فطن المجتمع الدولي إلي أهمية توافر المياه الصالحة لكل الانشطة وليس للشرب فقط, وكذلك توافر خدمات الصرف الصحي وتحسين مستوي المعيشة بالارتقاء بالعادات الصحية العامة, كما أعلن برنامج الأممالمتحدة للبيئة أن تكون الفترة المقبلة حتي عام20150 هي حقبة المياه للحياة كأحد التعهدات الدولية لتحديد الإجراءات اللازمة الوضع موضوعات المياه ذات العلاقة بالتنمية علي قمة أجندة اهتمامات العالم. في الوقت نفسه, توجد العديد من مصادر التلوث المختلفة التي تهدد الموارد المائية في مصر وتؤثر علي نوعية المياه وصحة المواطن المصري وهي تبدأ بالصرف الصناعي غير المعالج والصرف الصحي المعالج جزئيا أو غير معالج كاملا بالاضافة إلي التلوث الزراعي والمخلفات الصلبة التي تغطي معظم المجاري المائية المكشوفة, أما غير المعروف أنه ملوث للموارد المائية بشكل مباشر ومؤثر هي المزارع السمكية بالمجاري المائية العذبة بعد تغذيتها وعلاجها بالمخالفة للقوانين والمواصفات بالإضافة إلي ضخ المياه مياه الصرف الصحي إلي الخزانات الجوفية عن طريق القيسونات بالقري والمدن الكبيرة علي حد تعبير الدكتور أشرف سليم استشاري السموم بقصر العيني جامعة القاهرة, حيث أوضحت دراسة علمية أجراها فريق بحثي من مركز السموم أن دفن المخلفات الصلبة من المستشفيات كأفلام الاشعة والمواد البلاستيكية صعبة التحلل تعتبر من أخطر أنواع الملوثات بالاضافة إلي مخلفات المجازر ومصانع تصنيع اللحوم التي تلقي في المجاري المائية وأشار صبري عبداللطيف رئيس مدينة أسوان الأسبق إلي خطورة إهمال مشاريع الصرف الصحي للقري الواقعة علي ضفاف نهر النيل وخصوصا الجزر النيلية المأهولة بالسكان لأن بيارات المنازل تصب كلها في النيل لانخفاض مجري نهر النيل عن المنازل المقامة حوله من أسوان حتي الإسكندرية وأوضح أنه في أسوان يعد نهر النيل مصرفا طبيعي للمياه الجوفية لأنه منخفض عن الرقعة الزراعية فمن الجنوب إلي الشمال من السد العالي نجد قرية الشلال وجزر هيصة وسهيل وأسوان وقري غرب أسوان مثل الكوبانية والحربياب, وفي دراو قرية بميان غرب النيل وجزيرة المنصورية وجزيرة أقليت وفارس وبيساو بالكجوج تصرف كلها علي النيل وأضاف بأنه لو تم حصر هذه المواقع علي مستوي مصر وتمت اقامة خطة عاجلة لإنهاء مشروعات الصرف الصحي المعلقة والمتوقفة سوف تحل مشكلة تلوث المياه في مصر وتتوقف معها فواتير العلاج الباهظة التي تتكبدها خزانة الدولة من تلوث المياه وأضاف عبداللطيف بأن توجيه اعتمادات الصرف الصحي للقري الواقعة علي ضفاف النيل والجزر المأهولة بالسكان يجب أن يكون متزامنا مع جهود وزارة البيئة التي أعلنها المهندس ماجد جورج بوقف69 منشأة صناعية تقوم بالصرف الصناعي علي نهر النيل وتحويل صرفها إلي شبكة الصرف الصحي. أما حسن عطية عضو مجلس محافظة القليوبية السابق ورئيس الجمعية الخيرية بالجبل الأصفر فحذر من خطورة إلقاء حمأة الصرف الصحي أو ري المزارع والحقول بمياه الصرف غير الصحي وغير المعالج من بيارات منازل القري المحرومة من مشاريع الصرف الصحي لأن هذه المياه تعد خليطا من الملوثات التي تخرج من البيوت وتسبب أمراضا خطيرة مثل بواقي الأدوية والمبيدات الحشرية والكيماوية وتمت مناقشتها في مجلس المحافظة لوقف تفاقمها ولنشر الوعي الصحي والبيئي بطرق التعامل مع المخلفات الملوثة ولسرعة البت في مشاريع الصرف المتوقفة للحد من تفاقم الموقف الخطير.