة احتواء معالم هذا البلد.. لكن اتضح لي بعد الزيارة الاولي ثم الثانية وبعدها الثالثة-منذ3 اشهر مع الوفد الشعبي- أن سبر أغوار طهران يحتاج لزيارات وزيارات.
فطهران تستطيع ان تكتشفها-انسانيا-منذ ان تطأ قدماك ارض المطار,فمنذ هبوط الطائرة في مطار الامام الخميني تشعر بالالفة والمودة.. فمجرد ان يعرف الايرانيون أنك مصري تجد الابتسامة تعلو الشفاه وتفتح لك القلوب قبل الابواب,ربما لتعدد القواسم المشتركة.. سواء الحضارية أو الدينية حب آل البيت.
وفي طهران تستطيع أن تري كل فصول العام في يوم واحد.. الثلوج علي الجبال, ثم الامطار الغزيرة, وفجأة تبزغ الشمس, وتنهمر المياه من مخرات الجبال, لتجد مشهدا ساحرا. وفي كل الأحوال تغطي الخضرة هذا البلد الجميل,وعلي جانبي الشوارع مجار لتصريف مياه الامطار, فبعد هطول المطر لن تجد شبر مياه.
والزائر لطهران يلحظ للوهلة الأولي ودون عناء-لأن حروف اللغة الفارسية نفس حروف اللغة العربية تقريبا- أن معظم شوارعها تحمل أسماء الشهداء,فتجد شارعالشهيد همتوهو أحد قادة الحرب الإيرانية العراقية,والشهيد قرني,وهو من قادة الباسادران وتعني باللغة الفارسية الحرس الثوري.
و نجد شارع الشهيد مفتح,الذي له منزلة كبيرة في ايران حتي أنهم أطلقوا اسمه علي إحدي محطات مترو الأنفاق بطهران وهي ايستكاه مترو شهيد مفتحوعلي مكتبة كتابخانة شهيد مفتح,ويعتبر الشهيد مفتح دلالة علي العلاقة الوطيدة بين الجامعة والحوزة العلمية والثورة.
وحظي تلاميذ الامام الخميني بهذا التكريم أيضا, فنجد شارعا باسم الشهيد مطهري وآخر باسم هفتي تير,وثالث باسم الشهيد طالقاني( وهو أحد منظري الثورة الإسلامية),وكذلك شارع الملا الصدر( موسي الصدر).
والشعب الايراني كما يقال عنه شعب محب للحياة, يحرص علي الاستمتاع بوقته قدر المستطاع, ورغم نظامه الاسلامي, الذي قد يتخيل البعض معه قلة عدد دور السينما, إلا أن عددها في طهران يص ل ل300 دار,أما شهرتها في السنوات الاخيرة فجعلت أعداءها السياسيين يعترفون بها ويمنحون ممثليها الجائزة تلو الأخري, وبات يطلق عليها السينما النظيفة..فكما غيرت الثورة وجه الحياه في ايران, انعكست أيضا علي السينما.
ولم يقتصر حب الحياة علي السينما, بل ان الايرانيين حريصون علي الاستمتاع بوقتهم قدر المستطاع, فالاجازة الاسبوعية يقضونها خارج طهران, والورد قاسم مشترك في حياتهم.
ولايستطيع زائر طهران ان يغفل السجادالايراني,إما بالشراء وإما بالمشاهدة, فكثيرا ما يتحدث الساسة عن سياسة حياكة السجادة وتعني الصبر والنفس الطويل في التفاوض لتضييع الوقت, فصانع السجادة يستمر من عام إلي3 أعوام, ينسج العقد.. الواحدة تلو الأخري في هدوء وأناة,وبمفرده حتي لا تختلف مقاسات السجادة الواحدة والمسافات بين الخيوط والعقد,لذلك فسعر السجاد الإيراني مرتفع جدا..
وانواعه متعددة,شرحها لي احد المتخصصين في اكبر المعارض. منها مصنوع من الحرير الطبيعي,وهو نادر جدا,وباهظ الثمن,فيتراوح ثمن السجادة الصغيرة ما بين6 و10 آلاف دولار تقريبا. كما أن النقوش وهي ترجع للمدينة التي تنتمي إليها السجادة لها دور في سعرها,وتعتبر مدن تبريز ومشهد وأصفهان,من أشهر المدن في صناعة السجاد.
و يعمل في صناعة السجاد الكثير من الرجال و النساء الإيرانيين, و لا يكاد يخلو منزل في إيران من قطعة من السجاد الفاخر, الذي تعتبره العائلة الإيرانية كالذهب, و يتوارثونه فيما بينهم..وبالطبع تتعدد الانواع بحسب الحقبة التاريخية.
وتبدو معالم الحضارة الفارسية التي تنتمي ايران اليها في المكتبة الوطنية التي تعد أحد أهم الصروح الثقافية في الحضارة الفارسية, وربما تصنف الثانية في الشرق الأوسط, بعد مكتبة الإسكندرية, أو توازيها أهمية,وتمتد المكتبة علي مساحة001 ألف متر مربع, وتتألف من ثمانية طوابق, يؤمها يوميا نحو0081 شخص, وهي لا تغلق ابوابها سوي ثلاثة أيام في العام: في عاشوراء, وفي ذكري وفاة الإمام علي بن أبي طالب, وفي عيد النوروز,وشيدت علي الطراز المعماري الفارسي.
وفي طهران تعددت المتاحف التي تروي تاريخ حضارة عريقة تمتد جذورها لالاف السنين.. والحقيقة أن جمال الطبيعة وروعة المكان وعمق الثقافة والحضارة يجعل من يزور طهران مرة يتلهف علي زيارتها مرات ومرات.
شيراز.. عروس المدن الإيرانية
محمد عثمان
شيراز عروسة المدن في ايران ببساتينها الرائعة الجمال, و بتاريخها القديم الذي يعود الي عصور ما قبل الميلاد. فهذه المدينة ازهرت أيضا بعد الاسلام, ووصلت الي الذروة في العهدين الصفوي والزندي.
وبالقرب من شيراز و علي بعد70 كيلومترا إلي الشمال الشرقي من المدينة التي تعد عاصمة مقاطعة فارس الحديثة توجد بقايا مدينة برسيبوليس التي تشهد علي حقبة مجيدة في التاريخ الايراني ويعتبرهذا العهد التاريخي الايراني القديم من اعظم العصور في تاريخ ايران اذ ترك تراثا ثقافيا هائلا و اثار تاريخية عديدة منها بقايا مدينة برسيبوليس( تخت جمشد بالفارسية الحديثة) وكانت عاصمة الامبراطورية الفارسية خلال فترة حكم الدولة الأخمينية.
تبين الأدلة الأثرية أن اخر آثار المدينة يعود إلي عام515 ق.م., ويعتقدعلماء الاثار أن كورش الكبير اختار موقعها, ولكن داريوش الكبير هو من بني الشرفة الكبيرة والقصور قد أعلنت منظمة اليونسكو برسيبوليس موقعا من مواقع التراث العالمي في عام.1979
وقد تم البناء في مدة تصل إلي مائة وعشرين سنة, بدءا من اام(داروش) مؤسس السلسلة الاخمنة, و تعد بشكل عام من اعظم المناطق التارخة الاثرة في اران بمنجزاتها المعمارة العرقة الموروثة من القدم. و قد ظل القصر مشدا لمدة200 عام حت احترق في عام330 قبل الملاد كما تؤكد الموسوعات خلال هجوم الاسكندر المقدوني, وان كانت توجد بقاا لبعض الاعمدة و التماثل و الدرج الحجري.بالاضافة إلي المتحف الذي ضم قطعا أثرة رائعة تم العثور عله بعد عملات التنقب و البحث في هذا الموقع.
و الاخمينيون هم الذين اقامو أهم امبراطورية كبري في ايران بعد الانتصار علي الميديون واحتلال عاصمتهم وقد بلغت حدود سلطتهم في عهد داريوش الاول من حوض نهر السند شرقا وحتي حدود اليونان غربا.
لم تدم الامبراطورية طويلا فقد تبعثرت بعد هجوم الاسكندر المقدوني علي ايران سنة(331) ق.م و سقطت علي يد الاسكندر فقد هاجم جميع قصور و معابد الفارسيين و منها( تخت جمشيد) ثم أحرقها.
نقش رستم
في بقعة ساحرة يطل الجبل الصخري علي فضاء لانهائي تزينه الخضرة والسحب,الجبل الذي يقع في واد يبعد حوالي12 كم شمال غرب مدينة برسيبوليس الأثرية بالقرب من اصطخر وشيراز في محافظة فارس بإيران يضم نقش رستم.
نقش رستم موقع أثري إيراني يحتوي علي نقوش حجرية منحوتة علي الصخر كما يضم قبور أربعة ملوك من ملوك فارس ونلك القبور منحوتة في الجبل الصخري علي ارتفاع كبير.
يقع نقش رستم الذي يعود تاريخه الي قرون ماقبل الميلاد في الشمال الغربي من تخت جمشيد الصخري علي طريق شيراز اصفهان, و يحتوي علي ألواح و نقوش رفيعة من العهدين الإخميني و الساساني, و مقابر ملوك السلالة الاخمينية.
وبه أحد الأبراج ويعتقد أنها كانت تستعمل بيتا للنار في زمن الديانة المجوسية قبل الاسلام.
ويضم الموقع العديد من الآثار والتي تعود إلي فترات زمنية عديدة تعرض عدد منها إلي الدمار علي مر الزمن يعتقد أن أقدم محتويات الموقع تعود لحوالي ألف عام قبل الميلاد, كما يضم الموقع آثارا تنتمي لعصور متعددة بالإضافة إلي آثار ساسانية وهي الأحدث مقارنة بالآثار الأخري.
ويوجد به منحوتة للملك أردشير الأول يستغيث بالبطل الأسطوري الفارسي رستم وهناك الجدران الحجرية ف واد نقش رستم القرب من برسيبولس شراز حالا ف محافظة فارس الارانية التي يوجد فها أربعه كبار يبلغ طول كل منها أكثر من مائة متر و كذلك عرضه. وهي منقوشة علي جدار حجر.
قلعة كريم الدين
أما عن تاريخ هذه القلعة فيعود لاختيار( كريم خان زند) احد حكام الدولة الزندية في العصر الاسلامي عندما كانت شيراز تعتبر بمثابة العاصمة لإيران, و تشهد ابنيتها الأثرية علي قدمها وبها القلعة التي تحمل اسمه. كما ولد و دفن فيها فطاحل الادب و الثقافة الاسلامية من بينهم الشاعران حافظ و سعدي الشيرازي وهما علمان في دنيا الادب الفارسي, وقد سميت( بدار العلم) نظرا لعراقتها العلمية و الثقافية,.
وتعد مدينة شيراز بشكل عام مركزا لمحافظة فارس, و تقع علي بقعة خضراء من الجبل المسمي ب(الله اكبر) و بارتفاع1540 مترا فوق سطح البحر و تبلغ مساحتها220 كيلومترا مربعا, و لا يتجاوز عدد سكانها مليونا ومائتي ألف نسمة
وفي شيراز كما أشرنا توجد مقبرة الشاعر خواجه شمس الدين الشيرازي الملقب ب(حافظ) لأنه كان حافظا للقرآن الكريم, و يعد من اشهر الشعراء و الادباء, حيث مازالت قصائده الشعرية متداولة في بكل اوساط المجتمع الايراني, وقد أقيمت فوق قبره قبة رائعة علي ثمانية اعمدة و تحيط بموضع القبر مشاهد رائعة للأشجار والورد وأحواض المياه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.