في ذكرى وفاتها.. "سميرة موسى" عالمة ذرة مصرية لم يمهلها القدر لخدمة وطنها.. وشاركت في بناء مصنع "طرابيش" مع العالم مصطفى مشرفة

وجهت عالمة الذرة الراحلة "سميرة موسى" رسالتها الأخيرة قبل اغتيالها في أمريكا عام 1952، رسالة قائلة: " لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام".
بعد ان استجابت "سميرة" قبل عودتها من أمريكا بأيام قليلة لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا، وفي طريقها إلى هناك ظهرت سيارة نقل فجأة لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في أحد الأودية، ومنذ ذلك الوقت واختفى سائق السيارة الذي كان يحمل اسم مستعار وزميلها الهندي الذي كان يرافقها للمعمل.
ولم يمهلها القدر أن تعود إلى وطنها وتقدم له العلم الذي توصلت إليه، وفارقت الحياة وهي لم تتجاوز 35 عامًا.
وفي 3 مارس 1919، ولدت العالمة سميرة موسى وانتقلت مع والدها للقاهرة لتتلقى تعليمها، وأقامت في فندق بالحسين، والتحقت بمدرسة قصر الشوق الابتدائية ثم مدرسة بنات الأشراف الثانوية الخاصة وأبدت نبوغًا مبكرًا وكانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935.
رغم مجموعها الكبير في التوجهية الذي كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، إلا أنها اختارت التحق بكلية العلوم بجامعة القاهرة، فحصلت على بكالوريس العلوم والتي كانت الأولى على دفعتها، وعينت بذلك أول معيدة في كلية العلوم، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور "علي مصطفي مشرفة"، أول مصري يتولي عمادة كلية العلوم، وتأثرت به تأثرًا مباشرًا، ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا بالجوانب الاجتماعية في شخصيته.
كما حصلت على رسالة شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازا، سافرت بعدها في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.
الذرة وسميرة موسي:
كانت تتمنى سميرة موسي أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: "أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين".
كما كانت عضوًا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية التي شكلتها وزارة الصحة المصرية".
الأعمال الإنسانية:
شاركت في مشروع القرش لإقامة مصنع محلي للطرابيش وكان الدكتور مصطفى مشرفة من المشرفين على هذا المشروع كما شاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة والتي هدفت إلى محو الأمية في الريف المصري.