رحلة عين .. والعين بتعشق كل جميل

الرحلة في اللغة أو الارتحال هو الانتقال إلي مكان آخر، ولكن رحلة الجسد ليست هي الأساس وإنما هي رحلة الروح والعقل وتعقب مسارات التطور والعمق نحو الاستنارة، وربما لهذه الاسباب اختارت الفنانة إيمان فؤاد عنوان "رحلة عين" لتقدم مجموعة من أعمالها الفوتوغرافية المتميزة والتي تضمنت 50 صورة غطت أماكن متعددة في مختلف أرجاء مصر.
وقد انتقلت إيمان في سلاسة بين الواقعية للتجريد فقدمت لوحات غاية في الجمال اعتمادا علي رؤيتها الفنية، وبينما تقف في منتصف القاعة يمكنك أن تلمح مجري الزمن من بداية الرحلة في عين فتاة صغيرة من الغردقة لتنتهي في نظرة امرأة عجوز ترسم وجهها التجاعيد من الفيوم.
تقول إيمان: كانت اللقطة الأولي لفتاة بدوية قابلتها أثناء قيامي برحلة في صحراء الغردقة، حيث كانت تعرض بعض الأشغال اليدوية البسيطة.. فاقتربت منها وتحدثت معها، وطوال الوقت كانت لها نظرات تتأرجح بين حزن دفين وعمق الصحراء وقسوتها، وبعد أن ارتاحت لي وافقت علي أن ألتقط لها صورة، فكانت هذه اللقطة التي ركزت فيها علي عمق حياة الصحراء في عينيها، أما اللقطة الثانية فكانت أثناء جولة في الفيوم حيث جذب نظري بشدة سيدتان تفترشان الأرض لبيع القبعات من القش حيث بدت قسوة الزمن ظاهرة في وجوههما ولكنهما لم تتوقفا عن الكفاح والعمل بأبسط الإمكانيات، فصورتهما معا ثم صورت واحدة منهما منفردة.
وقد بدأت إيمان رحلتها مع التصوير منذ حوالي 10 سنوات، حيث تقول: كنت أحب ممارسة جميع أنواع الفنون ولم يخطر ببالي أني سأنتقل إلي فن التصوير الفوتوغرافي.. الصدفة وحدها هي التي قادتني لهذا الفن، حيث شاركت في رحلة تصوير علي سبيل التغيير، وأعجبني الأمر وبدأت بتصوير صورا تحمل أفكارا جيدة لكن دون اتقان .. لكن مع التجربة والاستمرار وصلت للفكرة مع الجودة.
وعن اختيارها لعنوان المعرض تضيف إيمان : بالنسبة لي التصوير هو فن الرسم بالعين لتوصيل رسالة ما، ربما عن جمال الطبيعة، أو ربما لقص تلك الحكايات المسطورة في وجوه الناس، ربما أيضا لالتقاط نظرة معبرة أو حدث استثنائي.. لقد أصبحت الكاميرا تسيطر علي رؤيتي لكل شيء فأصبحت أري بها وأتنفس من خلالها ..
وعبر رحلتها في عالم التصوير الفوتوغرافي شاركت إيمان فؤاد في العديد من المعارض الداخلية والخارجية وأقامت ثلاثة معارض فردية، وقد انتقلت في لوحاتها بين البورتريه، والطبيعة، والتجريد، ولكن يجمع بينها أنها كلها لقطات مصرية صميمة .. حيث تتجول إيمان بعدستها بين مختلف أرجاء القاهرة بل ومصر كلها فتارة تقدم احتفالية في شارع المعز وتارة تأخذنا إلي عالم دراويش التنورة والمولوية، ثم نغوص معها في جمال الصحراء في سيوة حيث الكثبان الرملية الساحرة بلونها وتشكيلاتها الفنية الربانية مع حركات الضوء والظل، أو ربما إلي بحيرة فنطاس وهي من أجمل الأماكن بواحة سيوة الخلابة، حيث يأتيها السياح من كل مكان ويجلسون أمام البحيرة يستمتعون بمشاهدة الغروب بينما يجلسون علي كراسي القش في جو عربي بديع ليحتسوا الشاي بالحبق حتي بعد الغروب و في الطريق للبحيرة يوجد عين مياه كبريتية محاطة بالنخيل يسبحون بها. ثم من سيوة تتسع الجولة لتشمل الفيوم والساحل والأسكندرية ورشيد والعين السخنة وغيرذلك.
ورغم كونها امرأة إلا أن إيمان لا تواجه كثير من الصعوبات أثناء التقاط الصور، فعندما سألتها عن تعامل الناس معها قالت: أحاول في البداية أن أتعرف علي طبيعة المكان، وعند تصوير الأشخاص أحرص علي أن أتعرف عليهم وأتحدث معهم حتي يسمحوا لي بتصويرهم.
ولم تكتف إيمان بالتصوير كهواية وحيدة، إلا أنها أيضا تحب ركوب الدراجات، وتخرج لركوب الدرجات مع مجموعات رياضية يوم الجمعة، حيث تعلق إيمان قائلة : بدأتها كنشاط رياضي مع الأصدقاء ولكني تعلقت بها حتي أصبحت هي وسيلتي الأساسية للتنقل.