هل الحب والرغبة بينهما علاقة لزوم؟ وما مدى حقيقة الحب الأفلاطوني؟ فمعلوم أن الحب والعاطفة من ناحية والغريزة أو الرغبة الجنسية من ناحية أخرى لكل منهما دور في حياتنا. وحتى نفهم طبيعة الغريزة، أو الرغبة يجب أن نعرف أن لها طابعًا فسيولوجيًّا، خصوصًا وأنها تشترط وجود مثير حتى يستجيب الجسم، وارتباطها بالشعور يعود إلى أن الإنسان فى تكوينه لا تنقطع حاجته إليها حتى بعد ضعف قدرته العضوية، والطبيعى أن يتوجه الفرد إلى الجنس المغاير لجنسه، ونقصد بذلك البعد عن الشذوذ، كذلك تقنين وتحجم الرغبة وعدم الاستجابة لكل مثير، وإلا فلا فارق بينه الإنسان والحيوان الذي لا يتمالك نفسه أمام أي مثير. ويجب أن نعلم أن تعلق القلب يسبق الرغبة الجنسية، فهو الذي يزينها ويرغب فيها برغم أن الأول محقق للسعادة والثانى محقق للنشوة اللحظية. أما عن طبيعة الحب الأفلاطونى فهو فى أصله عناق بين الأرواح بعيدًا عن الجسد، فهو يسمو بالحب فوق أن تدنسه الغريزة والرغبة والشهوة، ويحافظ عليه داخل طبيعته الرومنسية النقية الطاهرة، وقد اعتبره البعض مرضًا بينما عند مؤيديه فهو إبداع في العاطفة وسمو بها، وقد يتمثل فيمن أحب صادقًا ولعوامل الظروف الاجتماعية لم يتحقق له الارتباط بمن أحب، وظل الحب مشتعلًا فى حيز القلوب والأذهان. بينما هناك من يسعى إلى تحقيق الرغبة غير المشروعة، سواء تحت دعوى الارتباط مع عدم القدرة، والتضحية بدعوى الحب، فيجب أن ننتبه ولا نخلط بين إحساس وشعور نبيل وأمور يتحايل بها البعض للوصول إلى رغباتهم الدنيئة ليس فيها من النبل شيئًا. .............* رائد شرطة.