«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعايير الفنية الغائبة
الجوائز العربية بين الاحتكام للضمير وترضية المَنْسِيين
نشر في أخبار الأدب يوم 30 - 05 - 2015

وضعتْ قواعد الاحتكام التي استنها المُحكِّمُون الجدُّد في جائزة البوكر العالمية، التي أعلن نسختها الأخيرة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي وجائزة كتارا (الجائزة الوليدة والأكثر سخاءً) القارئ للإبداع والمتابع له علي حد سواء في مأزق كبير، فبينما مالت الجائزة الأولي التي تُعدُّ أكثر خبرة وتجربةً، إلي اعتماد قواعد تبعد عن المعايير الفنية المعمول به في مثل هذه المسابقات، بالإدلاء بتصريحات قبل الإعلان عن الفائز كما فعلت عضو لجنة التحكيم بروين حبيب، أو الاحتكام إلي الضمير كما فعل الشاعر مريد البرغوثي رئيس لجنة التحكيم، فكتبَ علي صفحته الشَّخصية بموقع التواصل الاجتماعيّ "فيس بوك" قبل إعلان النتيجة بوقت قصير: ابعد قليل سأقوم بإعلان اسم الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية لهذه السنة. ضميري كرئيس لجنة التحكيم مرتاح»، أو حتي عدم الالتفات للمعايير كما فعلت جائزة كتارا التي توضح معايير الاختيار لهذه الأعمال.
جوائز الترضية
الشيء الغريب أن هوية الرواية الفائزة ظلت إلي أن نطق البرغوثي باسم رواية الطلياني للتونسي شكري المبخوت، مجهولة من قبل بورصات التخمينات التي تراوحت الترجيحات فيها بين روايتي شوق الدرويش لحمّور زيادة (والتي كانت كفتها لا تميل بسبب فوزها بجائزة نجيب محفوظ 2014) وبين رواية المبخوت ذاته، وإن كانت هي الأخري قد حصلت علي جائزة كومار في تونس. لكن لكونها الرواية الأولي لصاحبها ما عزّز الفوز بنَاءً علي قراءة في تاريخ الجائزة منذ أن حصل يوسف زيدان عليها عن رواية عزازيل ثم سعود السنعوسي، إلي أحمد سعدواوي، وصولاً إلي المبخوت الذي كانت روايته الأولي أيضًا. في حالة كتارا مع الأسف انتفت صفة السّرية التي تحتفظ بها اللجان لنفسها، فقد حدث أن تردّدت أسماء الفائزين ليس فقط قبل حفل التسليم بساعات، بل إن اسم إبراهيم عبد المجيد الذي خلت القائمة القصيرة من اسمه في جائزة البوكر، تردّد بقوة وللأسف منذ فترة طويلة تعود إلي شهر فبراير أي بعد أن خذلته البوكر وكأنّها رسالة طمأنة ابأنك معنا»، ونفس الشيء حدث مع الروائي السّوداني أمير تاج السّر، الذي خذلته أيضًا القائمة في العام الماضي. ومن ثم جاءت الاستعانة باسم أمير تاج السّر، لتصعد باسمه الكبير أولي خطوتها في عالم الجوائز وكأنه بمثابة تحصين لها. ورغم أهمية جائزة كتارا والامتيازات التي تمنحها للفائز بها إلا أنها بهذه الأهداف غير المعلنة والتي ترجمت إلي حقائق يوم إعلان الأسماء تصبح جائزة ترضية ومصالحة لمن خذلتهم البوكر.
في ظلّ الاحتكام إلي الضمير في حالة البوكر، وإلي الترضية والمصالحة في كتارا، وهي معايير جديدة احتكمت إليها لجان التحكيم في الجائزتيْن، علينا أن نتساءل لماذا غابت المعايير الفنيّة للاحتكام علي الأعمال الإبداعيّة؟ هل المحاصّصة والترضية صارتا معياريْن بغض النظر عن الأسماء التي حصلت عليها؟!
أموال وانتقادات
ليس المشترك الوحيد بين الجائزتيْن غياب المعايير الحقيقية للاحتكام وإنما كان ثمة هجوم علي الأسماء سواء لجان التحكيم كما في البوكر أو الفائزين بالجوائز كما في كتارا؛ حيث فازت العراقية ميسلون هادي في فرع الرواية المخطوطة وهي لها ثلاث روايات وهو ما يُقلِّل مِن شأن الكاتبة التي تجاوزت الستين من العمر، حتي ولو كان الغرض فتح باب الأمل للأدباء الكبار بالمشاركة في فئة الرِّواية المخطوطة. المشترك الأهمّ إلي جانب القيمة المالية الضخمة الذي دفع البعض لتخطي الوضع السياسي المتأزم بين البلدين والتقدم للجائزة، هو حالة التخبط التي رافقت الجائزتين، الأولي بكثرة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين أعضاء اللجنة والنقاد والثانية بالتسريبات، وإن كان الأمر في البوكر صعبًا قليلاً، حيث منذ أن أَعلنتْ عن قائمتها الطويلة وقد صاحبتها حالة من التخبُّط والجدل، وصل إلي اتّهام الّلْجنةِ ذاتها بأنّها غير مُتخصِّصَةٍ (البرغوثي شاعر رئيسًا، وبروين حبيب عضو، وهي الأخري شاعرة)، كما تضمُّ الّلجنة المصريّ أيمن أحمد الدسوقي (غير متحقّق نقديًّا)، والناقد والأكاديمي العراقي نجم عبدالله كاظم، والأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية كاورو ياماموتو(التي شَكّ أحد المحررين في قدرتها متساءلاً: هل في إمكان المستشرقة اليابانية كارو ياماموتو، عضو لجنة التحكيم، أن تقرأ مئة وثمانين رواية في فترة قصيرة لتختار أسماء القائمة الطويلة والقصيرة من ثمّ، هي التي تحتاج إلي مَن ايدعمب عربيتها مثلما فعل محمد عضيمة الذي شاركها ترجمة مختارات من الشعر الياباني؟). بل إن مواقع التواصل شهدت هجومًا شنيعًا علي اختيارات اللجنة، حيث أن الاختيارت التي اهتدت إليها اللجنة بعد فحص ومحص وقراءات (في المطارات، في الطائرة، في قاعة الانتظار عند الطبيب، وبين جدران بيتي، أقرأة أقرأ في الفراش، ثم أغير موقعي.. فأقرأ في غرفة الجلوس، ثم في المكتب، في المطبخة وأحيانا أنسي أن آكل، لأن ما بين يديّ يأخذني لعوالم أخري. بتعبير بروين حبيب) ومع هذا جاءت مع الأسف دون أن تتحقق فيها شرائط الكتابة الجيدة، أو حتي استحدثتْ تقنياتٍ جديدةً يعوّل عليها في رسم طريقًا جديدًا في الخريطة السردية، بعدما أصابها التكلّس ونخر في جنباتها السُّوس لدي البعض من فرط تقليديتها، وسذاجة طرحها، خاصّة وأن هذه الاختيارات اُنْتقِيتْ من بين 180 رواية هي جملة ما عُرض للجنة. وذهب البعض الآخر إلي أن ثمّة رواياتٍ لم تخترها اللجنة هي أفضلُ بكثير ممّا ضمّته اللجنة (غير المعلنة الأسماء حتي إعلان القائمة الطويلة في أكتوبر من عام 2014) إلي قائمتها الطويلة.
حالة عدم الرضا علي اختيارات اللجنة، جعلتْ إحدي العضوات، الشاعرة البحرينية بروين حبيب تكتب مقالتيْن في جريدة القدس العربي، الأولي بعنوان (عن البوكر العربية ولجنة تحكيمها) بتاريخ 23 فبراير 2015، والثانية بعنوان االشجرة التي أثمرتب بتاريخ الثاني من مارس 2015، في تبيان وتعليل أسباب الاختيار، وهو ما يُبيّن أن ضمير اللجنة بدأ يشعر بالتوجس، من الانتقادات لها علي ظهر الصحف أو الأقويل المتناثرة (علي صفحات الفيس بوك) والتي لم يكن معظمها يُجافي الحقيقة، لأنّ معني قبول قرارات اللجنة هو ما يعني إعلان انعدام الذائقة النقدية، وهو ما ليس بصحيح؛ لأنَّ كثيرًا من الأعمال لا ترقي لأن تكون في جائزة محلية، وليس في سباق علي مستوي العالم العربيّ.
النظرية البروينيّة
علي عكس ما أرادتْ بروين من إراحة ضميرها بكتابة مقالتها، سكبت الزّيت علي النار، وزادت من حدة النقاش والخلاف، فجاء ردّ الناقد العراقي سامي البدري بعنوان االأغصان تُنبت في جذوع الشّجر السّليمب مفنِّدًا إدعاءت بروين وأهليتها لأن تكون عضوة لجنة تحكيم، بل أشار إلي المقالات التي انتقدت الأعمال ردًا علي مقولتها اكثير من النقد وجه للجنة تحكيم البوكر العربية، لكن لا نَقْدَ وجه للأعمال التي رُشْحِتْ»، http://www.alquds.co.uk/?p=301222 وقد كان من بينها مقالته. وبالمثل فعل سمير قاسمي الكاتب الجزائري في مقالة شديدة الهجوم بعنوان افي قلع الضرس: البوكر ومعيار "الهمس الخياليب http://elmassar-ar.com/ara/permalink/40917.html ومرة أخري االنّظريّة البروينيّة. الرّواية والبوكر»، وقد اعتبر مقالتها مُمْعِنةً في االفوقية والتبرير لغير المبرّر»، بل كان عبد الدائم السَّلامي أكثر جرأة عندما تساءل في استنكاراما علاقة بروين حبيب بالرواية العربية؟ أعني: هل رأيتم بروين حبيب تقرأ رواية؟»، ثمّ أَتبعها بمقالة في جريدة الحياة عن الأفة التي أصابتِ الرواية في مقتل، جاء عنوانها هكذا اإصابة الرواية في مقتل»، مُعرِّجًا علي الشليلة، ومنتهيًا إلي أن اختيارات اللجنة تجعلنا علي حدّ قوله نتساءل اإمّا أنّ المُنجَز الرّوائي العربيّ لم يبلغ بعدُ درجة التطوّر الفني ولم يرتقِ إلي مراقي السّرد الفذّ وإمّا أنّ ذائقةَ لجنة تحكيم البوكر متهافتة ومدرسانية بل وذاتية الأحكامب.
كما كان للمعايير التي اعتمدتها اللجنة في الاختيار حسبما صرّحتْ عضو اللجنة بروين حبيب، إضافة إلي تباهيها بالشهادات التي حصلت عليها، مجالًا للسُّخرية، والانتقادات من بروين بحسب مقالها تؤسِّس لنظرية جديدة في النقد، تجعل من البنية والركائز العالمية لأي رواية مجرد زأشياءس لا بأس ألا تتوفر في العمل الروائي ما دام كتب بلغة جميلة. هذا بالإضافة إلي انتقادات الكتاب الذين خرجوا من القائمة القصيرة للجائزة ولجنتها كما فعل الكاتب المصري أشرف الخمايسي الذي كانت روايته اانحراف حادب الصادرة عن نهضة مصر، قد دخلت القائمة الطويلة، فقد علّق عقب إعلان القائمة القصيرة وخلوها من روايته معرضًا بقصور وعدم كفاءة وأهلية لجنة التحكيم، بل معلنًا أيضًا أنه لن يترشح لها مستقبلاً، حسب ما جاء في تدوينته هكذا الن أزجّ بأعمالي، لتقع بين يدي مَن لا يمتلك القريحة الإبداعية القادرة علي فهمها، وإن امتلكَ فهو لا يمتلكُ النّزاهة المطلوبة لتحكيمها علي الأساس الإبداعيّ فقطب. وأضاف مُعلِّقًا علي قائمة الرّوايات التي دخلت القائمة القصيرة: اإن ما تمّ تصعيده مِن روايات كان أقلّ فنيًّا مِن روايتي اانحراف حادّ» بشهادة النُّقاد والقرّاءا.
محاكم تفتيش روائية
لم تخلُ كتارا من الهجوم والانتقاد سواء علي لجنة التحكيم التي استطاعت أن تقرأ 711 رواية ما بين مخطوطة ومطبوعة وهو ما حدا بالأستاذ عبده وازن لأن يتمني علي اللجنة ويتساءل:هل هذه ظاهرة سليمة؟ كيف ولد هؤلاء الروائيون وأين ومتي؟ ليت لجنة كتارا تكشف أسرار هذه المخطوطات وتتيح للنقاد والصحافيين أن يتناولوا هذه الظاهرة عن كثب ويجروا تحقيقاً حول المخطوطات مع إحصاء للأسماء والبلدان والأجيال. هذا من باب التمن. لكن الهجوم الأكثر كان خاصًا بالفائزين، وبالأحري الفائز المصري إبراهيم عبد المجيد، حيث فرضت السياسة كلمتها فأعربت الأستاذة الروائية الكبيرة سلوي بكر حسبما جاء في جريدة الوطن المصرية، عن أسفها الشديد للمشاركة إبراهيم عبد المجيد في جائزة كتارا، والمزعج كان دعوتها بمطالبة المجلس الأعلي للثقافة بفتح تحقيق مع 240 روائي شاركوا في المسابقة التي أرادت قطر من خلالها إذلال المصريين بحسب قولها، تصريح بكر استنكره الروائي المصري أحمد شوقي في مقالته في المُدن الإليكترونية التي حملت كتارا" توقظ أنصار محاكم التفتيش»، الأعجب أن مواقع الصحف المصرية مثل اليوم السابع وبوابة الأهرام والوطن، أجروا استطلاعًا حول الموضوع ذاته، ومع الأسف كانت النتيجة سلبية حتي أن البعض راح يُلمِّح ويغمز حول تخفّي عبد المجيد أثناء ذهابه لقطر، حيث كما ذكر أصدقاؤه أنّه أخبرهم بأنه متجه إلي باريس وليس قطر، كما جاء في تدوينة رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور أحمد مجاهد، وهو الأمر الذي تقبله عبد المجيد بسخرية، بأن أعلن علي صفحته ازعلانين علشان قلت لهم في براغ أنا رايح باريس مش الدوحة. طيب أنا رايح باريس مرة تانية أهه. فكروا باه في الجايزة الجديدة وفين؟ ههههههههههههه
مثلما تعرَّضت لجنة تحكيم البوكر للنقد تعرّضت لجنة تحكيم كتارا للانتقاد خاصَّة أن عدد المتقدمين كثير جدًّا، وليس مُقتصرًا فقط علي الروايات المطبوعة بل هناك المخطوطة، وهو ما يمثِّل عبئًا علي اللجنة، الفارق الوحيد أن لجنة كتارا كما قرَّر مُقررها العام الكاتب القطري خالد السّيد اتخضع لثلاث مراحل وثلاث لجان، تتولي بالتالي أعمال الفرز ثم التحكيم. كما اُنتقد غياب معايير الاختيار التي أعلنت الجائزة عن نشرها كما وعدت إدارة الجائزة خلال حفل الافتتاح لكنها لم تُعلن عنها حتي (وقت كتابة المقالة). كما فتح غياب الروائيين لحساب النقاد والأكاديميين في عضوية لجان التحكيم الباب للانتقاد خاصة أن معظمهم ممن يعملون في جامعة قطر، أهم الانتقادات التي وجهت إليها هو أن منح كتارا جائزتها الأولي لإبراهيم عبد المجيد عن روايته أدجيوا، كان لغرض سياسيّ، حيث تريد الجائزة أن تنفي عن نفسها علاقتها بالسياسة، حتي أن البعض ذهب نظرًا لتدهور العلاقات علي المستوي الشعبي والسياسي في الفترة الأخيرة بأن الجائزة لن تمنح لمصري وهو ما خيبت الجائزة ظنونهم بمنحها لعبد المجيد لتقول إن المصريين شركاء في الثقافة العربية، حتي ولو كان ثمة منغصات سياسية.
نضوب معين الإبداع
نجح البرغوثي بتخليص ضميره من وزر الجائزة بأن وضع علي صفحته الآليات التي اعتمدها هو اللجنة أثناء مدة العمل، بالطبع لم يتقبلها الكثيرون، لكن يكفي أنه كان مقتنعًا بما فعل، فأغلق باب الحوار في موضوعها، وهو عكس ما حدث مع كتارا التي لم توضح آليات اختيار الروايات الفائزة، واكتفت بتسليم الجوائز للفائزين فقط، لكن مازالت نيران كتارا تصيب كل من لمس ريحها، فذهب جابر عصفور الذي حصل علي جائزة القذافي من قبل دون أن يتواري خجلاً من فعلته لأن يقول أنا سيئ الظن بكل ما يأتي من قطر منذ عقود وواصل اإن قطر تأمل بجائزة كتارا أن تتشبه بجاراتها بخاصة الإمارات، وأنا شخصيًا أري مشروع كتارا زغير بريءس لكن لا ألزم غيري بموقفي، وعلينا أن نكون ديمقراطيين، فهذه الدويلة تحاول جذب الأدباء لها بالأموال، مثلما فعلوا مع عزمي بشارة وغيره، كجزء من الدعاية السياسية لها»، وهو الأمر الذي وصل إلي اتهامات بالعمالة، وغيرها من تهم جاهزة رُددت ضد إبراهيم عبد المجيد الحاصل عليها الاستثناء الوحيد من سيل الاتهامات ما كتبه صلاح عيسي دفاعًا عن الروائيين المصريين الفائزين، حيث رأي أنهم لم يخطئوا في التقدم للجائزة بل رأي في الموضوع أكثر إيجابية لذا تساءل في نهاية مقالته: أليس من الأفضل لنا جميعًا، ولقطر نفسها أن تنفق أموالها علي تشجيع الآداب والفنون بدلاً من أن تنفقها علي دعم جماعة تعيش خارج التاريخ وتعتبر نجيب محفوظ كافرًا، ونزار قباني داعرًا، وتتحالف مع جماعات تحطم الآثار وتسعي لإعادة البشرية إلي القرون الوسطي، ليكون مصير المسؤولين فيها هو المصير نفسه الذي لقيه كل الذين تحالفوا معها من قبل؟!
http://www.almasryalyoum.com/news/details/738844#.VWDaowzkwqw.facebook. نفس الشيء فعله وائل السمري في مقالته في اليوم السابع حيث استنكر الحرب الضارية علي الفائزين بل دعا إلي اعدم الانصياع إلي هذا التطرف تجاه قطر وشعبها ومثقفيها ومؤسساتها الثقافية، بل أدعوهم إلي ممارسة كل أشكال الاتصال الثقافي مع قطرhttp://www.youm7.com/story/2015/5/24/%D9%87%D9%84- . وبعد كلّ هذا الضجيج يبقي للجوائز قيمتها المالية التي يحصل عليها الفائز، ولا يعبأ بما يقال عنها ولن تهمد الأصوات حتي يلوح خبر جائزة أخري فتسن من جديد السكاكين، إلا إذا أعلن أنه الا جوائز في بلاد النفط»، وهذا من سابع المستحيلات. لدي تساؤل أخير بحكم جائزة البوكر التي تخطت مرحلة البدايات، هل ثمة روائي فاز بهذه الجائزة تخطي في كتابته الرواية الفائزة؟ الجواب لا، والدليل يوسف زيدان كتب بعد اعزازيل الحاصلة علي الجائزة في دورتها الثانية 2009، ثلاث روايات النبطي ومحال وجونتنامو ومع هذا لم تكن هذه الأعمال في قوة الرواية الفائزة بالبوكر، وكذلك ربيع جابر بعد ادروز بلغراد لم تأتِ رواية تضاهيها، وسعود السنعوسي بعد اساق البامبو جاءت روايته الجديدة افئران أمي حِصّةب مترهلة، ومحمد الأشعري الحاصل عليها مناصفة مع رجاء عالم عام 2011، نشر رواية بعنوان اعلبة الأسماءب لم تتجاوز رقعتها المكانية في الانتشار، والأمثلة كثيرة، أما بهاء طاهر الذي افتتحت روايته اواحة الغروب الجائزة في عام 2008، وأحمد سعداوي الحاصل عليها عام 2014، ورجاء عالم فلم يكتبوا بعدها شيئًا حتي الآن، إلخ ... من نماذج تجعلنا نقول إن هذه الجوائز بسخائها المالي كانت نِقمة علي المبدعين الذين نضب معين أفكارهم الذي انشغل بِعَدِّ الأوراق الخضراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.