جامعة السويس تستضيف مهرجان الأنشطة الطلابية    بعد قليل، بدء محاكمة المتهمين في نشر أخبار كاذبة بواقعة طالبة جامعة العريش    تجديد حبس 3 أشخاص متهمين بتجارة الأسلحة في المرج    بالصور- يحملون الصليب والسنبلة وقلب الورود.. أقباط بورسعيد يحتفلون بأحد السعف    بسبب وراثة غير طبيعية.. سيدة تلد طفلا ب 12 إصبعا    ألفا طالبة.. 4 محافظات تحصد المراكز الأولى ببطولة الجمهورية لألعاب القوى للمدارس -تفاصيل    نقيب أطباء مصر: لن نقبل بحبس الطبيب طالما لم يخالف قوانين الدولة    عضو جمعية مستثمري جمصة: 4 إجراءات إصلاحية عاجلة تساعد المصدرين على تحقيق 145 مليار دولار    تباين أداء مؤشرات البورصة في مستهل تعاملات اليوم الأحد    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد (موقع رسمي)    توريد 57 ألف طن قمح لشون كفر الشيخ    مصرع 20 شخصا في انفجار بقاعدة عسكرية بكمبوديا    زيلينسكي يشجب الهجمات الروسية على البنية التحتية للغاز    مصادر فلسطينية : مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى    السفير الروسي بالقاهرة: مشروع الضبعة النووية رمزًا للصداقة بين موسكو والقاهرة    إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويصيب 33 آخرين في «قوانجتشو» الصينية    موعد مباراة أرسنال وتوتنهام في الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة    لم أرَ لمسة اليد.. مخرج مباراة الأهلي ومازيمبي يفجر مفاجأة بشأن تدخله في الهدف الملغي    إنتر ميلان يلتقي تورينو في يوم الاحتفال بالدوري الإيطالي    المصري والداخلية.. مباراة القمة والقاع    إحالة أوراق المتهمين بقتل أب وترويع نجليه في الشرقية للمفتي    الأزهر للفتوى الإلكترونية: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة أمر محرام    حالة الطقس المتوقعة غدًا الإثنين 29 أبريل 2024 | إنفوجراف    رجل يقتل زوجته أمام أطفالهما وأمها في الغربية ب 8 طعنات    ضبط وإعدام 1.25 طن من الأغذية غير المطابقة للمواصفات    6 متنافسين بينهم مصري وحيد، إعلان الفائز بجائزة البوكر العربية اليوم    السيسي: صرفنا مليارات الدولارات على الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات لهذا السبب    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من مليون مواطن فوق ال 65 سنة    كان محقا في غضبه.. شيرار يقف بجانب محمد صلاح ضد كلوب    رئيس الوزراء يلتقى كريستالينا جورجيفا المدير العام لصندوق النقد الدولى    جدول عروض اليوم الرابع من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    الرئيس السيسى: إنشاء رقمنة فى مصر تحقق التقدم المطلوب    ثوران بركان في إندونيسيا والسلطات تدعو السكان للابتعاد عن المنطقة (تفاصيل)    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    ذهاب وعودة.. السكة الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد احتفالا بشم النسيم (تفاصيل)    بدء التشغيل التجريبي لوحدة كلى الأطفال الجديدة بمستشفى أبوكبير المركزي    أحمد مراد: الشخصيات التاريخية التي يمكن تحويلها لأعمال فنية لا تنضب أبدا    توافد الأقباط على الكنائس للاحتفال بأحد الزعف في المنوفية.. صور    مش هتقطع تاني.. توجيهات جديدة من الحكومة لوقف انقطاع الكهرباء.. اعرف الأسباب    شكوك حول مشاركة ثنائي بايرن أمام ريال مدريد    وزير المالية: آخر فرصة للاستفادة من مبادرة سيارات المصريين بالخارج .. غداً    غدا.. «بلينكن» يزور السعودية لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن    العودة في نفس اليوم.. تفاصيل قيام رحلة اليوم الواحد للاحتفال بشم النسيم    إعلان اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية 2024 اليوم    بعد اتهامها بالزنا.. عبير الشرقاوى تدافع عن ميار الببلاوى وتهاجم محمد أبو بكر    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    لعدم الإحالة إلى لنيابة.. ماذا طلبت التموين من أصحاب المخابز السياحة؟    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناء‏..‏علي طريق التنمية

أبدي المسئولون عن ملف سيناء في المجلس الأعلي للقوات المسلحة اهتمامهم بندوة الأهرام عن سيناء والتنمية الحضارية المنشودة لها راجع الجزء الأول من الندوة يوم الجمعة الماضي وعبروا عن اهتمامهم بالموضوعات والأفكار التي طرحتها وترقبهم لما سيجئ بالجزء الثاني عند نشره اليوم. وأكد المسئولون ان تنمية سيناء هي بالفعل مشروع قومي في مقدمة أولويات العمل الوطني. ومن ناحية أخري فان القانون الخاص بسيناء سيصدر خلال أيام متضمنا أهداف تنميتها باعتبارها وحدة واحدة تحت إشراف آلية محددة من المقترح ان يكون اسمها اللجنة العليا لتنمية سيناء برئاسة شخصية مهمة بدرجة نائب رئيس وزراء يعاونه مجلس ادارة يضم مجموعة من أهل الخبرة والرأي وبينهم مسئولون بحكم مناصبهم وكذلك بعض من أبناء سيناء فهم شركاء التنمية وهدفها.
هذا..وكانت ندوة الأهرام قد استعرضت الموقف الحالي في سيناء ومخطط تنميتها في اطار مخطط مصر2050 الذي أعدته هيئة التخطيط العمراني واستهداف ان يصل عدد المقيمين فيها الي نحو ثمانية ملايين نسمة حيث سيصل تعداد المصريين الي ما بين140 150 مليونا كما ناقشت عددا من الأفكار..واليوم نستكمل الحوار الذي يكشف حقائق مثيرة ومنها ان مركزين حديثين لبحوث الصحراء وأساليب الري المتطورة قد تم انشاؤهما في سيناء لكن حكومة ما قبل ثورة يناير تركتهما دون تشغيل فأصبحا من الأطلال!
ومن الحقائق أيضا انه يوجد بسيناء أكثر من ألف نوع نبات وتحديدا نحو1500 نوع من مختلف الأنواع ومنها الطبية والعطرية..وهي نباتات بالغة الأهمية ولها أصول جينية عالية الكفاءة..ومع هذا..فاننا نهملها دون استثمار حقيقي!
ومن المثير أيضا ان اسرائيل تسرق المياه الجوفية.. فضلا عن مياه السيول 200 مليون متر مكعب سنويا لأننا لا نختزنها!!
ولقد تطرقت الندوة الي نواحي عديدة..وأجمعت الآراء علي ان سيناء غنية خصبة ببشرها وأرضها ومواردها الطبيعية وان تنميتها حضاريا ضرورة يمكن تنفيذها فورا من خلال مشروعات ذات جدوي اقتصادية..ولكن المهم هو توافر الإرادة السياسية والقرار..
ونستأنف الحوار:
الدكتور إسماعيل عبد الجليل: إنني أتفق مع سبق وذكره المهندس إبراهيم محلب من ان تنمية سيناء هي المشروع القومي الذي يجب ان نحتشد لتنفيذه وهذا يتوقف أولا علي الإرادة السياسية. وبحكم تجربتي في العمل بسيناء اكثر من ربع قرن..فان هذه الإرادة غير متوفرة حتي هذه اللحظة. وكما قلتم فانه توجد دراسات عديدة عن سيناء وكما ذكر الدكتور مصطفي مدبولي فانها يمكن ان تستوعب ثمانية ملايين مواطن..بل وأكثر..وسأعطي لكم مثلا عن عدم وضوح سياسة الحكومة فان مشروع ترعة السلام المتفرعة من نهر النيل بدأت عام1989 وكانت التكلفة المقدرة في ذلك الوقت سبعمائة وثلاثة ملايين جنيه علي أساس ان التنفيذ يستغرق أربع سنوات أي حتي سنة1993 ولكن لم يحدث شئ وأعيد النظر في الدراسة مرة أخري عام1994 حيث ارتفعت التكلفة لتصبح3.3 مليار جنيه.(!!). وأيضا لم ينفذ المشروع وجري تحديث للدراسة عام1996 لترتفع التكلفة الي4.3 مليار جنيه(!!) ولم ينفذ شئ..وفي عام2002 تجددت الدراسة لترتفع التكلفة الي6.8 مليار جنيه(!!).. وفي العام التالي حررت الحكومة سعر الصرف فارتفعت التكلفة وتعثر المشروع الذي كان قد بدأ..فتوقف دون استكماله!
وإذا كان قد قيل ان ترعة السلام تخدم ربعمائة ألف فدان..فان هذا كلاما غير دقيق ذلك انه من هذه المساحة يوجد135 ألف فدان في منطقة السرو.. و..القوارير وهي أرض منبسطة ومن أخصب وأجود الأراضي..لكنها تحتاج الي محطة رفع لارتفاع منسوبها ما بين9070 مترا..والمحطة تتكلف كثيرا. وبالتالي فان هذه الأراضي رغم جودتها غير مستغلة لأنها في حاجة الي مستثمرين يدفعون تكاليف محطة الرفع والاستزراع..وحتي الآن لم يحدث!!
أما عن باقي المساحة أي الربعمائة ألف فدان فقد صدر بشكل مفاجئ قراران جمهوريان سنة2006.. وهما يختصان بنقل تبعية مشروع ترعة السلام والأراضي التي ترويها..من وزارة الموارد المائية والري..الي وزارة الزراعة وكذلك نقل مشروع توشكي من الري الي الزراعة أيضا..وكانت النتيجة ان عملية الاستلام والتسلم من هذه الوزارة الي تلك..استغرقت عامين وخلال هذه الفترة ضاعت مساحات كبيرة من أراضي سيناء الواقعة في زمام الترعة نتيجة وضع اليد.. وادراك الناس ان لهذه الأراضي..مستقبلا كبيرا!. واذكر ان محافظ شمال سيناء وقتها كان يتصل بي معربا عن استيائه لأنه لم يكن يعلم بالقرار الجمهوري..ولأن عملية التسليم والتسلم طالت ولا يعرف لماذا وأتاحت الفرصة لوضع اليد!!
اذن..ما هو الوضع حاليا
اننا نرجو ان يستمر الاهتمام وتتوافر الارادة السياسية..وفيما نعلم حتي الآن فان قرارا سيصدر بانشاء اللجنة الوطنية لتنمية سيناء ويكون لها رئيس ومجلس ادارة يضم مسئولين بحكم مناصبهم وخبراء وشخصيات عامة وممثلين لأبناء سيناء..وبحيث يكون هذا الكيان مسئولا عن تنمية سيناء كلها والتصرف في الأراضي تمليكا و حق انتفاع وفق القرار..
وأعود الي مشروع ترعة السلام والي المساحة المقدر ان ترويها وهي ربعمائة ألف فدان..وأقول لكم رقما مفزعا وهو ان الحكومة لا تسيطر الآن الا علي مساحة تتراوح بين10070 ألف فدان..أما الباقي فقد ضاع بوضع اليد..فهل ستستعيدها الحكومة..وكيف
وبالنسبة لترعة السلام نفسها فقد حصلت مصر علي موافقة الأخوة في دول حوض نهر النيل بصعوبة وعلي أساس ان سهل الطين ومناطق أخري في سيناء كانت جزءا من الدلتا وانه كانت للنهر أفرع تمتد الي سيناء..وهكذا جري شق الترعة من تحت مجري قناة السويس..ولكن مياه الترعة مخلوطة بمياه الصرف الزراعي..
ولقد كانت فكرة خلط المياه..غير جيدة في رأيي وكان الأفضل ان يكون لكل نوع مسار بمفرده..بحيث يتم الري أكثر من مرة بترعة الصرف ثم يجري ري الزراعة بمياه النهر لغسيل الأراضي..والنتيجة تصبح ممتازة..وقد جربنا هذا بنجاح في مركز بحوث الصحراء وشاهدها وعاين الزراعة الدكتور محمود أبو زيد..ولكن يبدو ان انشاء مجري لكل من النوعين كان يتكلف ماليا..فلم يحدث!
علي أي حال..ان هذه الترعة تستهدف حسب المخطط لها تغذية الأراضي السيناوية لزيادة المساحة المزروعة المنتجة..وبالتالي اقامة المجتمعات العمرانية..وهنا لابد من التأكيد علي ان يرتبط توزيع الأراضي وتخصيصها.. بكيفية استثمارها..وفق برنامج زمني محدد..
وأراضي سيناء كما قلنا تصلح للزراعة لكنها تحتاج الي اهتمام ولقد حاولنا ذلك..ولكن وجدنا معوقات..واسمحوا لي ان أروي لكم تجربتي. فقد كنت رئيسا لمركز بحوث الصحراء..وفوجئت بأن حكومة الدكتور عاطف عبيد قد خصصت خمسين فدانا في التجمع الخامس القاهرة الجديدة لبناء مقر للمركز..ورصدوا في ميزانيته مبلغا لدفع أقساط ثمنا لهذه الأراضي..لكني اعترضت فان مر كز بحوث الصحراء كما في كل الدول لابد وان يكون في الصحراء..لهذا فقد حولت. المبلغ الموجود في الميزانية لشراء أراضي في سيناء حيث يكون مقر المركز وتجاربه العملية وبالفعل اتفقت مع وزير الموارد المائية والري وقتها الدكتور محمود أبو زيد الذي خصص لهذا الغرض خمسمائة فدان في أراضي منطقة بالوظة بشمال سيناء..وخططنا وصممنا وجري البناء فعلا مراعيا كل الظروف واذا بوزارة التخطيط توجه لي الاتهام بأنني ارتكبت مخالفة دستورية لأنني نقلت البند من شراء أرض في التجمع الخامس الي بالوظة..دون موافقة الوزارة. وحدثت ضجة. والمهم ان المقر الموجود الآن في بالوظة مغلق مهمل رغم انه تكلف اكثر من15 مليون جنيه..وفيما علمت فان حكومة الدكتور نظيف كانت تفكر في العودة لانشاء المركز في التجمع الخامس!!
وهذا دليل علي ما ذكرناه عن عدم توفر الارادة السياسية..لأن هدف اقامة المركز في بالوظة ان يهتم عمليا وميدانيا بتنمية أراضي سيناء..وبنفس المنهج أسست وزارة الموارد المائية والري مركزا تكلف نحو ستة ملايين جنيه علي مساحة450 فدانا في مدينة بئر العبد بشمال سيناء يختص بالإرشاد والبحث في مختلف طرق الري..وأفضل أساليب استخدام المياه..وكنت أري بضمه الي مركز بحوث الصحراء أو التنسيق معه..لكن لم يحدث..وهو الآن مغلق مهمل..أيضا!!
هذه مجرد أمثلة عن عدم الاهتمام..
وأؤكد ان سيناء غنية بمواردها وإمكانياتها..ومثلا فان مصر بها ألفين وخمسمائة 2500 نوع نباتي..وتفخر سيناء بأن بها نصف عدد الموارد النباتية الوراثية الموجودة في مصر واذكر لكم انه اثناء عملي رئيسا للمكتب الزراعي بسفارة مصر في واشنطون العام الماضي حضرت اجتماعا للزراعة في الأمم المتحدة وفوجئت بوزير الزراعة الإسرائيلي يتجه نحوي وقال لي انهم يعرفون أنني أنشأت بنك جينات زراعية في الشيخ زويد بسيناء وذكر لي أنهم كانوا خلال فترة الاحتلال قد أجروا تجارب علي بعض النباتات لكن بعضها لم يستكمل..وأنهم لا يزالون في حاجة إلي استكمالها!!
وهذا يدل علي ان أصول النباتات الزراعية عندنا لها أهمية جينية عالية جدا..وهي لا تستخدم فقط في الدواء أو كيمائيا..وانما تستخدم أيضا في الهندسة الوراثية علي مستوي عالمي متقدم.
من هنا. فانني أشدد علي تنمية سيناء علميا وبوعي..وأري عدم تجزئة الأرض بتوزيع خمسة أو عشرة أقدنة مثلا علي كل مزارع وانما النظام التعاوني هو الأفضل والأنسب.. وأؤيد الاهتمام بالمحاصيل البستانية ومنها الزيتون ونبات الجوجوبا الذي تستخرج منه أرقي الزيوت ويدخل في صناعات العطور وغيرها..كما ان هذه الزراعات تؤدي الي إنشاء صناعات قائمة عليها وتكون في سيناء أيضا مما يخلق فرص عمل متنوعة ويكون من مقومات إنشاء المجتمعات العمرانية..وبالمناسبة..اننا نهمل في تسويق والتباهي بمنتجاتنا..ومثلا فانك عندما تسافر علي طائرة أمريكية يقدمون لك مع الطعام أو المشروبات فول سوداني ومعه ورقة تقول انه من انتاج فيرجينيا..مثلا..بينما في الطائرة المصرية يقدمون لك أناناس..وكان الأجدر ان يقدموا خوخ سيناء.. مثلا..وهكذا..لكنا لا نعرف التسويق الجيد..وهذا العام عاني أبناء شمال سيناء من عدم القدرة علي بيع إنتاج الزيتون..لا في الخارج ولا في الداخل!!
محمود مراد: معك حق تماما..فكيف يكون تسويق الزيتون..مشكلة بينما اسواق عديدة تطلبه ومنها مثلا دول أمريكا اللاتينية كما لمست بنفسي بل وغيرها!! وبالنسبة لوضع اليد وما يسبب ذلك من مشاكل..فإنني اقترح ان تكون سياسة الدولة واقعية وتتعامل مع المواطنين في مرونة..ومثلا..فان واضع اليد اذا كان قد زرع الأرض فلا مانع من تمليكه وفق القواعد..واتصالا بهذا..فانه يجب تمليك كل من زرع وأنتج..مع اتباع نظام التعاونيات بما يتيح استخدام الميكنة والتقنيات الحديثة في الزراعة وأساليب الري..وكذلك التصنيع والتسويق..وهكذا يكون الأسلوب في استثمار كافة الموارد..
الدكتور محمد البهي عيسوي: أود التعليق علي ما قيل حول إمكانيات استثمار الموارد مثل تصنيع الأسمنت واستخراج الرخام وصناعة الزجاج من رمال سيناء..فهذا كله ممكن..لكن السؤال هو: لماذا وهل للمشروع جدوي اقتصادية والي أين يذهب الإنتاج
وبالنسبة لتخطيط سيناء فانه لابد من الاعتماد علي معلومات حقيقية فانه يوجد بها رخام وهو موجود في معظم الأراضي المصرية لكني لا أعتقد ان بها فوسفات حاليا
محمود مراد: بالنسبة للمشروعات مثل الأسمنت والزجاج والرخام وغيرها..فانه لابد ان تكون لها جدوي..وهي كما أكدت الدراسات ستنجح..وإمكانيات التصدير موجودة والمهم تنشيط التسويق الذكي مثلما قلنا عن الزيتون ولعلنا نشير انه يوجد في العريش ميناء بحري مهم علي البحر المتوسط في شمال سيناء كما يوجد مطار..ونفس الحال في الجنوب اذ يوجد أكثر من مطار..و..ميناء نوبيع..فضلا عن الطرق البرية..وإعادة إحياء خط السكة الحديد..
المهندس صلاح حجاب: ان التقنيات الحديثة ومنها صور الأقمار الصناعية..تكتشف ما في باطن الأرض من معادن. وبالتالي تكون دراسة جدواها..
الدكتور محمد البهي عيسوي: للحكم بدقة علي المعادن لابد من تحليلها..وهناك بالفعل معادن مثل المنجنيز والحديد فانني أعرفها بالمشاهدة بالعين..لكن هناك غيرها لابد من تحليلها ولا تعرف بمجرد المشاهدة مثل اليورانيوم والسوريام والزركونيوم..وفيما أري فان منجم المنجنيز في سيناء قد نفدت لأنها تعمل منذ سنة1910 ولا يتبقي الا القليل..لكن يوجد الكولين وتوجد الرمال لصناعة الزجاج وغير ذلك..لكن لابد من التدقيق. أما بالنسبة للزراعة..فانه لابد من دراسة مصادر المياه وكمياتها..
المهندس توفيق الشريف: لقد تعودت سيناء علي المناسبات..فهذا لسمك السردين.. والآخر لطيور السمان والثالث للحصاد وهكذا..والآن ظهر نوع جديد من المواسم ففي كل ذكري لتحرير سيناء يكثر الحديث عنها ويهتم الاعلام بها وبتعميرها..ونرجو ألا يكون الاهتمام الآن.. موسميا ولذلك فإنني أقترح ان يتبني الأهرام تشكيل هيئة شعبية من الاعلاميين والسياسيين شيوخا وشبابا لتجتمع دوريا وتتابع ما يحدث في سيناء وتضغط لسرعة التنفيذ..وحتي لا ينام الموضوع.
إنني أطالب الأهرام بتبني انشاء هذه الهيئة..لأن تعمير سيناء..مسألة حتمية ومشروع قومي..وكانت هناك أيد خفية تعرقله!! ولذلك أنضم الي ما قيل عن ضرورة ان تتوافر أولا: الارادة السياسية هل تريد تعمير سيناء..أم..لا ويجب معرفة ان اسرائيل لا تريد بل تخطط للاستيلاء عليها أو..لجعلها موطنا للفلسطينيين حلا للمشكلة الفلسطينية!! وأقول لكم..ان اسرائيل تسرق المياه الجوفية من سيناء ولهذا أيضا وكما يقال فانها تعبث في منابع النيل. ومرة أخري أطالب باستمرار الاهتمام..وحل مشكلة تمليك الأراضي لأبناء سيناء..وحسن اختيار أبناء الوادي الذين سينتقلون للعمل والاقامة في سيناء. وأتفق علي أهمية التنمية البشرية للسيناويين تعميقا للانتماء والمواطنة فهم جنود وحراس الوطن والرباط علي الحدود..ومرة أخري أقول ان تعمير سيناء..مشروع قومي استراتيجي..لا يجب ان يرتكز فقط الي الجدوي الاقتصادية وحدها..فان له مردودا أكبر وأهم..
محمود مراد: أتفق معك في انه لا ينبغي قياس المشروعات بمقياس الربح والخسارة مثل أي مشروع في أي مكان آخر..ولابد من التنمية البشرية والاهتمام أساسا بالمواطن السيناوي والعمل الثقافي..
الدكتور اسماعيل عامر: بحكم تخصصي..فان سيناء يجب فعلا ان تكون عند وضع مخطط تنموي لها..وحدة واحدة..وتعقيبا علي ملامح المخطط الذي عرضه الدكتور مصطفي مدبولي راجع المنشور يوم الجمعة الماضي بتاريخ2 سبتمبر2011 فانه لكي نقيم مدينة مليونية في سيناء أمام بورسعيد وأخري أمام السويس..فانه لابد من اقامة شبكة من التجمعات العمرانية تتدرج حسب مقوماتها..وملحوظة أخري هي انه لابد من عرض المخطط العام علي الرأي العام للمشاركة الشعبية..
الدكتور مصطفي مدبولي: هذه أول مرة نتحدث فيها عن المخطط..وعندما ننتهي منه أعد بأن نجئ الي هنا لمناقشته..كما سنعرضه في جمعية المهندسين..وكذلك في سيناء..
الدكتور مصطفي الشناوي: إن تنمية سيناء مشروع قومي مهم ولابد ان نتكاتف لتنفيذه ونجاحه..ومن الضروري كما قيل ان تكون الأولوية لأبناء سيناء وللتغلب علي مشكلة المساحات الصغيرة للأرض الزراعية فانني أقترح تأسيس شركات يسهم فيها المواطن بأرضه حسب مساحتها لتقوم بالزراعة المتطورة والتصنيع الزراعي والتسويق وما الي ذلك..علاوة علي المجتمعات العمرانية..
المهندس عصام صفي الدين: لقد ذكر الزملاء كثيرا مما كنت أود قوله..ولعلي أضيف انه من المهم ان تكون التخطيطات والتصميمات بفكر مستحدث ومدروس وبما يلائم البيئة واقامة منشآت غير تقليدية. وأشدد علي الاهتمام بشبكة المواصلات البرية بما فيها السكة الحديد والبحرية والجوية..
الدكتور شريف صبري: ان ما قيل عن سيناء بمقوماتها يؤكد انها اقليم واحد متكامل بامكانياته..وهذا ما قالته دراسات سابقة شاركنا فيها..وكل ما نرجوه سرعة تشكيل الجهاز الذي سيتولي شئون تنمية هذا الجزء الغالي من الوطن وحتي لا تحدث مشروعات خارج المخطط وقد تتعارض معه.
الدكتور أحمد الخولي: كل ما قيل مهم..وأريد فقط التأكيد علي ان الدولة يجب ان تقوم وبنفسها بتنفيذ المشروعات خاصة الكبري..وان لا يكون حساب جدوي المشروع تقليديا بالربح والخسارة..وأقول انه لا يجب التردد أو التخوف فقد قام زملاء لنا بدراسات ميدانية اتضح منها وجود مساحات هائلة قابلة للزراعة منها40 ألف فدان في وادي جراف بوسط سيناء..أما عن المياه فان السيول تنهمر علي سيناء سنويا وتعطي نحو مائتي مليون متر مكعب من المياه..ولا توجد سدود وخزانات للاحتفاظ بها. لذلك فان قسما كبيرا من المياه بسبب طبيعة الأرض يذهب الي اسرائيل..
ولقد تحدثت الندوة عن الزراعات الصالحة في أراضي سيناء..وأضيف اليها نبات السورجام الذي نجحت تجارب لمركز بحوث الصحراء في زراعته بوسط وجنوب سيناء..وهو نبات يعطي الزيوت الي جانب انه علف للماشية والدواجن.. كما انه يمكن زراعة أشجار السدر أي النبق في الجنوب..وهو صالح جدا ليكون مناحل تدر انتاجا وفيرا..وأؤكد لكم ان لدينا بحوثا كاملة عن المياه والتربة والحيوانات والنباتات..لكن لم يستفد منها أحد. ومستعدون للمعاونة..
الدكتور مسعد عويس: أركز علي الشباب..وقد أعددت دراسة عن الربط بين شباب مصر وبين سيناء..للقيام برحلات وللتعارف وللبحوث الاجتماعية المدنية وأيضا للعمل..
الدكتور أيمن سلامة: انه لا تنمية..بدون أمن. ولذلك لابد من الاهتمام بموضوع الأمن وحسن اختيار أفراده.. والتعاون مع السناويين..
ثابت عواد: ان المواطن المصري ابن سيناء يعاني من الانسحاق.. ولذلك ليت الاستراتيجية الجديدة تبدأ كما قيل بالتنمية البشرية فهي من أهم ما يمكن ليس فقط للمشاركة في التنمية بل أيضا لحماية الأمن..فان عين إسرائيل علي سيناء.. وهناك أصابع تعبث من الموساد ومن الخارجين علي القانون ومن غيرهم..فالمخاطر عديدة..والبشر هم الحراس..وينبغي ان تكون أمام أعيننا دائما مدونة الحقوق والواجبات بين الدولة والمواطن..فلا نطلب واجبا من أحد دون ان نعطيه حقه..
المهندس توفيق الشريف: ان ولاء أبناء سيناء موجود.. وأنا عمري85 سنة .. وعشت عصورا مختلفة..وعندما شاهدت كتائب الجيش المصري تعود إلينا بعد حادث العريش الأخير دمعت عيناي.. بالفرحة.
محمود مراد: الفرحة ستدوم بإذن الله.. وشكرا لحضراتكم جميعا..وعلي وعد بعقد ندوة أخري في سيناء مع أبنائها عن المستقبل..
اشترك في الندوة
المهندس صلاح حجاب: استشاري والرئيس الفخري لجمعية التخطيط المصرية..
الدكتور محمد البهي عيسوي: رئيس هيئة المساحة الجيولوجية سابقا..
المهندس إبراهيم محلب: رئيس شركة المقاولون العرب..
الدكتور إسماعيل عامر: أستاذ التخطيط بهندسة الأزهر..
الدكتور مصطفي كمال مدبولي: رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني..
المهندس توفيق الشريف: نائب برلماني سابق عن سيناء..
المعماري عصام صفي الدين: رئيس بيت المعمار بوزارة الثقافة
الدكتور إسماعيل عبد الجليل: رئيس مركز بحوث الصحراء سابقا
الدكتور مهندس شريف صبري: أستاذ جامعي..
الدكتور مهندس مصطفي الشناوي: أستاذ التخطيط العمراني..
الدكتور أحمد الخولي: نائب رئيس مركز بحوث الصحراء..
الدكتور مسعد عويس: عضو المجلس المصري للشئون الخارجية..
الدكتور أيمن سلامة: أستاذ القانون الدولي..
ثابت أمين عواد: صحفي بالأهرام ( من شمال سيناء)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.