ناقش مؤتمر »الإبداع.. مستقبل مصر« الذي نظمته مؤسسة »أخبار اليوم« العديد من الأوراق المهمة التي تقدم حلولا لعدد من المشكلات المزمنة في الحياة الثقافية والفنية، ننشر عدد من هذه الأوراق التي تتعرض لقضايا النشر، الصناعات التراثية، المأثورات الشعبية والتنمية المستدامة ، والقرصنة. تحتل معدلات إنتاج الكتاب ومطالعته في الوطن العربي مرتبة متواضعة عالميا لا تليق بالثقافة العربية، فالوطن العربي ينتج 1.1٪ من الانتاج العالمي للكتب في حين أن تعداده يمثل 5.5٪ من السكان، كما ان المواطن العربي يقرأ 6 دقائق في العام ويشاهد التلفاز 6 ساعات في اليوم. وفي مصر وفقا لإحصاءات دار الكتب القومية عام 2010 فإن هناك عنوانا واحدا تم نشره لكل 5000 مواطن في العام، مقابل عنوان لكل 500 مواطن في بريطانيا وعنوان لكل مواطن في الولاياتالمتحدة، بمعني انه لو كان متوسط حجم الكتاب المنشور في مصر 250 صفحة مثلا، فإن نصيب المواطن المصري من القراءة هو 14 سطرا في العام. والأهم من هذا هو أن الإخوان المسلمين مازالوا يسيطرون علي سوق النشر في مصر، ولهذا فنحن نجد -مثلا- نشرا موسعا لكتاب شرح فوائد رياض الصالحين، والذي ينص في ص 21 عند حديثه عن الفائدة الخامسة: مفهوم الوطنية: "يقول ابن عثيمين: نحن إذا قاتلنا من أجل الوطن، لم يكن هناك فرق بيننا وبين الكافر لأنه أيضا يقاتل من أجل وطنه. والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد، ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون في بلد إسلامي ولله الحمد، ونسأل الله أن يثبتنا علي ذلك. الواجب أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا". وبمثل هذا يسقط الانتماء، وتتحول فوهات الأسلحة من وجه أعداء الوطن إلي ظهر شركاء الوطن. وبناء عليه فإن قضية النشر في مصر تعد من قضايا الأمن القومي الملحة، ويمكن طرح أهم مشكلاتها فيما يلي: 1- قضية قلة مكتبات القراءة: مكتبات القراءة العامة الرئيسية حوالي 6 وهي مكتبات مصر. مكتبات وزارة التربية والتعليم لم يتم تزويدها منذ 5 سنوات. مكتبات قصور الثقافة يقتصر تزويدها علي إصدارات الهيئة إن أمكن. (قانون عدم تكهين الكتب يقضي علي تزويد مكتبات قصور الثقافة). مكتبات بيوت الشباب آخر مرة تم تزويدها من 4 سنوات من كتب هيئة الكتاب فقط حتي يتم الشراء بدون مناقصة. (الحاجة إلي مراجعة قانون التزويد). مطلوب: -تكثيف الإعلان عن مكتبات القراءة الموجودة، وتخفيض قيمة الإعلان عن الكتب في التليفزيون المصري. -تزويد المكتبات بشكل دوري وبميزانيات مجزية. -تشجيع رجال الأعمال علي إنشاء مكتبة بكل حي (فتح ألف مكتبة عامة علي الأقل). -شراء نسختين من كل كتاب يؤدي لزيادة المطبوع وقلة سعر الكتاب. -تعديل لوائح تكهين الكتب وتزويد المكتبات. 2- قضية عدم وجود شركة توزيع محترفة: -قلة عدد مكتبات البيع (ليست كثيرة لأنها غير مربحة). -مشكلات توزيع الكتب مع المؤسسات الصحفية (عدم تخصص البائع- عدم التوجه لمشتري الكتاب- ارتفاع نسبة التالف في المرتجع). (مشكلات التوزيع الخارجي) الاعتماد علي الشركة القومية فقط- المحاسبة علي الكتب المبيعة فقط وعدم عودة غير المبيع. التوزيع الخارجي الخاص (ارتفاع نسبة الخصم- عدم ضمان تسديد العائد). المطلوب: -إنشاء شركة متخصصة لتوزيع الكتاب داخليا وتطوير منافذ بيع هيئة الكتاب. -توزيع الكتاب المصري خارجيا عن طريق هيئة الكتاب بضمان حكومي. -الاستفادة من التجربة الجزائرية في انشاء مكتبة لبيع الكتب للشباب العاطل في كل شارع يقوم ببنائها الصندوق الاجتماعي، وتزويدها بالكتب الآجلة من وزارة الثقافة. -إلغاء إقامة كل جامعة معرض كتاب تقوم بتزويد مكتباتها منه، حيث لايستطيع معظم الناشرين الذهاب لجامعة جنوب الوادي مثلا، علي ان يتم التزويد من معرض القاهرة الدولي للكتاب، من خلال استضافة هيئة الكتاب لممثلين من كل جامعة للقيام بهذه المهمة. 3- قضية مشروعات دعم الكتاب: مشروع واحد فقط (مكتبة الأسرة) وقد تناقلته العديد من الدول: الشارقة (ثقافة بلا حدود)، الجزائر (الثقافة للجميع). تقلص في مصر عبر غياب المساهمات عن المشروع وتقليص ميزانيته تباعا من 16 مليون جنيه الي 2 مليون جنيه هذا العام. (ملاحظة امكانية التحكم في توجهات الكتاب المدعوم بما يسهم في تشكيل الوعي). (ملاحظة ان ما كان يهدف اليه وزير ثقافة الإخوان وتصديت له فأقالني هو السيطرة علي مشروع مكتبة الأسرة لتحويله إلي أخونة الأسرة). (ملاحظة يرحب ناشرو القطاع الخاص الوطنيون بأن تحدد وزارة الثقافة لهم في بداية كل عام الموضوعات الأكثر أهمية لظروف الوطن كي يقوموا بتكثيف النشر فيها). 4- مشكلة صناعة القاريء: -غياب الاهتمام بالقاريء الطفل. -الشباب الذي يقرأ الآن لأحمد مراد هو جيل مكتبة الأسرة. المطلوب: -عودة المسابقات التنافسية في جودة كتاب الطفل (التأليف- الرسم- الإخراج) التي كانت مصاحبة لمشروع مكتبة الأسرة، وبدعم من الناشرين أنفسهم. -عودة مشروع مهرجان القراءة للجميع. -عودة مشروع (أصدقاء الكتاب) الذي كانت تنظمه هيئة الكتاب، ويتمثل في عمل كارنيه مخفض للعضو، ومده أولا بأول بأسماء وأسعار الكتب الجديدة، وإرسالها له علي عنوانه. -الاستفادة من التجربة الجزائرية المتمثلة في التعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة: تقوم وزارة الثقافة باختيار 3 كتب مناسبة لكل صف دراسي من أولي ابتدائي حتي الثانونة العامة. يتم توزيع هذه الكتب مجانا علي الطلاب في نهاية كل عام دراسي ويشترط لانتقال الطالب للصف الأعلي ان يقدم لهذه الكتب الثلاث عرضا ملخصا مقنعا. 5- مشكلات الناشر الحكومي: مشكلة شراء الورق (محلي- عبر وسيط). مشكلة ارتفاع سعر المنتج بسبب العمالة الزائدة مشكلة الموظف الفنان. المشكلات المالية لزيادة الطباعة وزيادة التوزيع. المطلوب: -تعديل بعض القواعد واللوائح المعوقة للعمل. 6- مشكلات فرصة النشر، وحقوق الملكية الفكرية للتأليف والترجمة (مشكلات تشريعية) ينفق الناشر المال الوفير لإصدار العديد من الكتب، وفور نجاح كتاب منها يسرع المزور بسرقته، وغالبا ما ينتهي الأمر إذا تم ضبط اللص بغرامة 50 جنيها. -المطلوب تعديل قانون 82 لسنة 2002 وفقا للمقترح التفصيلي المرفق. (مرفق مذكرة بالتعديل). 7- مشكلات مستقبلية للصناعة: -عدم الاهتمام بالنشر والتوزيع الالكتروني، كان هناك مشروع مع وزارة الاتصالات، وتم شراء كتب من الناشرين بالفعل لتسويقها الكترونيا لكن المشروع لم يكتمل لافتقاد التقنية. المطلوب: انشاء موقع تسويق الكتروني حكومي، بدلا من موقع فودافون الذي يأخذ من الناشر 40 في المئة- علما بأن هذا المشروع يسهم في خفض سعر الكتاب حيث يباع الكتاب الالكتروني ما بين 60 و70 في المئة من سعره، وسوف يقل السعر كلما زاد التوزيع.