«المنيا» ضمن أفضل الجامعات في تصنيف «التايمز العالمي» للجامعات الناشئة 2024    رئيس جامعة المنيا يفتتح مهرجان حصاد «نوعية» في نسخته الأولى    أسعار عملات «بريكس» مقابل الجنيه اليوم.. تراجع نسبي    «الضرائب» تدعم الممولين فنيا لتسهيل استخدام منظومة الإيصال الإلكتروني    ارتفاع البورصة 0.56% في مستهل تداولات جلسة ختام الأسبوع    فيديو المجندات المحتجزات لدى الفصائل في غزة يحرج نتنياهو.. لماذا أُعيد نشره؟    عضو ب«النواب» يرد على تقرير CNN: مصر تواصل العمل لتحقيق السلام في المنطقة    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مستشفى العودة في جباليا    جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة الزمالك ومودرن فيوتشر.. موقف الأهلي    أخبار الأهلي: حقيقة مفاوضات الأهلي مع حارس مرمي جديد    ختام امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الثاني بكفر الشيخ دون شكاوى    مصرع شخص وإصابة آخر إثر تصادم سيارتين بسوهاج    الداخلية تضبط 484 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1356 رخصة خلال 24 ساعة    وفد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يزور مستشفى شرم الشيخ    «الصحة»: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV    مصر مع فلسطين والسلام فى مواجهة جرائم نتنياهو وأكاذيب CNN    البحث عن "جنى" آخر ضحايا غرق ميكروباص أبو غالب بمنشأة القناطر    بدء نظر طعن المتهمين على أحكام قضية ولاية السودان بعد قليل    تشابي ألونسو: لم نكن في يومنا ولدينا فرصة للفوز بكأس ألمانيا    رئيس مياه سوهاج يتفقد مشروعات الصرف الصحى بمركز طما بقيمة 188 مليون    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيى طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء    سويلم يلتقي وزير المياه السنغالي لبحث تعزيز التعاون بين البلدين    موسم الحج.. إجراءات عاجلة من السعودية بشأن تأشيرات الزيارة بداية من اليوم    وزيرة التخطيط تبحث تطورات الدورة الثالثة من المبادرة الخضراء الذكية    تداول 15 الف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    دفن جثمان الرئيس الإيراني الراحل في مدينة مشهد اليوم    رفض يغششه .. القبض على طالب بالشهادة الإعدادية لشروعه في قتل زميله    "سكران طينة".. فيديو صادم ل أحمد الفيشاوي يثير الجدل    نوادي المسرح معمل التأسيس، في العدد الجديد من «مسرحنا»    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    إيرادات فيلم «تاني تاني» لغادة عبد الرازق تحقق 54 ألف جنيه في يوم    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    الجريدة الرسمية تنشر قرارين جمهوريين للرئيس السيسي (تفاصيل)    جهاد جريشة يعلق على خطأ محمود البنا في لقاء الحدود والترسانة    "علق نفسه في سقف الأوضة".. نزيل بفندق شعبي ينهي حياته في الأقصر    "محاط بالحمقى".. رسالة غامضة من محمد صلاح تثير الجدل    طلاب الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ يؤدون آخر أيام الامتحانات اليوم    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو.. ما هي؟    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    رئيس الزمالك: جوميز مدرب عنيد لا يسمع لأحد    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    عماد الدين حسين: تقرير «CNN» تعمد الإساءة والتضليل حول موقف مصر من المفاوضات    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 23 مايو.. «طاقة كبيرة وحيوية تتمتع بها»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظرة الحركة الصهيونية لطوائف المجتمع الإسائيلي
نشر في أهل مصر يوم 13 - 07 - 2016

ينقسم الشعب الإسرائيلي إلى عدة طوائف وبالرغم من أنهم يحاولون إظهار للعالم أنهم في إتحاد وأنهم يد واحدة عملا بمبدأ «كلنا في مركب واحدة»، إلا أن فيما بينهم يعيشون في حالة من الإنفصال الداخلي والتشدد والعنصرية البشرية.
ومن أشهر وأهم الطوائف الإسرائيلية «الأشكناز، السفارديم، الصبرا، العرب الأقلية الفلسطنيين».
فيما يلي نبذة عن كل طائفة على حدا وأهم المشاكل العنصرية بينهم:
1- اليهود الأشكناز:
ويقصد بهم اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين والذين ترجع أصول إلى أوروبا وأمريكيا.
وقد شكل (الاشكناز) خلال سنوات من 1919 إلى 1948، حوالي 89% من المهاجرين، وخلال السنوات من 1948 إلى 1962، ما يقارب 45%، وفي عام 1967 شكل هؤلاء اقل من 30% من المهاجرين، وفي التسعينات ومع الهجرة من الاتحاد السوفيتي ارتفعت النسبة لتصل إلى 97% من المهاجرين.
وتتميز هذه الفئة بأن نسلها ليست عالية فهي تصل إلى 2.8 ولادة لكل امرأة ورجل، وتمتد حياتها العمرية إلى 74 عام، كما أنها الفئة التي عانت من الاضطهاد في أوروبا وهي التي قام روادها الأوائل بتقديم الأسس الفكرية التي قامت عليها الحركة الصهيونية، ويعود لها الفضل في قيام الدولة الإسرائيلية، وبالرغم من أن هذه الفئة لا تشكل أغلبية السكان في الدولة؛ إلا إنها هي الفئة المسيطرة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
2- اليهود السفارديم:
ويقصد بهم اليهود الذين هاجروا من آسيا وأفريقيا، حيث هاجر معظم هؤلاء من آسيا وأفريقيا بعد قيام الدولة خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، أي إنها لم تعاصر قيام الصهيونية.
وتطلق عبارة اليهود الشرقيون على كل يهود فلسطين واليهود الأفريقيين والآسيويون السفارديم، وقد شكل هولاء اليهود خلال السنوات من 1919-1948، حوالي 10% من مجموع المهاجرين اليهود إلى فلسطين، ونظرا للزيادة الملحوظة في هجرات اليهود الشرقيين بعد قيام الدولة، وارتفاع نسبة المواليد بينهم، فقد ارتفعت نسبة هذه الفئة إلى إجمالي سكان الدولة من 22% في نهاية فترة الانتداب البريطاني إلى 52% مع نهاية عام 1980.
وعلى عكس الاشكناز، وتتميز هذه الطائفة بارتفاع نسبة المواليد، كما أن العمر المتوقع اقل بقليل من الفئات الأخرى، كذلك تتميز بانخفاض مستوى التعليم والثقافة والوضع الاقتصادي، ويعتبروا من المحافظين دينيا، كما أن هذه الفئة لم تعاني من الاضطهاد والتمييز العنصري من قبل الأديان الأخرى،كما هو الحال مع الاشكناز؛ إلا أنها في المقابل عانت من التمييز العنصري من قبل اليهود الغربيين.
3- الصباريم:
ويقصد بهم كل اليهود الذين ولدوا على أرض فلسطين أي في دولة إسرائيل، سواء من الغربيين أو الشرقيين بالرغم من وجود التمييز والعنصرية، وهم بالتحديد الشباب الإسرائيلي أصحاب الحضارة والمكانة الأرفع ويعتبروا الصفوة، وتتميز هذه الطائفة بارتفاع عنصر الشباب، وارتفاع العمر المتوقع عن جيل آبائهم، كما أن نسبة المواليد اقل من نظيرتها في جيل الآباء.
كما يتمتع يهود الصابرا بدرجات تعليمية عالية ويشغل الكثير منهم مراكز هامة في الاقتصاد والصناعة والجيش وفي الجامعات، وخاصة يهود الصابرا من اليهود الغربيين، أما اليهود الصابرا من الشرقيين فهم أقل في مستوى التعليم وأقل مرتبة في المناصب العليا.
وجدير بالذكر أن يهود الصابرا لا يعرفوا عن معاداة السامية إلا ما يقال أو يدرس لهم، حيث أن أفرادها لم يشهدوا ما شهده جيل آبائهم من اضطهاد وتمييز.
هذا وقد شكلت نسبة اليهود الصابرا من سكان إسرائيل 35% من السكان عام 1948 وفي العام 1964 ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 64% عام 1989، ثم انخفضت إلى نسبة 60% نتيجة الزيادة في أعداد المهاجرين من الاتحاد السوفيتي والفلاشا.
4- العرب
ويقصد بهم العرب المقيمين في إسرائيل وتمثل الفئة الرابعة من حيث العدد، ويمثل هؤلاء اليهود ما تبقى من أصحاب البلاد الأصليين بعد قيام إسرائيل عام 1948، فبعد أن كان عدد سكان فلسطين 750.000 نسمة قبل فترة وجيزة من قيام الدولة، وتبقى منهم ما يقارب 156.000 نسمة، وفي عام 1991 وصل عددهم إلى 900.000 نسمة، منهم (690.000) مسلم 116.000مسيحي، و85.000 درزي، و4000 ارمني)، وذلك من جملة سكان إسرائيل الذين بلغوا عام 1991 خمسة ملايين نسمة.
وتتميزهذه الطائفة بارتفاع نسبة المواليد، كما أن العمر المتوقع لها في حدود 72عام، وجدير بالذكر إن هناك فجوة واسعة بين العرب من ناحية وبين اليهود الشرقيين والغربيين على حد سواء، وذلك من النواحي السياسية والاقتصادية.
وبجانب هذه الفئات الرئيسية يتعايش في المجتمع الإسرائيلي جماعات أخرى تعد من الفرق الدينية ولا تلعب دورا في الحياة الاجتماعية والسياسية ومن هذه الجماعات "السامريون والقراء والفلاشا".
الحركة الصهيونية نشأتها وتعريفها:
الحركة الصهيونية هي عبارة عن مزيج من مختلف التيارات اليهودية مختلفة المشارب والتوجهات الفكرية، وذات الولاءات الفكرية والدولية المختلفة، لم تكن منسجمة وموحدة في مرجعيتها وتصوراتها لطبيعة المجتمع والدولة الإسرائيلية التي عملت على إقامتها، فهناك تيارا اشتراكيا وآخر يمنيا رأسماليا، وثالث يريد بناء دولة الشريعة، ورابع يريد جمعا انتقائيا... الخ، كما يوجد من كان ولاؤه لألمانيا وآخر لبريطانيا.
وبالرغم من ذلك إلا أن هذه التيارات اجتمعت على أسس مشتركة تتعدى مسألة إنشاء الوطن القومي لليهود، إلى تحديد هوية واتجاهات واقتصاديات هذا المجتمع الوليد، والتي تتمثل في تغريب الدولة الإسرائيلية وتغريب ثقافتها وهويتها واقتصادها، وربطها سياسيا بالغرب الإمبريالي واعتبارها معبر لأوروبا وجزءًا لا يتجزأ من حضارتها، وقد انسحب هذا النهج التغريبي على جميع نواحي الحياة في إسرائيل، السياسية منها والتعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
كما كان الهدف في هذا التوجه هو بناء الشخصية الإسرائيلية بمواصفات عالية تجمع مكونات الشخصية الطلائعية (تضحية، حب العمل، حضارة، وثقافة غربية) وقد ساعدهم في ذلك أن معظم المهاجرين إلى فلسطين منذ البدايات الفعلية للنشاط الصهيوني في فلسطين وحتى قيام الدولة.
وقد تميزوا بأن معظمهم في سن الشباب والعطاء، وكانوا فرادى أي بدون عائلات وما يفرضه ذلك من أعباء اجتماعية واقتصادية، وكانوا ايدولوجيين، أو ممن هربوا من المجازر وأعمال الاضطهاد فوجدوا أنفسهم مدانيين كثيرا للحركة الصهيونية ومؤسساتها التي منحتهم في هذا البلد فرصة جديدة للحياة.
الأمر الذي سهل على الحركة الصهيونية خلق مجتمعا طلائعيًا منسجما في بداياته، ولا شك انه وفر لها العنصر البشري الجيد، وموارد اقتصادية هائلة، سواء عبر المساعدات اليهودية أو الاستعمارية، أو عبر وضع يدها بالقوة والاحتيال على ثروات وأملاك الشعب الفلسطيني.
وقد كانت عملية التغريب المجتمعي الكلية هذه تتسم بالبساطة والطبيعية نظرا للحد الكبير من التجانس الثقافي والحضاري الذي ساد بين اليهود في فلسطين عند قيام الدولة، حيث كانت نسبة اليهود الاشكناز تقارب 87% من مجموع اليهود في فلسطين، فلم تواجه عملية التغريب أية عراقيل أو صعوبات أو انتقادات، باستثناء الجانب العلماني منها الذي واجه انتقادات ومعارضة الأقلية الدينية، مما نتج عنه لاحقا توقيع بن غريون على ما يعرف حتى يومنا ب «وثيقة الوضع الراهن».
الزعامة الاشكنازية للصهيونية:
من الطبيعي أن تكون الزعامة الأسكنازية هي العامل المؤثر والمسيطر الأكبر على الصهيونية سواء فكريًا أو إقتصاديًا حيث أن فكرة الصهيونية نبعت في بداية الأمر من أوروبا على أيدي اليهود الأشكنازيين في ظل غياب أي دور لليهود الشرقيين، ومن جانبه أصبح أمر مسلم به أن يشكل الأشكنازيين البنية التحتية والفوقية لها، ولا يقتصر على التأسيس على الفكر السياسي فحسب بل شمل أيضًا الأدبيات الصهيونية قبل قيام الدولة.
الهجرات الشرقية ونشوء المشكلة الاشكنازية الشرقية:
كانت هجرات ما قبل سنة 1948 يغلب عليها الطابع الغربي فمعظمهم كانوا قد هاجروا من القارة الأوروبية والأمريكية، الأمر الذي أكد الامتداد الطبيعي لحضارة الدولة الناشئة، باعتبارها غريبة بكل المقاييس.
لكن هذه الدولة الجديدة وجدت نفسها أمام صراع مع الفلسطينيين، سكان البلاد الأصليين، وفي صراع مع المحيط العربي والإسلامي، باعتبار فلسطين أرضا وشعبا جزء لا يتجزأ من البلاد والشعوب العربية والإسلامية.
كما أن الفكر الصهيوني قام على حق القوة والبطش وعلى الأهداف الاستعمارية للدول الإمبريالية، وفي ظل نجاح الحركة الصهيونية في الاستيلاء على أراض فلسطينية كثيرة بعد تمكنها من طرد معظم الشعب الفلسطيني من أرضه، فأصبح لا بد من جلب الاحتياط البشري الكبير للدولة اليهودية، والمتمثل في يهود الدول العربية والإسلامية، وقد وضعت قانون من خلال قانوني العودة والجنسية، فهي كانت بحاجة لهم وقودا لحربها وحراسا لمستوطناتها، ولإسكان البلاد التي فرغت من أصحابها ولإحلالهم كأيدي عاملة رخيصة، رغم أنها كانت تفضل سابقا هجرة العرق الأبيض.
وقد استغلت الصهيونية السنوات التي صحبت حرب 1948 مباشرة، والتي انطوت على ظروف أدت إلى سماح الدول العربية بهجرة اليهود العرب إلى فلسطين، فعملت على تهجير اكبر عدد من اليهود العرب واليهود من الدول الإسلامية، مستخدمة في ذلك أعمال العنف والرشوة والاحتيال والتحريض والدعاية المضللة، بالإضافة إلى العنصر الديني.
وبخلاف دوافع المهاجرين الاشكناز الذين هاجروا بدافع الهرب من الاضطهاد، أو بدوافع ايدولوجية لإنشاء الوطن القومي لليهود، إلا إن دوافع المهاجرين الشرقيين للهجرة كانت مختلفة، حيث تعرضوا لعدة أساليب دفعتهم لترك البلاد التي يعيشون بها ومنها:
1- الأساليب الإرهابية التي اتبعتها الحركة الصهيونية ضد اليهود.
2- تعاون ودعم الأنظمة والكيانات العربية والإسلامية مع أهداف الصهيونية.
3- دوافع دينية بتحقيق العودة إلى الأرض المقدسة.
4- دوافع اجتماعية واقتصادية.
الأمر الذي أشار إلى أن اليهود في هذه البلاد لم يتجهوا نحو الفكر الصهيوني ولم يصلهم هذا الفكر، لأن الصهيونية أصلا كانت قد حجبتهم عن أهدافها، كما أنهم لم يسعوا لتطوير فكرهم ووضع أفكار جديدة تجاة الفكر الصهيوني كما فعل الأشكناز، ويرجع السبب في ذلك إلى:
أ‌- غياب الظروف السلبية التي أدت وساهمت في ظهور الفكر الصهيوني في أوروبا، حيث أن اليهود في الدول العربية والإسلامية عاشوا ظروفا أفضل بكثير من تلك التي عاشها اليهود في أوروبا.
ب‌- حياتهم في أقليات صغيرة متناثرة في عديد من الدول العربية والإسلامية.
ج- التخلف الحضاري والفكري والثقافي ليهود الشرق.
د- هجرة يهود الشرق التي ضمت الأصحاء والمرضى والشيوخ، والمبصرين والمكفوفين، أي عائلات بكاملها، كما كان معظمهم متدينون ومحافظون مرتبطين كثيرا بالعادات والتقاليد العربية والإسلامية (الشرقية)، كما تميزوا بانخفاض المستوى الحضاري والثقافي وعدم المهنية مقارنة بالإشكناز، وينطق معظمهم العربية ولا يجيدون العبرية أو الإنجليزية.
ومنذ وصول المهاجرين الشرقيين بدأت ظهور تحديات كبيرة واجهت حكومة بن غريون الجديدة، حيث ظهرت الجذور العميقة للتمييز والعنصرية بين الاشكناز والسفارديم.
ونجد أن جذور الصراع والتمييز ضد اليهود الشرقيين يعود إلى ما قبل قيام الدولة بقرون، أي منذ إن كانت الغلبة والتفاوت الحضاري والثقافي لليهود السفارديم، لكن مع ظهور السنوات الأولى من عمر الصهيونية في فلسطين، تلقى الشرقيون عدة ضربات من الاشكنازيون كان أبرزها:
1- جمع المعونات والمساعدات من الخارج وتوزيعها لصالح المهاجرين الاشكناز فقط.
2- إقامة مؤسسات وهيئات خاصة الأشكنازيين.
3- إرغام يهود فلسطين الشرقيين على عدم جمع تبرعات مالية من الخارج.
4- محاربة كل محاولة لإنشاء تنظيم سياسي يجمع الشرقيين.
5- التمييز ضد المهاجرين من البلدان العربية والإسلامية.
6- إتباع سياسة تجهيل الشرقيين بفرض رسوم دراسية باهظة عليهم.
مما أتاح الفرصة لظهورالتمييز ضد السفارديم وبالتحديد الشرقيون منهم، وهذا التمييز مستمرا حتى يومنا هذا، لكن بصور اقل حدة.
أسباب تعمق التمييز بين الاشكناز والسفارديم ب:
1- تأصل عادة الاختلاف بين الطوائف والفرق اليهودية.
2- اختلاف العادات والتقاليد.
3- اختلاف المستوى الحضاري والثقافي، كونهم من حضارتين مختلفتين.
4- ظهور المسألة اليهودية في أوروبا ودور الاشكناز الكبير في إنشاء الحركة الصهيونية وإقامة دولة إسرائيل.
5- تخوف قادة إسرائيل ومن قبل الحركة الصهيونية من أن تصبح إسرائيل بلدا شرقيا متوسطيا إذا ما تم الحفاظ على هوية وتقاليد اليهود الشرقيين.
6- التشابه الواضح بين اليهود الشرقيين والعرب، من حيث المظهر والعادات والتقاليد.
7- سيطرة الاشكناز على مقاليد الحكومة والأحزاب والمؤسسات والنقابات والأراضي وعلى ممتلكات الشعب الفلسطيني.
ومن ابرز مظاهر التمييز:
أ‌- طمس الهوية والثقافة الشرقية واحتقارها والتنكر لها.
ب‌- التمييز ضدهم في مجال الإسكان حيث تم إسكانهم لسنوات طويلة فيما يسمى بالمعابر مسكن متنقلة مؤقتة تفتقر لأدنى الشروط الصحية، ولاحقا تم إسكانهم حول لمستوطنات الاشكنازية وعلى أطراف المدن وفي مدن التطوير الفقيرة.
ت‌- التمييز ضدهم في مجال التعليم.
ث‌- في الجيش كانت المناصب الرفيعة حكرا على الأشكنازيين.
ج‌- في الوظائف الحكومية وفي المؤسسات الاقتصادية، وفي المؤسسات الدينية.
ح‌- منع الزواج المختلط معهم.
موقف دولة إسرائيل والحركة الصهيونية من الشرقيين:
كان التمييز ضد السفارديم بشكل عام والشرقيين بشكل خاص قد صاحب بدايات الوجود الصهيوني في فلسطين وقد تقوت مع ولادة الدولة، وذلك على مستوى الممارسة، والتمييز عمليا على مستوى النشاط الصهيوني كان بحكم أفضليات واولويات المشروع الصهيوني وأهدافه، لكن على المستوى النظري فقد كان هذا التمييز يتعارض ويتناقض مع النظرية الصهيونية ومع التوجهات الرسمية لدولة إسرائيل، فكلاهما نادى بان تكون دولة إسرائيل وطنا لكل اليهود، دولة يهودية ديموقراطية تقيم على شعارات الثورة الفرنسية، إخاء، عدالة، حرية ومساواة، وقد خلت الأدبيات الصهيونية من أية توجهات تمييزية ضد السفارديم، كما خلت من تلك القوانين الإسرائيلية وأهمها وثيقة إعلان الاستقلال، وأكدت لاحقا على ذلك من خلال قانوني العودة والجنسية.
دولة إسرائيل التي غذت وبل وساهمت في التوجهات العنصرية ضد الشرقيين، حملت في جوانبها في الآن نفسه وعلى المستوى الرسمي آليات التخلص من التمييز، وهو ما أسس ما نشهده اليوم من تراجع كبير للتمييز.وما يحققه اليوم الشرقيون من مكاسب ونجاحات كبيرة فيكفي أن نذكر، (أن موفاز وزير دفاع حكومة شارون ورئيس الأركان سابقا من اصل إيراني، ورئيس الدولة كتساف من اصل إيراني، ووزير الخارجية سيلفان شالوم من اصل تونسي، ورئيس حزب العمل عمير بيرتس من اصل مغربي)، لنرى حجم النجاحات الهائلة التي حققها الشرقيون.
الصهر:
ساهم إضطلاع بن غوريون على حقيقة التنافر والاختلاف وانعدام الانسجام والتجانس بين الطوائف المختلفة التي شكلت المجتمع الإسرائيلي، ورغبة منه في خلق مجتمع إسرائيلي متجانس، وضع توجهًا يهدف إلى دمج المهاجرين من أوروبا واسيا وأفريقيا لتأسيس مجتمع ذو أسس مشتركة، وذلك من خلال ما أطلق عليه ب «بوتقة الصهر» أي وجود صهر يجمع بين طوائف اليهود مع بعض ويقضي على الاختلافات بينهم، وقد اعتمد هذا المشروع على أداتين هامتين هما:
1- تحويل الجيش إلى جيش الشعب، ليشكل عامل مشترك وموحد ويلتقي فيه جميع الإسرائيليين وينتمون إليه.
2- جهاز التعليم، من خلال توحيد جهاز التعليم وتوحيد المناهج الدراسية، وإلغاء التيارات المختلفة في التعليم، وتم ذلك عبر سن قانون التعليم الرسمي، فيتعلم أبناء الطوائف المختلفة في نفس المدارس ويتلقون ذات القواعد والمبادئ والثقافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.