كنت أعتبر دوما أن الشيخ ناجح ابراهيم أعقل التائبين عن ممارسة العنف وأكثرهم سماحة،بل وكنت أسارع لقراءة عواميده ومقالاته وأصدّقه . لكن الشيخ ناجح خيّب أملي للأسف في الكتاب الذي نشرته له أخيرا دار الشروق .الكتاب هو «داعش ..السكين التي تذبح الإسلام» ويحمل توقيعين :الشيخ ناجح ابراهيم والقيادي الإسلامي السابق هشام النجار-وهذا التعريف ليس من عندي،بل منشور علي ظهر الغلاف. علي أي حال ،المشكلة ليست هنا ولاحتي في محتوي الكتاب ،بل يمكن للواحد أن يجد فيه معلومات مهمة عن ذلك السرطان الذي لوّث سمعة الإسلام والمسلمين ،وتركه الجميع العرب والعجم والغرب والشرق عامدين حتي وصل إلي ماوصل إليه:دبابات وطائرات ومليارات وآلاف المقاتلين من كل أنحاء الأرض. المشكلة في صفحتي 37 و38 من الكتاب ،الذي يقول «يقع التكفيريون وداعش في فخ مخطط المخابرات المركزية الأمريكية التقسيمي،بعد أن وقعت الحركة الإسلامية التقليدية في فخ التيارات والحركات الشيوعية المتعاونة مع منظمات صهيونية ،والتي عملت علي جعل الإسلاميين كأداة لإنهاك الجيش المصري وتفكيكه» السطور التي قوّستها منقولة بالنص وبلا أي تصرف ، وهي لاتوضح الي أي مدي بلغ الخطل والادعاء وانعدام المسئولية فقط،بل أيضا إلي أي مدي يمكن أن يفقد كاتب عقله وبصيرته علي السواء. ياشيخ ناجح لو سمحت ماهي الحركات والتيارات الشيوعية المتعاونة مع المنظمات الصهيونية؟وكيف تسمح لنفسك باتهامات ترقي الي الخيانة العظمي دون سند أو دليل لتيارات وحركات وطنية عُرفت بعدائها المبدأي للصهيونية؟لايليق بك ياشيخ ناجح أن تسمح لنفسك بكل هذا الصلف والغرور! والأكثر فداحة هو مايورده الكتاب من أضاليل في السطور التالية مباشرة:»ونشرت مؤخرا معلومات موثقة بالمستندات عن رصد اتصالات ودعم وتمويل قيادات شيوعية مصرية مع منظمات صهيونية لصنع اقتتال داخل الجيش المصري ..وتحدث سامح نجيب القيادي بالاشتراكيين الثوريين وهو تيار شيوعي مصري في مؤتمر علني عن ضرورة تدمير القوات المسلحة المصرية»مرة أخري السطور التي قوّستها منقولة بالنص من الكتاب،وبغض النظر عن ركاكة الصياغة وسقمها فإن واجبك ووطنيتك يحتمان عليك ياشيخ ناجح أن تقدم بلاغا يتضمن معلوماتك التي تزعم أنها موّثقة لأجهزة الأمن والمخابرات ،وإذا كنت صادقا في زعمك قدّم مافي حوزتك وانشره علي الملأ،وانت تملك الكتابة في عدة منابر دون حسد. ثم يصل الهطل والهلفطة الي مستويات غير مسبوقة حين يضيف الكتاب مايلي:»الشيوعيون ومن شايعهم يبحثون عمن يستجيب لمخططهم الانقلابي ،فيقع اقتتال داخل القوات المسلحة بين معارضي الجيش ومؤيديه،ثم الاقتتال مع الشعب حتي يلقي الجيش المصري مصير ماحدث للجيشين الليبي واليمني أو الجيش العراقي»مرة ثالثة السطور الواردة بين الأقواس تعني أنني أنقل حرفيا عن كتاب الشيخ ناجح وصاحبه هشام النجار. هذا الكلام بطبيعة الحال غير مسئول ببساطة بغض النظر عن لاأخلاقيته واتهامه لمخالفيه في الرأي بالخيانة العظمي والتعاون مع منظمات صهيونية للنيل من الجيش المصري وتفكيكه..أظن أنه ليس هناك جنون أو غفلة أكثر من هذا،وإذا ماكان الشيخ ناجح صادقا في زعمه وهو ماأشك فيه- فليرد،أو ليعتذر علنا مثلما سمح لنفسه أن يتهم الوطنيين في شرفهم .ماكتبته ياشيخ ناجح لايمكن اعتباره رأيا، ولكن يمكن اعتباره لعبا غير مسئول بالنار وعدم تقدير للحرب التي لايخوضها الجيش وحده لدحر الإرهاب وهزيمته،بل تخوضها الي جانبه القوي السياسية اليسارية والليبرالية والقومية .مرة أخيرة لتعتذر فورا ياشيخ ناجح وإلا فاكشف لنا الأسانيد الموثّقة التي تزعم أإنها في حوزتك.