فيلم يا أنا يا هو أول بطولة سينمائية للفنان نضال الشافعي أحد نجوم الكوميديا القادمين بقوة والذين يحملون فكرا فنيا عميقا.. لم يكن مفاجأة لجمهوره والذي سبق واكتشفه في العديد من الأعمال المتنوعة والكثير يعي جيدا قدرات هذا الممثل الذي يجيد التلون والأداء بكل الأشكال.. وقدرته المبهرة أيضا علي الاقناع واستخدامه لكل أدواته التمثيلية والجسمانية لخدمة الدور بكل أشكال الفكرة السيكولوجية ومرض (الفصام) التي قام عليها هذا الفيلم وهي تركيبة مجهدة وتحد لمن يقدمها في أن يستطيع أن ينجح ويخرج من فخ أن تسقط منه احدي الشخصيتين.. وألا يكرر نفسه وهذا ما فعله وبنجاح.. فكان نضال شخصية سعيد الإنسان الطيب بتفاصيلها وكان شخصية حازم الشرير بتفاصيل أخري بعيدة تماما في كل شيء.. وكأن كل دور قدمه ممثل غير الآخر. الفيلم قدم كشكل من الأشكال غير المعتادة عليها السينما أو التي تقدم نادرا وهي الفاميلي سينما التي يستطيع كل أفراد الأسرة مشاهدته دون خجل من مشهد أو جملة مبتذلة في سيناريو بسيط كوميدي قدمه المؤلف أحمد حجازي والذي لم يشوه التيمة الأساسية أو الفكرة المقتبس منها الفيلم وهي الفكرة العالمية التي قدمت في العديد من الأفلام الأجنبية والهندية كل بما يشبه مجتمعه وتفاصليه علي العكس قدمه بشكل مصري يحترم عقلية المشاهد بدون ادعاءات زائفة أو ابتذل.. والجدير بالذكر أن كبار نجوم شباك السينما معظم أفلامهم هي اقتباس واضح من أفلام أجنبية وهذا لا يعيب العمل الفني وإن اضفاء الروح المصرية عليه هي سر التميز. ونجح المخرج تامر بسيوني في أولي تجاربه الاخراجية أن يخرج بفيلم كوميدي يحاول الوصول فيه لشكل غير متعارف عليه لدينا أو مستهلك.. شكل أقرب للسينما الأجنبية من ادارته للممثلين وتركيزه علي زوايا اخراجية جديدة للمشاهد.. أما الاستايلست داليا يوسف فكانت أكثر من مبدعة في رسمها للشخصيتين الرئيسيتين في الفيلم سعيد و حازم بشكل تفوقت فيه علي نفسها بأدق التفاصيل.. والموسيقي التصويرية لمحمد يحيي كانت متناغمة في كثير من المشاهد وموفقة مع الحدث الذي تتعرض له إحدي الشخصيتين.. ونجح محمد يحيي أيضا أن يجعل الموسيقي من روح الشخصية بذكاء يحسب له. وقد يكون لهذا الفيلم ثلاث بطلات جميلات.. ريم البارودي أول اطلالة حقيقية لها في السينما.. وإن لم يكن بالدور ولكن بالتفاصيل التي تستفز الممثلة ريم والتي صعدت دراميا هذا العام بقوة إلا أنها أعطت بقدر استطاعتها وكانت وجها جميلا ربحته السينما الفترة القادمة.. ليلي أحمد زاهر الطفلة التي مازالت تحافظ بموهبتها علي براءتها وتؤدي من منطقة اللا تمثيل وكانت من أجمل مشاهد الكوميديا التي جمعتها بنضال الشافعي ونزوله لهذه الطفلة بشخصية سعيد. نيرمين ماهر وإن لم تكن تركيبة دورها جديدة عليها إلا أنها كانت لديها مشاهد استجوبت التمثيل وقدمتها بشكل جيد جدا.. ولطفي لبيب كعادته من الكبار الذين يضيفون روحا وبهجة علي العمل الفني الذين يشارك فيه.. وفي النهاية نخرج من هذه التجربة بفيلم اجتهد فيه صناعه بكامل طاقتهم في اطار ما وفر لهم من امكانيات.