في ظل المخاوف الإسرائيلية من عواقب تصعيد الأزمة مع تركيا, جددت تل أبيب أمس تأكيدها علي تمسكها بضبط النفس وحرصها علي الحفاظ علي علاقتها الطيبة مع أنقرة. فقبل ساعات من عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماع خاص لبحث تطور الأزمة مع انقره. أعرب يولي إديليشتاين وزير الدبلوماسية العامة الإسرائيلي عن أمله في أن تتحلي تركيا بالتعقل في معالجة الازمه بين البلدين. وشدد علي أنه في مواجهة محاولات الجانب التركي المستمرة للتصعيد, لازالت إسرائيل تتمتع بضبط النفس. وأكد أن بلاده لا تصب الزيت علي النار, علي أمل أن تتحلي أنقرة بالعقل قبل تصعيد الأزمة. يأتي ذلك في الوقت الذي وصفت فيه صحيفة ها آرتس الإسرائيلية اجتماع الحكومه الاسرائيليه بانه ليس فقط لتهدئة الأزمة مع انقره, بل أيضا لاتخاذ التدابير اللازمة في حال تدهور الموقف. وأشارت الصحيفة الي أن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو بحث خلال الاجتماع مع وزرائه الثمانية التدهور الخطير في العلاقات الاسرائيلية- التركية بالاضافة الي التدابير اللازمة للتعامل مع الحملة الدبلوماسية والقانونية التي تعتزم أنقرة شنها ضد اسرائيل في القريب العاجل. وأضافت انه في الوقت الذي تعتزم فيه اسرائيل تهدئة الموقف, الا انه من المقرر أيضا ان يدرس أعضاء المجلس الوزاري المصغر امكانية اتخاذ إجراءات تتمكن اسرائيل بموجبها من الرد علي العقوبات التركية في حال تأزم الموقف بينهما بصورة أكبر. ونوهت الصحيفة الي ان الاجتماع عقد في أعقاب مناقشات أجريت بوزارتي الخارجية والدفاع الاسرائيليتين بشأن الأزمة مع تركيا وتداعياتها, حيث تلقي الوزراء إحاطات فيما يتعلق بالموقف من رؤساء الأجهزة الاستخباراتية ووزارة الخارجية فيما يتعلق بحدوث سيناريوهات إضافية محتملة إذا ماتأزم الموقف. وذهبت الصحيفة الي ان كلا من وزارتي الخارجية والدفاع الاسرائيليتين تهتمان بمحاولة درء أي تدهورات اضافية في العلاقات الاسرائيلية مع تركيا, كما ألمح مسئولون كبار بوزارة الخارجية الي انهم سيوصون باتخاذ خطوات من شأنها تقليل حدة التوترات بين الجانبين. وفي الوقت الذي يسيطر القلق علي الجانب الإسرائيلي تجاه زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان للقاهرة خشية ان تؤدي إلي تواجد عسكري تركي دائم في شرق البحر المتوسط, كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن أن صناعة الدفاع التركية نجحت في تطوير نظام تعريفي جديد لطائرات إف-16 المقاتلة بحيث تسمح لها بمهاجمة الطائرات الإسرائيلية. وأشار التقرير إلي أن النظام التعريفي الأمريكي الذي تم تزويد هذه الطائرات به- في السابق- يصنف الطائرات الإسرائيلية علي إنها طائرات صديقة وبالتالي يمنعها من مهاجمتها, ولكن النظام الجديد سيسمح لتركيا بتصنيف الطائرات وفقا لرغبتها, بعد نجاحها في إلغاء النظام الأمريكي القديم. وتزامنت المخاوف الإسرائيلية مع تأكيد صحيفة الجارديان البريطانية أن زيارة أردوغان للقاهرة تعكس رغبة تركيا في قيادة جبهة معادية لإسرائيل في الوطن العربي.