نظمت لجنة الشباب باتحاد الكتاب مؤتمرا بعنوان "أفريقيا بعيون مصرية"، لدعم العلاقات المصرية- الأفريقية. ترأس المؤتمر الناقد د.عبد المنعم تليمة، وكان د.شريف الجيار أمينا عاما له، وشاركت في تنظيمه الكاتبة مني ماهر مقررة اللجنة. المؤتمر استضاف في جلساته الثلاث عددا من السفراء والكتاب والنقاد، وأعضاء اتحاد الكتاب، وممثلين عن الخارجية المصرية، وأساتذة جامعات وإعلاميين، تناولوا عددا من القضايا الثقافية والفنية المصرية - الأفريقية، تحدث في بدايته الدكتور شريف الجيار، موضحا أن العلاقات المصرية - الإفريقية قوية منذ بدايتها، وأن الثقافة الإفريقية المصرية تؤثر علي العالم كله، وهذا المؤتمر يعتبر سلسلة من الخطوط الجادة لتطوير العلاقات، وأكد:"القارة الأفريقية وثقافاتها المتنوعة تعتبر إحدي الدوائر المهمة في تشكيل الوجدان المصري والثقافة المصرية، لذا جاء هذا المؤتمر بحثا عن تجديد التواصل مع أصولنا والبحث عما يجمعنا بأشقائنا وإخوتنا، حتي ولو اختلف اللسان وتباعد المكان وتعدد الإنسان، فأفريقيا منا ونحن منها، حقيقة بالتاريخ والجغرافيا والثقافة والأصول المشتركة". واستكمالا لحديث الجيار، أضاف الدكتور عبد المنعم تليمة: "أفريقيا لها دور مؤثر وفعال للغاية في بناء موروثات البشرية عبر التاريخ الإنساني الطويل، ففي الماضي القريب تحررت 27 دولة أفريقية في عام واحد عام 1960 فاهتزت لها شعوب العالم، ونحن الآن بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، نذهب إلي أفريقيا لنرفع لواء المصالحة التاريخية والمحاورة العظمي بين كل الشعوب والمذاهب، ولنعيد العلاقات المصرية - الأفريقية إلي الصدارة". بينما تحفظ رئيس الاتحاد محمد سلماوي في بداية حديثه علي ذلك، موضحا أنه لا فرق بين مصر وأفريقيا، فهما كيان واحد ولا يصح أن ننظر إليهما علي أنهما قضيبان يتقاربان ويتباعدان، مؤكدا أن أساتذة التاريخ اتفقوا جميعا علي أن الحضارة المصرية هي حضارة أفريقية لها امتداد طبيعي منذ قدم الزمن، وأضاف "فترة الستينيات كانت فترة توهج، في كل المجالات بين مصر وسائر الدول الأفريقية، حيث استفاد الجميع منها، ولابد أن يعود التعاون القوي بين مصر وأفريقيا، خاصة الثقافي الذي يعد أهم من السياسي، لتحقيق وحدة الشعوب والتواصل بينها". غاب وزير الثقافة عن المؤتمر لكنه أناب الدكتور محمد عفيفي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة، ليؤكد علي أن العلاقة بين مصر وأفريقيا هي قدر ونصيب، أخذ وعطاء، وأوضح: "علينا إدراك أن مستقبل مصر في أفريقيا والعودة لها عودة للجذور والأصل". الجلسة الأولي أدارها الدكتور شريف الجيار، وتحدث فيها السفير رخا أحمد حسن عن التعاون ثقافيا وفنيا بين مصر وإفريقيا، وأكد: "العلاقة المصرية - الأفريقية ليست ظاهرة حديثة، فهي متصلة من أقصي الشرق، فأفريقيا لديها ثقافة متنوعة، يساعد علي أن يكون تفاعلها مستمرا عبر التاريخ، والتعاون الثقافي المصري مع أفريقيا له أدوات كثيرة، منها تعليم اللغة العربية، والفقه الإسلامي عن طريق شيوخ من الأزهر الشريف، كما يتم إرسال مدرسين للدول الأفريقية لتدريس المواد الحديثة من الكيمياء والفيزياء، وبعثات لأساتذة الجامعة والمهرجانات السينمائية، وكان آخرها عام 2013". في حين أكد السفير صبري مجدي صبري في حديثه عن مستقبل العلاقات المصرية - الأفريقية علي أن ركود العلاقات مع أفريقيا حدث بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، وأنه لابد من إعادة توثيق العلاقات مجددا، والدور الأكبر في ذلك يقع علي مصر، باعتبارها الأخ، مطالبا الكتاب بالتوقف عن الإساءة للأفارقة في المسلسلات والإعلام. كما تضمنت الجلسة بحثا للدكتورة ثناء أنس الوجود، تناولت فيه "نقدا اجتماعيا بنكهة أفريقية لرواية المفسرون لسوينكا"، وآخر للدكتور خالد أبو الليل عن الملاحم الأفريقية، الذي أشار فيه إلي أن التراث الشعبي العربي متقارب مع الأفريقي. وشارك في الحديث أيضا السفير الأثيوبي بالقاهرة، محمود دريني، مؤكدا علي أن هناك تحديات جمة تواجه القارة السمراء من اعتداءات إرهابية وأمراض مستفحلة والفقر المدقع، إضافة إلي التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفجوة التكنولوجية، فأفريقيا علي الرغم من ثرواتها الهائلة وإرثها الحضاري والتاريخي العريقين تعتبر من أفقر القارات من حيث النمو الاقتصادي والاجتماعي، وأضاف: "لذا تأتي أهمية المؤتمر في أنه يقدم عروضا حول الثقافة والهوية الأفريقية، فهذا الجهد يساعد في فهم القضايا الأفريقية لتطوير العلاقات". بينما جاءت الجلسة الثانية بإدارة الباحث أحمد الشايب، وضمت أكثر من ورقة بحثية، أولها للكاتبة ابتهال سالم، تحدثت فيها عن الميثولوجيا الأفريقية ما بين التجذر والتمدد، وقراءة في الفلكلور الأفريقي قدمها الدكتور محمد أمين عبد الصمد، وورقة أخري للدكتور فاتن حسين بعنوان "أدب ما بعد الكلونيالية"، كما تناولت الدكتورة إيمان مهران دور المجتمع المدني في تأصيل التواصل الحضاري بين الشباب الأفريقي، وفي النهاية قدم الإعلامي طارق عبد الفتاح إبراهيم شهادة إعلامية عن أفريقيا. علي هامش المؤتمر أقيم معرض للفن التشكيلي حمل العنوان نفسه، وفي نهاية المؤتمر كّرم الاتحاد عددا من سفراء أفريقيا والمهتمين بالشأن الأفريقي، هم السفير محمود براري سفير مصر بأثيوبيا، والسيد إجلال عبدالحليم ممثل الاتحاد الأفريقي بالقاهرة، ونائب سفير السودان بالقاهرة، والسفير صبري مجدي صبري، والسفير رضا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق.