مباشر كرة سلة - الأهلي (0)-(0) الاتحاد.. بداية المباراة    منال عوض تبحث التعاون المشترك مع «انطلاق» و«رابيت موبيليتى»    منال عوض: «حياة كريمة» أحدثت طفرة في جودة الخدمات بقرى بني سويف    مجلس حكماء المسلمين يُدينُ بشدة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بالقدس    نقابة «النيابات والمحاكم» تطلق مبادرة لتوفير لحوم الأضاحي بالتقسيط    البعثة المصرية للحج السياحي تعقد ندوات دينية وتوعوية للحجاج| فيديو    السيطرة على حريق نشب في محيط مدرسة بكفر الشيخ    محافظ المنيا: لا تهاون في صحة المواطن واستمرار الحملات الرقابية    محافظ الغربية: هدفنا راحة المواطن وتوفير الخدمة الصحية اللائقة له    الوزير محمد عبد اللطيف يلتقي عددا من الطلاب المصريين بجامعة كامبريدج.. ويؤكد: نماذج مشرفة للدولة المصرية بالخارج    رواتب مجزية ومزايا.. 600 فرصة عمل بمحطة الضبعة النووية    مجلس جامعة القاهرة يثمن قرار إعادة مكتب التنسيق المركزي إلى مقره التاريخي    كلمات تهنئة معبرة للحجاج في يوم التروية ويوم عرفة    خبير يكشف لليوم السابع موقف بيراميدز بالاحتفال بالدورى رغم تتويج الأهلى.. فيديو    قومية المنيا تعرض الإسكافي ملكا ضمن عروض الموسم المسرحي    بالصور- حريق مفاجئ بمدرسة في سوهاج يوقف الامتحانات ويستدعي إخلاء الطلاب    عيد الأضحى 2025.. هل يجوز التضحية في ليالي أيام النحر؟ وما هو أفضل وقت؟    وزير الثقافة يتابع حالة الأديب صنع الله إبراهيم عقب تعافيه    يوم توظيفي لذوي همم للعمل بإحدى شركات صناعة الأغذية بالإسكندرية    رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكلية الهندسة في شبرا.. صور    موعد إعلان نتيجة الصف الثالث الابتدائي 2025 الترم الثاني محافظة المنوفية    عرفات يتأهب لاستقبال الحجاج فى الموقف العظيم.. فيديو    نتائج جهود الأجهزة الأمنية بالقاهرة لمكافحة جرائم السرقات    دموع معلول وأكرم واحتفال الدون وهدية القدوة.. لحظات مؤثرة في تتويج الأهلي بالدوري.. فيديو    إنريكي في باريس.. سر 15 ألف يورو غيرت وجه سان جيرمان    بحضور سينمائيين من السودان.. عرض فيلم طنين بمركز الثقافة السينمائية    بين التحضير والتصوير.. 3 مسلسلات جديدة في طريقها للعرض    رسميًا.. بايرن ميونيخ يُعلن عن أولى صفقاته الصيفية استعدادًا لمونديال الأندية 2025    انتهاء رحلة ماسك في البيت الأبيض.. بدأت بفصل آلاف الموظفين وانتهت ب«خيبة أمل»    كلمات وأدعية مؤثرة تهديها لمن تحب في يوم عرفة    حماس: إسرائيل تُهود الأرض الفلسطينية ضمن مشروع ضم صريح    السفير خالد البقلى وإلينا بانوفا يكتبان: يحرسون الأمل وسط الصراع حان الوقت لتمكين حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لمجابهة تحديات الغد    مصنع حفاضات أطفال يسرق كهرباء ب 19 مليون جنيه في أكتوبر -تفاصيل    تمكين المرأة اقتصاديًا.. شروط وإجراءات الحصول على قروض مشروعات صغيرة    صور.. رئيس الوزراء يتفقد المقر الجديد لجهاز حماية المستهلك    رئيس قطاع المتاحف: معرض "كنوز الفراعنة" سيشكل حدثا ثقافيا استثنائيا في روما    محافظ المنوفية يشهد استلام 2 طن لحوم كدفعة جديدة من صكوك الإطعام    بنسبة حوادث 0.06%.. قناة السويس تؤكد كفاءتها الملاحية في لقاء مع الاتحاد الدولي للتأمين البحري    قرار مفاجئ من الأهلى تجاه معلول بعد دموعه خلال التتويج بالدوري    «أحد سأل عني» ل محمد عبده تتجاوز المليون مشاهدة خلال أيام من طرحها (فيديو)    إعلام إسرائيلى: نتنياهو وجه بالاستعداد لضرب إيران رغم تحذيرات ترامب    "قالوله يا كافر".. تفاصيل الهجوم على أحمد سعد قبل إزالة التاتو    ندب الدكتورة مروى ياسين مساعدًا لوزير الأوقاف لشئون الواعظات    انفجار ضخم قرب مركز توزيع مساعدات في محيط نتساريم وسط غزة    أردوغان: "قسد" تماطل في تنفيذ اتفاق الاندماج مع دمشق وعليها التوقف فورًا    الكرملين: أوكرانيا لم توافق بعد على عقد مفاوضات الاثنين المقبل    لندن تضغط على واشنطن لتسريع تنفيذ اتفاق تجارى بشأن السيارات والصلب    الدوخة المفاجئة بعد الاستيقاظ.. ما أسبابها ومتي تكون خطيرة؟    الإحصاء: انخفاض نسبة المدخنين إلى 14.2% خلال 2023 - 2024    انطلاق المؤتمر العلمى السنوى لقصر العينى بحضور وزيرى الصحة والتعليم العالى    استشاري أمراض باطنة يقدم 4 نصائح هامة لمرضى متلازمة القولون العصبي (فيديو)    ياسر ريان: بيراميدز ساعد الأهلي على التتويج بالدوري.. ولاعبو الأحمر تحرروا بعد رحيل كولر    رئيس الوزراء يصدر قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عن 4 أشخاص    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    91.3 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    نشرة التوك شو| ظهور متحور جديد لكورونا.. وتطبيع محتمل مع إسرائيل قد ينطلق من دمشق وبيروت    ماريسكا: عانينا أمام بيتيس بسبب احتفالنا المبالغ فيه أمام نوتينجهام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوفاء والامتداد".. دراسة في مجموعة "الكيس الأسود" لحسام أبو العلا.. رؤية نقدية للأديب رمضان أحمد
نشر في أهل مصر يوم 16 - 09 - 2018

تسعى القصة القصيرة التقليدية إلى تمجيد جانب إنساني أخلاقي بإعتبارها تهتم بمنظومة القيم، وتحقق تلك القيم يعد من أهم مساعي النص الأدبي، وهو ما تحاول طرحه مجموعة "الكيس الأسود" لحسام أبو العلا الصادرة عن دار النخبة الطبعة الثانية 2018، والتي تؤطر لفكرة الوفاء والامتداد الزمني والتشخيصي أي استغراق الحدث مساحة زمنية طويلة، إضافة إلى زخم من الشخصيات العديدة فمن خلال ذلك تتحقق رؤية الكاتب التي تشي بجوانب فنية وجمالية عديدة.
• الجانب الأخلاقي / رؤية
أول ما تؤطر له المجموعة فكرة الوفاء والتضحية وإن تخللتها القسوة أو السقوط، فبدء من "الكيس الأسود" يفي محمود بوعده لأمه ألا يفتح الكيس ولا يعرف ما بداخله وتفي أمه له فتبوح له بما تضعه بداخل الكيس ويفي أيضا لها بأن يكمل ما طلبته منه ويكمل مشوارها من العطاء، ويفي علي لما فعلته معهم أم محمود من عطاء فيسمي محل الخضار باسم "تجارة الوفاء لأم محمود وأم علي"، ورغم جحود الأبناء وعدم وفائهم وتخليهم عن أمهم في "جحود" بعدما أحسنت تربيتهم إلا أنها تدعو لهم دائما وتظل وفية لذكراهم، ويعترف الراوي بفضل جدته وحسن رعايتها له رغم قسوة الأب تمنحه الحب والمال، ويفي الراوي بالبر بأبيه ويتقبله في أحضانه بعدما انفصل عن زوجته التي حرضته ضد ولده وتخلت عنه لمرضه في "الكهلة".
يستمر وفاء الراوي في "دنيا"بعدما أحسن تربية إبنته وسفرها بعد زواجها يفي لمحبوبته دنيا التي تخفي حبها عنه لمرضها، يرعى إبنها ويشعر معه بالسعادة وفاء لحبه لدنيا، وفي "رحلة العمر"الجميع أوفياء للسيدة التي ربتهم بعد وفاة الزوج وهي شابة، تكمل رسالتها وتربي أبنائها الثلاثة، ثم تربي حفيديها بعد وفاة والدهم وزواج أمهم بآخربعد تحقق نجاحهما يرشحانها أما مثالية، وتظل الأم وفية رغم سقوط زوجها مع المربية رغم حبها له في "الغفران" وتصفح عن الزوج من أجل الإبن كما توافق على زواج الإبن ممن يحب بعدما كانت رافضة، وتصر الزوجة على إكمال مسيرة حياتها رغم عقم الزوج فيتفقان على تربية إبن شقيقه الذي يعاني إعاقة ويحتاج إلى رعاية خاصة ويسعدان بذلك، وتنسى الأم نفسها وحبها لرعاية إبنتها المقعدة في" شروق"وترفض الزواج من الحبيب وفاء لإبنتها، في "عودة مخيبة" يظل الزوج وفيا لزوجته وأسرته عندما تحاول فريدة العودة لحبيبها القديم بعدما فضلت عليه إبن صديق أبيها وتعالت وأسرتها على خالد، تحاول العودة له بعدما حقق نجاحات علمية ومالية إلا أنه يخذلها ويظل وفيا لزوجته وأسرته.
ويتواصل وفاء الراوي لصديقه المسيحي في "شقيقي المسيحي" طيلة عمره حتى ظن الناس أنهما شقيقان، وتعد "ليلة العيد"حلقة من حلقات الوفاء والإيثار عندما يمنح الراوي السلفة التي حصل عليها من المصنع لشراء ملابس العيد لإبنه الوحيد يمنحها لعم محمد الذي لا يجد ما يشتري به ملابس العيد لأبنائه ويعود منزله يجد زوجته باعت جزء من ذهبها واشترت ملابس العيد لوحيديهما.
يقول الكاتب في ص 81"فتحت الباب بيد مرتعشة، وحدث ما توقعته فقد كان شادي بانتظاري..لكن رأيت الفرحة تتراقص في عينيه، ثم قبلني وشكرني على شراء ملابس العيد..لم أفهم ما يحدث لكن زوجتي أشارت إلى بدخول غرفتنا ..سألتني في البداية عن "عم محمد"فأخبرتها بأنني لم أتركه إلا وهو في قمة سعادته..رفعت كفيها للسماء وشكرت الخالق سألتها بغضب :كيف دبرتي مبلغ ملابس شادي؟!
أجابت بهدوء:لا تقلق كنت أحتفظ بقطعة ذهب صغيرة، لأي ظرف طارئ، وحصلت من ثمن بيعها على مبلغ جيد اشتريت ملابس شادي وما نحتاجه في العيد، ثق أن من نعم الله عليك أن يجعلك سببا للخير وفك الكرب..احتضنتها وقبلتها وقلت لها:أشكرك على نبل مشاعرك".
وتأتي رؤية القسوة والطوح تالية بعد الوفاء ، فالشاعرة صاحبة الكلمات الرقيقة لا تقنع بما تكتب وتتحدث عن الأموال وتسعى لمن هو أكثر غنى فتترك من أعلنته حبها وتذهب لصديقه لأنه أغنى منه ويراها على سرير في حجرة نوم صديقه في "سحر العيون"، وتطرح المجموعة نموذجا للأم القاسية في "الإبتسامة المفقودة" تركت الأم إبنيها للجدة وتزوجت وسافرت مع زوجها تعود وتمرض ثم تموت تاركة رسالة إعتذار فيها "سامحوني يا أولادي" اعترافا بقسوتها، وتصبح قسوة الزوجين مع بعضهما عاملا مشتركا بينهما فيعاني كل منهما قسوة الآخرفي "الفراق" فيسعى كل طرف لإنشاء علاقة عاطفية مع زميل بالعمل، في "عودة مخيبة" تحاول فريدة العودة لحبيبها القديم بعدما فضلت عليه إبن صديق أبيها وتعالت وأسرتها على خالد، تحاول العودة له بعدما حقق نجاحات علمية ومالية لكنها تفشل، ويستمر بحث الأنثى عن الحب والمشاعر وإن كانت متزوجة لفقدانها تللك المشاعر بينها وبين زوجها في "إغتصاب" تشعر الزوجة أن زوجها يغتصبها فتقيم علاقة مشاعرية مع زميلها بالعمل وتسقط معه وتسلمه جسدها فيبتزها طالبا مبلغا من المال ثمنا لصمته ليعود زوجها من سفره فتسلمه جسدها قانعة بإغتصابه لها.
يقول الكاتب في ص 75" الرعب من الفضيحة التي ستلحق بأهلي وأسرتي أصاب تفكيري بالشلل ..لكن كان لابد من دفن هذا العار سريعا قبل أن تفوح رائحته ..بعت مصوغاتي وسيارتي وسلمته المبلغ ..ولم يرتاح قلبي إلا عندما تأكدت أنه إستقال من العمل وغادر إلى الخارج.
كان درسا قاسيا استفقت منه على جرح دام ..بعد شهور عاد زوجي لقضاء إجازته السنوية..وللمرة الأولى منذ الليلة المشؤومة أسلمه جسدي راضية قانعة باغتصابه".
• التقنية
2-1 الحبكة
فشلت المحاولات الكثيرة للوقوف على تعريف محدد للقصة القصيرة على مدار العصور والأزمنة، ورغم الجهود المضنية التي أنفقها كتاب القصة والنقاد والمحللون ، إلا أنه نكاد لا نضع أيدينا على تعريف شامل جامع مانع شاف كاف لهذا الفن – القصةالقصيرة – لذا "أصبحت أي محاولات لتعريفها أو تحديد خصائصها تضطرنا إلى الإقتراب من ألوان أخرى، إن لم تكن قصصا خالصا فهي أشبه، كالأسطورة والمثل والخرافة" (1).
ونظرا لما يحمله مفهوم القصة لدى الكاتب حسام أبو العلا، تأتي تقنيات النصوص بالمجموعة، فلديه مفهوم للقصة بمعانها التقليدي أوالكلاسيكي باحتواء القصة على عقدة وحل، تأتي أطروحاته حاملة رؤية إنسانية أخلاقية وهذا بالطبع له دور في التقنية، فتأتي كل قصة حاملة التفاصيل الدقيقة التي كان يمكن الإستغناء عن بعضها لتعطي عمقا في الدلالات، وتطرح حلا لكل عقدة، وبالتالي جاءت اللغة مشبعة بتلك التفاصيل مستغرقة مساحات زمنية طويلة، ومما تركز عليه الفنيات داخل المجموعة تبنيها فكرة النهايات السعيدة، فالقصة لها رسالة أخلاقية إنسانية وموعظة فهي تسعى إلى تماسك المجتمع ونشر القيم فهي تبنت أفكارا وقيما سبق طرحها في أعمال أدبية وهذا ما أدى إلى غياب لحظات الدهشة لدى القارئ.
يقول الكاتب في ص 93 "عرضت على زوجتي إقناع شقيقي بأن نتولى تربية هذا الطفل لتخفيف العبء عن زوجته التي كانت ترعى طفلين آخرين، رفضت وأحست أنه ليس من حقي ان أرعى إبن غيري حتى لو كان إبن شقيقي ..لكن زوجتي نقلت رغبتها إلى أمي التي عرضت الفكرة على شقيقي الذي رحب خصوصا أن زوجته كانت تبغض هذا الطفل وطالبته بإيداعه مصحة متخصصة وأنها تخشى ألا ينسجم مع شقيقيه لظروفه الصحية، كما أن وجود الطفل في المنزل ذاته سيسهل عليه رؤيته قي أي وقت".
2-2 اللغة والسرد
اللغة هي أداة ضمن أدوات المبدع لبث أفكاره، ولغة الكاتب في المجموعة موحية بلا ألفاظ معجمية يصعب فهمها على القراء، فهي سهلة بلا إرهاق، كما أن الكاتب يعتمد على الفقرة القصصية وليس على بنية المفردات أو المفردة الواحدة لإعتنائه بالتفاصيل، ومن المعروف أنه" لا يتحقق وجود النص السردي إلا بوجود ضمير يقوم بعملية السرد وقد يكون هذا الضمير متحققا، أو محتملا، وقد يكون صوتاأ شخصا "(2)، والسرد لدى الكاتب أيضا سردا متكاملا تفصيليا يأخذ حيزا كبيرا ولا يوجد حوارمباشر بين الشخصيات فالسرد هو المحرك الأساسي لحركة اللغة، ويتنوع أسلوب السرد بين السارد بضمير المتكلم – الأنا - أو السارد الحاضر في الأحداث فهو يروي من داخل الحدث ،والسرد بضمير الغائب – هو - أو السارد العليم الذي يروي من خارج الأحداث لكنه هو العالم بكل تفاصيل الحدث يهيمن السارد بضمير المتكلم على نصوص"الكيس الاسود- الكهلة- دنيا- ليلة العيد" حيث الراوي رجل ،أما في نصوص"جحود – رحلة العمر- اغتصاب- الغفران" الراوي فيها أنثى، وهيمن السارد العليم علي باقي نصوص المجموعة.
2-3- التوازي
وضمن تقنيات المجموعة احتفائها بالتوازي بين الشخصيات ،حيث تسير الشخصيات جنبا إلى جنب مع بعضها لذلك نجد نماذج مكررة من الشخصيات أولها الجدة التي ترعى أحفادها وتكمل رسالتها وتحوطهم بالحب والرعاية في نصوص"الكهلة- رحلة العمر- الإبتسامة المفقودة"، وتتوزازى شخصية المرأة العطوفة المحسنة في "الكيس الأسود" مع المراة في "ولي العهد"، الأولى تمنح وتحسن وتعطي لأم على الفقيرة الطعام والملابس، والثانية توافق على أن تربي إبن شقيق زوجها.
• المرأة في "جحود" تتوازى مع المرأة في "رحلة العمر" كل منهما تتفرغ لتربية الأبناء بعد وفاة زوجها .
• المرأة في "اغتصاب" تتوازى مع المرأة في "الفراق" كل منهما تبحث عن المشاعر بعيدا عن زوجها، فالأولى تقيم علاقة جسدية مع زميلها بالعمل، والثانية تقيم علاقة مع زميلها بالعمل أيضا.
• ويتكرر نموذج الرجل الفقير في قصص"جحود – رحلة العمر- ليلة العيد".
• الأب في "الكهلة" يتوازى مع الأب في "الفراق" فهما يتشابهان في القسوة، الأول يصغي لزوجته ويودع إبنه لدى جدته،فيفر الولد إليها، والثاني ينفصل عن زوجته وأولاده هربا من الفقر، فتفر إلى زميلها بالعمل وتقيم عه علاقة مشاعرية.
• امتداد الشخوص / نماذج
على مدار قصص المجموعة الخمسة عشرتحتشد بالعديد من الشخصيات بداخلها، وعلى الرغم من عدم إنتماء المجموعة إلى ما يسمى بالأدب النسوي، كما أنها لا تطرح قضايا أنثوية صرفة خالصة لكنها تزدحم بالشخصيات الأنثوية والذكورية، ووسط الزخم الحضوري للشخصيات تقدم المجموعة نماذج متعددة للرجال على النحو الآتي:
• أب يتخلص من زوجته وأولاده بسبب الفقر "جحود".
• أب يتخلص من إبنته بسبب الفقر ويزوجها في سن السادسة عشر "دنيا"
• أب جاحد يهمل إبنه ويودعه لدى جدته "الكهلة".
• أخ أكبر يسلب أخته حقها في الميراث " دنيا – رحلة العمر".
• رجل مخدوع بالشعر والكلمات وجمال شكل المرأة "سحر العيون" .
• شاب قاسي يبادل أمه قسوتها "الإبسامة المفقودة" .
• أب متسلط متعجرف يهمل زوجته "الفراق" .
• ودود يعاني قسوة وغلظة زوجته "الفراق" .
• مكافح يتغلب على حبه وينجح علميا وعمليا ويتزوج وينجب "عودة مخيبة".
• فقير يعمل في مصنع ويطلب سلفة لشراء ملابس العيد لأولاده "ليلة العيد".
• يخون زوجته مع المربية "الغفران" .
• ابتزازي مخادع يطلب مالا ثمنا لسكوته على تسليم المرأة له جسدها "اغتصاب" .
• قانع بنصيبه ويعرض على زوجته الإنفصال لعقمه "ولي العهد" .
• رجل حافظ للجميل والوفاء في نصوص"الكيس الأسود- رحلة العمر- الكهلة- دنيا".
وتقدم المجموعة نماذج أنثوية عديدة على النحو الآتي:
• عطوفة ودودة محسنة تفعل الخير سرا "الكيس الأسود" .
• كريمة تتبرع بجزء من مال خصصته لجنازتها لسيدة مريضة "جحود" .
• أم تربي الأبناء وينكرون فضلها ويتنكرون لها "جحود" .
جدة طيبة تمنح المال وتربي الأحفاد "الكهلة- رحلة العمر" .
• باحثة عن المال ومخادعة " سحر العيون – عودة مخيبة" .
• تتخلى عن أولادها للجدة تربيهم وتتزوج بآخر "الإبتسامة المفقودة" .
• زوجة تقف إلى جانب زوجها وتبيع جزء من ذهبها لشراء ملابس العيد لإبنهما "ليلة العيد" .
• يخونها زوجها مع المربية"الغفران" وتصفح عنه حبا وطاعة لإبنها.
• تصر على الزواج ممن تحب رغم رفض أهلها "الغفران" .
• قانعة بالقدر وترضى بعقم زوجها وترفض الإنفصال عنه وتوافق أن تربي إبن شقيق زوجها"ولي العهد" .
• رافضة العودة لحبيبها القديم إهتماما بإبنتها المقعدة"شروق".
• ساقطة عائدة إلى صوابها"اغتصاب" .
• ساعية إلى حبها القديم بعدما تكبرت وأهلها على الحبيب"عودة مخيبة" .
• الامتداد الزمني
من الطبيعي أن يستغرق الحدث القصصي مساحة زمنية، فالزمان وعاء وفضاء لإستغراق الحدث، كما أنه يوجد زمنين،" زمن الفعل الأصلي وزمن الفعل الحكائي، ويمكن أن نلتمس بينهما المنظور السردي الذي يعتمد على تسلسل الأزمنة"(3)، أما بالنسبة للمتلقي فيوجد زمن القص أو الحكي الذي ربما كتب فيه الكاتب النص فزمن الأحداث داخل هذا النص أي زمنية الفعل أو القيمة الوقتية التي استغرقها الحدث، " فيؤدي الزمن دورا هاما في تكوين السرد، فهو يكسبه الحيوية، والتدفق والإستمراية فالسرد فعل زماني يتحقق فيه، لأنه يتحرك في مجراه"(4)، لذا يمتد الزمان في قصص المجموعة لأن الأحداث تستغرق أزمنة طويلة قد تمتد أعمارا .
ويتحقق الإمتداد الزمني داخل المجموعة كما يلي:
• في قصة "الكيس الأسود" تمتد الأحداث طيلة حياة أم محمود وأيضا بعد وفاتها، ليستمر الحدث داخل مساحة زمنية تشمل حياة الأمين " أم محمود وأم علي".
• قصة "الكهلة" يمتد الزمن طيلة فترة إعتناء الجدة بالحفيد حتى يكبر، وطيلة حياة الإبن بعدما يتزوج ويودع إبنه لدى الجدة وطيلة حياة ومرض الأب حتى تنفصل عنه زوجته.
• قصة"رحلة العمر" يستغرق الحدث مساحات أطول من أي حدث آخر يبدأ بزمن وفاة الزوج عن زوجته الشابة وثلاثة أبناء، وكفاحها لتربيتهم، ومن بعدها تستمر في تربية أحفادها بعد وفاة إبنها، ويمتد الزمن حتى يكبر الحفيدان وينهيا التعليم ويرشحانها أما مثالية.
• قصة"سحر العيون" يمتد الزمن طيلة رحلة البطل إلى الدول الأوربية وتكوينه ثروة وعودنه إلى الوطن وتأسيسه شركة.
• قصة"الإبتسامة المفقودة" يستمر الزمن طيلة حياة الأم التي تودع طفليها للجدة، ومرضها وموتها، وطيلة حياة الولدين حتى يكبرا.
• قصة " عودة مخيبة" يمتد الزمن طيلة حياة خالد واستغراقه في أبحاثه ونجاحه وزواجه وإنجابه إبنة، وطيلة حياة فريدة التي تركته وتزوجت بآخر ثم زمن تركها رسالة له عبر الفيس بوك.
• قصة " ولي العهد" يأخذ الزمن مساحة إنتظار الحبيب المحبوبة عاما لتنهي دراستها ثم زواج الزوجين وبحثهما عن الإنجاب من خلال زمن الفحوص الطبية.
• قصة "شروق" يستمر الزمن منذ سفر الحبيب وعودته وتكوينه شركة مع الأصدقاء ،وزمن زواج شروق بإبن عمها وإنجابها إبنة وزمن لقائها بالحبيب وزمن زيارته لها ببيت أمها القديم ليعرض علها الزواج.
قدم القاص مجموعة من ذات جوانب أخلاقية حظيت بتنوع في الشخوص والامتداد الزمني ولغة مشبعة بالتفاصيل.
المراجع
• القصة القصيرة دراسات ومختارات دكتور الطاهر أحمد مكي دار المعارف 1996 .
• السرد والحكاية دكتور محمد زيدان الكتاب الفضي نادي القصة 2010.
• السرد والحكاية مرجع سابق.
• النسق الزمني في الخطاب القصصي أبحاث المؤتمر الأول للقصة القصيرة نادي القصة يونيو 2017.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.