قبل زيارة أردوجان! تمثل الزيارة المرتقبة والوشيكة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان إلي القاهرة فرصة لفتح ملف بالغ الأهمية حول علاقات العالم العربي بدول الجوار الإقليمي. خصوصا مع تزايد الحديث في مصر عن ضرورة تنشيط دورها المحوري عربيا وإقليميا. إن الحديث عن دور مصري نشيط في فضائها العربي ومحيطها الإقليمي يتطلب حسما واضحا وصريحا لمنهج التعامل العربي- ككل- مع التحديات الإقليمية خصوصا أن خطوط التماس العربية مع بعض الجيران من غير العرب مازالت تمثل بؤر توتر بعضها ظاهر وواضح وملموس وبعضها كامن ومختبيء ومدفون ولكن إشارات الخطر من داخل هذه البؤر لا يمكن أن تغييب عن فطنة أي مراقب سياسي يتابع التطورات الإقليمية ويفهم مدلولاتها وامتداداتها! لا بد من خارطة طريق عربية يمكن لمصر أن ترسم المسودة الأولي لها علي شكل خطوات إجرائية تستهدف- كنقطة بداية- تفادي أية سياسات تؤدي إلي تعميق التناقض بين دول العالم العربي ودول الجوار الإقليمي- خصوصا إيران وتركيا وإثيوبيا- والعمل بصدق علي تعظيم القواسم المشتركة علي طريق دعم الأمن الإقليمي بإحياء المبادرة المصرية لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وهذا الذي أتحدث عنه بنظرة تفاؤلية لا ينبغي أن يخفي عن عيوننا وجود مشكلات عميقة علي صعيد العلاقات العربية التركية تتمثل في مشكلات الحدود المشتركة والأنهار المشتركة- خصوصا مع العراق وسوريا- وكذلك شئون الأقليات وبالذات الأقلية الكردية التي تري حكومة أردوجان أنها تمثل الشوكة في الجسد التركي وأن هذه الشوكة تستمد جزءا كبيرا من قوة صمودها واستمرار طموحها للانفصال أو طلب الحكم الذاتي من خلال تحركات وفعاليات الأقليات الكردية المماثلة في كل من العراق وسوريا. ومع التسليم بأن اقتراب سياسة أردوجان من نبض الشارع العربي بعد القرارات التركية الحازمة- سياسيا وإعلاميا- تجاه إسرائيل تمثل مؤشرات مبشرة لمستقبل العلاقات العربية التركية لكن لغة المصالح تظل هي الفيصل في تعزيز أو تراجع هذه المؤشرات خصوصا وأن خريطة المصالح واسعة ومتعددة.. وأيضا فإنها ليست خالية من تناقضات يمكن فهمها واستيعابها! خير الكلام: ليس من الضروري أن يكون كلامك مقبولا... المهم أن تكون صادقا! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله