يعتبر مشروع أبراج الحمام ،الذي أنشئ عام 1960 بالإدارة الزراعية بمركز قطور، أحد مشروعات المجلس الزراعي، التابع للإرشاد الزراعي بالغربية، ويشرف عليه مديرية الزراعة بالمحافظة، وهو من المشروعات الصغيرة التي تسهم بشكل كبير في تنمية الريف ، كما تعتبر نموذج استرشادي خدمي للشباب والسيدات الريفيات ؛ لزيادة الدخل ، وذلك لأنه يحقق الربح السريع ، ونظرا لأهمية هذا المشروع في الريف بشكل عام ، وفي مركز قطور بشكل خاص ، قامت كاميرا " أهل مصر " بزيارة الإدارة الزراعية للمركز، للاقتراب أكثر من هذا المشروع . بدأت رحلتنا منذ أن التقينا بالمهندس أحمد سليم، مدير الإدارة الزراعية بمركز قطور ، الذي بدأ حديثه بلمحة بسيطة عن الحمام ، قائلا " إن علاقة الإنسان بالحمام بدأت منذ ' 5000 عام ' ، حيث كان يعيش غير مستأنس بقارات العالم القديم - بين الصخور والمنحدرات - لذا فمعظم سلالات الحمام الموجودة في الوقت الراهن تنحدر لسلالة الحمام الصخري ' Rock dove ' . أضاف « سليم » أن مركز قطور يحوي أكبر تجمع لأبراج الحمام بمحافظة الغربية ، حيث يضم أكثر من 100 برج متناثر ، بالإضافة إلى التربية المنزلية ، ويرجع عمر الأبراج به إلى أكثر من 60 عام تقريبا ، أما عن الإدارة الزراعية للمركز فتضم 11 برج ، وتنتج ما يقرب من 40 زوج في الأسبوع . وقال " مدير الإدارة الزراعية " أن مشروع تربية الحمام من أكثر المشروعات التي تحقق الربح السريع ، حيث يبدأ بمبلغ بسيط وينتهي بعائد عالي ، وذلك لقلة تكلفته ،وقلة الأمراض التي قد يصاب بها بالمقارنة بالطيور الأخرى ، وكذلك إقبال المستهلك على تناوله ؛ نظرا لارتفاع قيمته الغذائية . وأوضح " المهندس أحمد سليم " أن الحمام نادرا ما يغير موطنه - بيته أو مكانه أو زوجه - حتى إذا توفى زوجه فلا يتزوج مرة أخرى . أضاف المهندس فخري باز ،رئيس قسم الإرشاد والمسئول عن المشروع ، أن قوة البرج الواحد بالجمعية تصل إلى 200 زوج ،وأن الحمام دائما يعيش في أزواج ، فالذكر ينضج جنسيا بعد عمر ( 3 - 5 ) شهور ، أما الأنثى فتنضج ( 4 - 7 ) شهور ، مشيرا أنه بعد التزاوج ينتج 2 بيضة ، وغالبا ما يصل حجم البيضة الواحدة إلى 15 جرام - حسب الصنف والتغذية والعمر الناتج - وتبلغ فترة حضانة البيض في فصل الصيف 17 يوم ، بينما في فصل الشتاء 18 يوم ، كما أن هناك فترة بين كل وضع بيض تتراوح بين ( 34 - 40 ) يوم . وأوضح « باز » أن فترة تحضين البيض تكون متبادلة بين الذكر والأنثى، فالذكر تبدأ فترة تحضينه من الساعة ( 10صباحا - 4 مساءا )، أما الأنثى فتتولى باقي اليوم . وقال " المسئول عن المشروع " أن بعد الفقس يقوم الأب والأم بتغذية الصغار لمدة 4 أسابيع ، مشيرا أن التغذية في الأسبوع الأول تتم عن طريق لبن الحويصلة ، والذي يفرز من حويصلة الذكر والأنثى معا ، بعد ذلك يبدأ يقل إفراز لبن الحويصلة ، ويبدأ الحمام يتغذى على الحبوب الصغيرة . وتابع " المسئول عن المشروع " أنه بداية من الأسبوع ' 3 ، 4 ' يبدأ الأب والأم في تغذية الحمام الصغير على الحبوب الكبيرة ، وبعد نهاية الأسبوع الرابع يكون الإنتاج ' الحمام ' جاهز للتسويق ، وذلك قبل قدرته على الطيران ، حيث يكون يتراوح وزن الحمامة في هذا العمر بين ( 450 - 700 ) جرام - وذلك حسب الصنف - فالحمام الأجنبي ' الروماني ' يصل وزنه آنذاك إلى 800 جرام ، أما الحمام البلدي فيكون وزنه 450 جرام . وخلال رحلتنا داخل الإدارة الزراعية ،وتنقلنا بين الأبراج ،لاحظنا وجود كميات كبيرة من الحبوب على الأرض ، موزعة بشكل نصف دائري أمام الأبراج ،وكأنها لوحة فنية ،وتساءلت عن سبب وجودها ؛ فقال : " المهندس فخري باز ،أن حمام الأبراج الكبير عادة ما يعتمد على نفسه في التغذية خاصة في فصلي الربيع والصيف ، أما في فصل الشتاء فتقدم له العليقة ' 70 % ذرة صفراء ، 30 % بقول ' ، هذا بالإضافة إلى المركزات ، ويتم توزيعها بهذا الشكل أمام الأبراج ،ليتغذى منها الحمام الكبير ، وكذلك يغذي أبنائه من الزغاليل ' الحمام الصغير ' . وفي سياق متصل نفى« باز » مايتردد حول إصابة الحمام بمرض أنفلونزا الطيور ، ذلك لأن لديه مناعة طبيعية وبالتالي لايحتاج إلى تحصين ، نظرا لأنه ينظف نفسه بنفسه ، مضيفا أن معظم أمراض الحمام تنشأ عن سوء التغذية . أما عن شكل الأبراج فاوضح « باز » أنها غالبا ما تأخذ الشكل المخروطي أو الهرمي ، ويكون بها فتحات للتهوية وحوامل ، بالإضافة إلى فتحة في أسفل البرج لجمع الحمام الصغير ' الزغاليل ' والنظافة ، كما أنه يضم 200 عش تقريبا لوضع البيض ، ويتراوح إرتفاع البرج بين ( 10 - 11 ) متر ، لافتا أن فترة عمر الحمام تتراوح بين ( 12 - 15 ) سنة . وأكد " رئيس قسم الإرشاد " أن التسويق يتم من خلال منفذ الجمعية التابع لمديرية الزراعة بالمحافظة ، ويبلغ سعر الزوج به 20 جنيه ، وذلك بالمقارنة بأسعار التجار ، حيث يصل سعر الزوج إلى 50 جنيه.
