قالت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، اليوم السبت، إن السبب وراء النقل المفاجئ للقائد الفلسطيني الأسير، مروان البرغوثي، من سجنه هو عملية عقاب وانتقام نفذتها إدارة السجون الإسرائيلية من الأسرى، بسبب الاحتفالات التي أقاموها لدى استقبال قدومه من سجن آخر. كانت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، وافقت قبل شهر على نقل البرغوثي، من سجنه الأسبق إلى سجن «ريمون»، بناء على طلبه. وحين أدخلوه السجن، قبل 14 يوما، استقبل باحتفال ضخم كما لو أنه رئيس. وقد حذرت إدارة السجن، حسب الصحيفة، من تكرار ذلك، فلم يرضخ الأسرى، وراحوا في كل يوم يحتفلون، فيحملونه على الأكتاف ويهتفون به ويلقون كلمات الترحيب، من ممثلي جميع الفصائل. وفي نهاية النهار، تتنافس الغرف على استضافته، علما بأن كل غرفة تنتمي إلى تنظيم مختلف (فتح، الجبهة الشعبية، حماس، الجهاد، الجبهة الديمقراطية، وهكذا..). وقد أثار هذا التعامل غيظ إدارة السجون الإسرائيلية، فقررت إعادته إلى سجنه السابق «هداريم»، لكنها أخذته حاليا إلى محطة أخرى، ربما إلى سجن «جلبوع»، في مرج ابن عامر. المعروف أن البرغوثي، هو أحد أهم القادة الميدانيين في فلسطين ويعد من أكثرهم شعبية. وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلته في الخامس عشر من أبريل 2002؛ لدوره في قيادة الانتفاضة الثانية، واتهمته بالمسؤولية عن عشرات العمليات المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وحكمت عليه بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما. وقد أمضى غالبية سنوات أسره عزلا انفراديا (زنزانة)، أو في عزل جماعي (حيث زج به داخل قسم العزل الجماعي في سجن «هداريم» ومنع من التنقل بين أقسام السجن والتواصل مع الأسرى الآخرين). وكثيرا ما تمت معاقبته بمزيد من العزل، عندما نجح في تسريب تصريح أو مقابلة صحافية، أو في إجراء مكالمة من داخل السجن مع رفاقه، أو حتى مع الصحافة. ويعد البرغوثي صاحب مشروع وثيقة الوفاق الوطني، التي وضعت الأسس للمصالحة الفلسطينية، وكان نموذجا يحتذى للأسرى، في إصراره على التعليم طيلة وقت أسره؛ إذ حصل على شهادة الدكتوراه خلال وجوده في السجن. وقد أطلقت مؤخرا حملة لترشيحه لجائزة نوبل للسلام؛ وذلك تعزيزا ودعما للمبادرة التي أطلقها الأرجنتيني اسكيفيل، التي من خلالها رشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام.